ما بين التلويح الإيراني بالتدخل عسكريا ومسار أستانا إلى أين يتجه المشهد في سوريا
ما بين التلويح الإيراني بالتدخل عسكريا ومسار أستانا.. إلى أين يتجه المشهد في سوريا؟
يشهد المشهد السوري حالة من التعقيد المتزايد، تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية، وتتقاطع فيها مسارات دبلوماسية وعسكرية. الفيديو الذي يحمل عنوان ما بين التلويح الإيراني بالتدخل عسكريا ومسار أستانا.. إلى أين يتجه المشهد في سوريا؟ يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذا البلد الذي مزقته الحرب.
التهديدات الإيرانية بالتدخل العسكري تمثل تصعيدًا خطيرًا. لطالما لعبت إيران دورًا محوريًا في دعم نظام الأسد، سواء بالمال أو بالسلاح أو بالتدريب، وحتى بإرسال مقاتلين. لكن التلويح بتدخل عسكري مباشر، يتجاوز الدعم اللوجستي والاستشاري، يحمل دلالات أعمق. قد يعكس هذا التلويح قلقًا إيرانيًا متزايدًا بشأن تراجع نفوذها في سوريا، أو ربما رغبة في فرض شروط جديدة على الأرض، قبل أي تسوية سياسية محتملة.
في المقابل، يمثل مسار أستانا، الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران، إحدى المحاولات الجادة لتهدئة الصراع والوصول إلى حل سياسي. لكن هذا المسار يواجه تحديات جمة. فالتناقضات بين مصالح الدول الضامنة، والخلافات العميقة بين أطراف النزاع السوري، تجعل تحقيق تقدم ملموس أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، يظل غياب الأطراف السورية الفاعلة عن طاولة المفاوضات عائقًا كبيرًا أمام أي حل مستدام.
السؤال الذي يطرحه الفيديو، حول الوجهة التي يتجه إليها المشهد في سوريا، يظل مفتوحًا. فهل ستؤدي التهديدات الإيرانية إلى مزيد من التصعيد العسكري، أم أن مسار أستانا سيتمكن من تحقيق اختراق حقيقي؟ أم أننا سنشهد استمرارًا لحالة الجمود الحالية، مع استمرار المعاناة الإنسانية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية؟
الإجابة على هذه الأسئلة تتوقف على عوامل متعددة، منها التطورات على الأرض، والتغيرات في موازين القوى الإقليمية والدولية، ومدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات حقيقية. لكن المؤكد أن مستقبل سوريا لا يزال معلقًا على حافة الهاوية، وأن أي خطوة خاطئة قد تدفع بالبلاد إلى المزيد من الفوضى والعنف.
مقالات مرتبطة