أنت تعبد من يحكم فى دينك إتباع أحكام من البخارى مع كتاب الله هى ثنائية يعنى وثنية أعبد الله فقط
تحليل نقدي لفيديو أنت تعبد من يحكم في دينك إتباع أحكام من البخاري مع كتاب الله هي ثنائية يعني وثنية أعبد الله فقط
يثير فيديو اليوتيوب المعنون أنت تعبد من يحكم في دينك إتباع أحكام من البخاري مع كتاب الله هي ثنائية يعني وثنية أعبد الله فقط والذي يمكن مشاهدته عبر الرابط https://www.youtube.com/watch?v=d_el75wZ01M جدلاً واسعاً حول مكانة السنة النبوية في الإسلام، وعلاقتها بالقرآن الكريم، ومفهوم التوحيد. يتضمن الفيديو اتهامات صريحة للمسلمين الذين يعتمدون على أحاديث البخاري، إلى جانب القرآن، بأنهم يمارسون نوعاً من الوثنية من خلال إضفاء صفة القداسة على غير الله. هذا المقال يسعى إلى تحليل هذه الادعاءات بشكل نقدي، مع مراعاة السياق التاريخي والعقائدي الذي نشأت فيه هذه المسائل، ومحاولة فهم الأسس التي يستند إليها هذا الطرح المثير للجدل.
الخلاف حول مكانة السنة النبوية
جوهر الخلاف يكمن في تحديد مكانة السنة النبوية الشريفة في التشريع الإسلامي. يتفق غالبية علماء المسلمين عبر العصور على أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم. يستند هذا الاعتقاد إلى آيات قرآنية عديدة تحث على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أوامره، وتعتبر ذلك جزءاً لا يتجزأ من طاعة الله. من هذه الآيات قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (النساء: 80)، وقوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر: 7). هذه الآيات، وغيرها، تؤكد على أن السنة النبوية هي تبيان وتفسير وتفصيل لما جاء مجملاً في القرآن الكريم، وهي ضرورية لفهم وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل.
بالمقابل، يرى بعض الأفراد والجماعات، ومنهم من يتبنى وجهة النظر المطروحة في الفيديو، أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع، وأن الاعتماد على السنة النبوية يؤدي إلى إضفاء شرعية على أحكام بشرية، وبالتالي الوقوع في نوع من الشرك أو الوثنية. يستدلون بآيات قرآنية تؤكد على كمال الدين واكتفاء المسلمين بالقرآن الكريم، مثل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة: 3). ويرون أن هذه الآية تدل على أن القرآن الكريم يحتوي على كل ما يحتاجه المسلمون في حياتهم الدينية والدنيوية، ولا حاجة إلى إضافة أي مصدر آخر للتشريع.
نقد الادعاء بالوثنية
الادعاء بأن اتباع أحاديث البخاري، جنباً إلى جنب مع القرآن، هو نوع من الوثنية هو ادعاء خطير ومجانب للصواب. الوثنية، في جوهرها، هي عبادة غير الله، سواء كانت هذه العبادة تتمثل في الأصنام أو الأوثان أو غيرها من المخلوقات. أما اتباع السنة النبوية، فهو ليس عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل هو اتباع لأوامره وتوجيهاته باعتباره المبلغ عن الله والمبين لمراده. المسلمون يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغ الرسالة، وأن السنة النبوية هي وحي من الله، وإن لم تكن بلفظ القرآن الكريم. هذا الاعتقاد لا يتعارض مع التوحيد، بل هو جزء لا يتجزأ منه.
الخلط بين اتباع السنة النبوية والعبادة هو مغالطة منطقية. اتباع السنة هو امتثال لأمر الله، وليس تأليهاً للنبي صلى الله عليه وسلم أو لأي من الرواة. العلماء المسلمون بذلوا جهوداً مضنية في تمحيص الأحاديث النبوية والتأكد من صحتها، ووضعوا قواعد دقيقة للتمييز بين الصحيح والضعيف والموضوع. صحيح أن هناك بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يعني أن السنة النبوية بأكملها غير صحيحة أو غير موثوقة. العلماء قاموا بتنقية السنة من هذه الشوائب، وأبقوا على الأحاديث الصحيحة التي توافق القرآن الكريم وتتفق مع مقاصد الشريعة.
القول بأن الاعتماد على أحاديث البخاري يشكل ثنائية تعني وثنية هو تبسيط مخل للمسألة. البخاري، رحمه الله، هو عالم جليل جمع الأحاديث الصحيحة في كتابه الجامع الصحيح، وهو يعتبر من أصح الكتب بعد القرآن الكريم. ولكن هذا لا يعني أن أحاديث البخاري هي بمنزلة القرآن الكريم، أو أنها تعارض القرآن الكريم. أحاديث البخاري هي تفسير وتفصيل لما جاء في القرآن الكريم، وهي تساعد على فهم وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صحيح. المسلمون لا يعبدون البخاري ولا يعتبرون أحاديثه بمنزلة الوحي الإلهي، بل يعتبرونها مصدراً هاماً من مصادر التشريع الإسلامي، ويحترمونها ويقدرونها.
مخاطر التشكيك في السنة النبوية
التشكيك في السنة النبوية له مخاطر جسيمة على الدين الإسلامي. السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، وهي ضرورية لفهم وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل. إذا تم التشكيك في السنة النبوية، فإن ذلك يؤدي إلى:
- ضياع الكثير من الأحكام الشرعية: السنة النبوية تحتوي على الكثير من الأحكام الشرعية التي لم ترد في القرآن الكريم، مثل تفاصيل الصلاة والصيام والزكاة والحج. إذا تم التشكيك في السنة النبوية، فإن ذلك يؤدي إلى ضياع هذه الأحكام، ويجعل من الصعب على المسلمين ممارسة شعائرهم الدينية بشكل صحيح.
- انتشار الفوضى والتخبط في الدين: إذا تم التشكيك في السنة النبوية، فإن ذلك يؤدي إلى انتشار الفوضى والتخبط في الدين، حيث يصبح كل شخص حراً في تفسير القرآن الكريم على هواه، دون الرجوع إلى السنة النبوية التي هي تبيان وتفسير للقرآن الكريم.
- إضعاف الثقة في العلماء والمؤسسات الدينية: التشكيك في السنة النبوية يؤدي إلى إضعاف الثقة في العلماء والمؤسسات الدينية، الذين هم ورثة الأنبياء وحملة الرسالة. إذا فقد الناس ثقتهم في العلماء، فإن ذلك يؤدي إلى ضياع الدين وانحرافه.
- تسهيل مهمة أعداء الإسلام: التشكيك في السنة النبوية يسهل مهمة أعداء الإسلام، الذين يسعون إلى تشويه صورة الإسلام وتفكيك وحدته. عندما يفقد المسلمون ثقتهم في السنة النبوية، فإنهم يصبحون عرضة للتأثر بالأفكار الهدامة والمضللة.
الخلاصة
الخلاصة أن الادعاء بأن اتباع أحاديث البخاري، جنباً إلى جنب مع القرآن، هو نوع من الوثنية هو ادعاء باطل لا أساس له من الصحة. السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، وهي ضرورية لفهم وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل. المسلمون لا يعبدون النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعتبرون أحاديثه بمنزلة الوحي الإلهي، بل يعتبرونها مصدراً هاماً من مصادر التشريع الإسلامي، ويحترمونها ويقدرونها. التشكيك في السنة النبوية له مخاطر جسيمة على الدين الإسلامي، ويجب على المسلمين أن يحذروا من هذه الدعوات الهدامة التي تسعى إلى تفكيك وحدتهم وضياع دينهم.
من المهم التأكيد على أهمية الحوار والنقاش البناء حول هذه المسائل، مع احترام الآراء المختلفة والسعي إلى فهم وجهات النظر الأخرى. ولكن يجب أيضاً أن نكون حذرين من الدعوات التي تهدف إلى التشكيك في الثوابت الدينية وتشويه صورة الإسلام. يجب علينا أن نتمسك بديننا ونحافظ على وحدتنا، وأن نسعى إلى فهم الإسلام بشكل صحيح من خلال الرجوع إلى العلماء الثقات والمصادر الموثوقة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة