Now

بن غفير يهاجم نتنياهو لعدم تقليص عدد المصلين المسلمين في الأقصى خلال رمضان

بن غفير يهاجم نتنياهو لعدم تقليص عدد المصلين المسلمين في الأقصى خلال رمضان: تحليل وتداعيات

شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية مؤخراً تصعيداً حاداً في الخلافات بين أقطاب اليمين المتطرف، وتحديداً بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قضية حساسة ومستمرة في إثارة التوترات، وهي قضية المسجد الأقصى المبارك وحرية العبادة فيه خلال شهر رمضان المبارك. الفيديو المنشور على يوتيوب والذي يحمل عنوان بن غفير يهاجم نتنياهو لعدم تقليص عدد المصلين المسلمين في الأقصى خلال رمضان (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=ntDydROxdaY) يمثل تجسيداً صارخاً لهذه الخلافات، ويكشف عن عمق الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، ويعكس في الوقت نفسه مدى خطورة السياسات المتطرفة التي يسعى بن غفير لفرضها على ملف الأقصى.

الخلاف المحتدم حول عدد المصلين المسلمين في الأقصى خلال شهر رمضان ليس مجرد مسألة لوجستية أو إدارية، بل هو صراع سياسي وديني متجذر يتعلق بالسيطرة على المسجد الأقصى وتغيير الوضع القائم فيه. بن غفير، المعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين والمسجد الأقصى، يرى في شهر رمضان فرصة لفرض قيود مشددة على دخول المسلمين إلى المسجد، وتقليص أعدادهم بشكل كبير، بهدف إظهار السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد، وتكريس التقسيم الزماني والمكاني الذي يسعى إليه منذ فترة طويلة.

هجوم بن غفير على نتنياهو في هذا السياق يعكس إحباطه من عدم تمكنه من تحقيق أهدافه المتطرفة بشكل كامل. ففي حين كان بن غفير يطالب بتقليص حاد في أعداد المصلين، يبدو أن نتنياهو، تحت ضغوط داخلية وخارجية، اختار اتباع نهج أكثر حذراً، يسمح بدخول أعداد معقولة من المصلين، مع فرض بعض القيود الأمنية. هذا النهج، على الرغم من أنه قد يبدو أقل تطرفاً من مطالب بن غفير، إلا أنه لا يزال يثير غضب الفلسطينيين ويعتبرونه انتهاكاً لحرية العبادة وتدخلاً سافراً في شؤون المسجد الأقصى.

أهمية هذا الخلاف تكمن في تداعياته المحتملة على عدة مستويات. على المستوى الفلسطيني، فإن القيود المفروضة على دخول المسلمين إلى الأقصى خلال رمضان تعتبر استفزازاً مباشراً للمشاعر الدينية، وقد تؤدي إلى تصاعد التوتر والعنف. فالمسجد الأقصى يمثل رمزاً دينياً ووطنياً بالغ الأهمية بالنسبة للفلسطينيين، وأي محاولة لتغيير الوضع القائم فيه أو المساس بحرية العبادة فيه تعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.

على المستوى الإقليمي، فإن أي تصعيد في التوتر حول الأقصى يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية. فالدول العربية والإسلامية تعتبر نفسها مسؤولة عن حماية المقدسات الإسلامية في القدس، وأي اعتداء عليها أو المساس بها يمكن أن يثير ردود فعل غاضبة من هذه الدول، ويؤثر سلباً على جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

على المستوى الداخلي الإسرائيلي، فإن الخلاف بين بن غفير ونتنياهو حول الأقصى يكشف عن عمق الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، ويضعف من قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وموحدة بشأن القضايا الحساسة. هذا الخلاف يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تصاعد التوتر بين اليمين المتطرف والتيارات الأخرى في المجتمع الإسرائيلي، ويزيد من حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي التي تشهدها إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تصريحات بن غفير المتطرفة وسياساته الاستفزازية تجاه الأقصى تضر بصورة إسرائيل في الخارج، وتزيد من عزلتها الدولية. فالمجتمع الدولي ينظر بقلق بالغ إلى تصاعد التطرف في إسرائيل، وإلى محاولات تغيير الوضع القائم في القدس، ويحذر من التداعيات الخطيرة لهذه السياسات على السلام والاستقرار في المنطقة.

من الضروري أن نؤكد على أن المسجد الأقصى المبارك هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ولا يحق لأي طرف آخر التدخل في شؤونه أو فرض قيود على حرية العبادة فيه. يجب على إسرائيل أن تحترم الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان في المسجد.

كما يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف سياساتها الاستفزازية في القدس، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم يضمن حقوق جميع الأطراف، ويحقق الاستقرار والازدهار للمنطقة.

ختاماً، يمثل الخلاف بين بن غفير ونتنياهو حول الأقصى خلال رمضان مؤشراً خطيراً على تصاعد التطرف في إسرائيل، وعلى خطورة السياسات التي يتبناها اليمين المتطرف تجاه الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية. هذه السياسات تهدد بتقويض جهود السلام، وتأجيج الصراع، وزيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة. من الضروري على جميع الأطراف المعنية العمل بجدية ومسؤولية لوقف هذا التدهور، وحماية المقدسات، وتحقيق سلام عادل ودائم يضمن حقوق جميع الأطراف.

الوضع الحالي في القدس والمسجد الأقصى يتطلب حكمة وروية وتغليب المصلحة العامة على المصالح السياسية الضيقة. يجب على جميع الأطراف أن تتحلى بالمسؤولية وأن تعمل على تهدئة التوتر، وتجنب الاستفزازات، والبحث عن حلول سلمية وعادلة تضمن حقوق الجميع وتحقق الاستقرار والازدهار للمنطقة.

إن مستقبل القدس والمسجد الأقصى يرتبط بمستقبل السلام في المنطقة. لا يمكن تحقيق سلام دائم وشامل دون حل عادل لقضية القدس، يضمن حقوق الفلسطينيين في المدينة المقدسة، ويحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ويحقق الأمن والاستقرار لجميع الأطراف.

إن الصراع حول الأقصى ليس مجرد صراع على بقعة جغرافية، بل هو صراع على الهوية والتاريخ والذاكرة. إنه صراع بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، بين السلام والحرب. يجب على جميع الأطراف أن تختار طريق السلام، وأن تتخلى عن العنف والكراهية، وأن تعمل معاً لبناء مستقبل أفضل للجميع.

نسأل الله أن يحمي المسجد الأقصى، وأن يحفظ القدس، وأن يهدينا جميعاً إلى طريق الحق والخير والسلام.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا