بلجيكا مسيرة بالآلاف في العاصمة بروكسل نصرة لـغزة ومطالبة بوقف فوري ودائم للحرب الإسرائيلي
بلجيكا مسيرة بالآلاف في العاصمة بروكسل نصرة لغزة ومطالبة بوقف فوري ودائم للحرب الإسرائيلية
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المتظاهرين نصرة لغزة وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر. المسيرة التي وثقها فيديو منشور على موقع يوتيوب بعنوان بلجيكا مسيرة بالآلاف في العاصمة بروكسل نصرة لـغزة ومطالبة بوقف فوري ودائم للحرب الإسرائيلية تعكس الغضب الشعبي المتزايد في أوروبا والعالم تجاه الأحداث الجارية في فلسطين.
يُظهر الفيديو جموعًا غفيرة تملأ شوارع بروكسل، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري والدائم، ورفع الحصار عن غزة، ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب المرتكبة. يمكن سماع هتافات المتظاهرين المطالبة بالحرية لفلسطين، وإنهاء الاحتلال، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. كما يعكس الفيديو تنوع المشاركين في المسيرة، حيث ضمّت أفرادًا من مختلف الجنسيات والأعمار والخلفيات الثقافية والدينية، مما يؤكد على أن القضية الفلسطينية تتجاوز الحدود والقوميات، وأنها قضية إنسانية عالمية.
إن تنظيم هذه المسيرة الحاشدة في قلب أوروبا يحمل دلالات مهمة. أولاً، يدل على فشل الدعاية الإسرائيلية في تضليل الرأي العام الأوروبي والعالمي بشأن حقيقة ما يجري في غزة. فبالرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها إسرائيل وحلفاؤها لتبرير عدوانها، إلا أن الحقائق على الأرض والصور المروعة التي تصل من غزة تفضح زيف هذه الادعاءات وتكشف عن الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والإنساني.
ثانيًا، تعكس المسيرة تنامي الوعي بالقضية الفلسطينية في أوساط الشباب الأوروبي، الذين باتوا أكثر انفتاحًا على سماع الرواية الفلسطينية، وأكثر استعدادًا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء الشباب، الذين يشكلون مستقبل أوروبا، لم يعودوا يقتنعون بالروايات التقليدية التي تتبناها وسائل الإعلام الغربية، وباتوا يبحثون عن الحقائق بأنفسهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المصادر المستقلة.
ثالثًا، تمثل المسيرة رسالة قوية إلى الحكومات الأوروبية، التي غالبًا ما تتسم مواقفها تجاه القضية الفلسطينية بالتردد والضعف. المتظاهرون يطالبون حكوماتهم باتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه إسرائيل، والضغط عليها لوقف عدوانها، والالتزام بالقانون الدولي، واحترام حقوق الإنسان. كما يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي، وتعليق اتفاقيات التعاون معها، ووقف بيع الأسلحة إليها.
رابعًا، تشكل المسيرة دافعًا معنويًا للشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة الغربية والقدس، الذي يواجه آلة القتل الإسرائيلية بكل شجاعة وإصرار. المتظاهرون في بروكسل، وغيرهم من المتضامنين في مختلف أنحاء العالم، يرسلون رسالة واضحة إلى الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة.
لا تقتصر أهمية هذه المسيرات على التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل تتعدى ذلك إلى التأثير في السياسات وصنع القرار. فمن خلال الضغط الشعبي المتزايد، يمكن إجبار الحكومات على تغيير مواقفها، واتخاذ خطوات ملموسة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها. كما أن هذه المسيرات تساهم في تغيير الصورة النمطية السلبية التي تحاول إسرائيل وحلفاؤها رسمها عن الفلسطينيين، وتساعد في إظهار حقيقة نضالهم العادل من أجل الحرية والاستقلال.
إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية. إن معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت الاحتلال والقمع والحصار منذ أكثر من سبعة عقود، تستدعي ضمير الإنسانية جمعاء. يجب على العالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ختامًا، إن المسيرة الحاشدة في بروكسل، التي وثقها الفيديو المنشور على يوتيوب، هي دليل على أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في قلوب وعقول الملايين حول العالم. هذه المسيرات والفعاليات التضامنية هي بمثابة رسالة أمل للشعب الفلسطيني، وتأكيد على أن نضاله من أجل الحرية والكرامة والعدالة سيتحقق يومًا ما.
إن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وما يرافقها من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه المذبحة، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والالتزام بالقانون الدولي، واحترام حقوق الإنسان.
إن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وضمان الأمن والسلام للجميع في المنطقة. هذا الحل ليس ممكنًا إلا من خلال المفاوضات الجادة والمسؤولة، وبرعاية دولية نزيهة، وبتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
إن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة وحرية وأمان في وطنه. إن نضاله من أجل الحرية والاستقلال هو نضال مشروع ومدعوم من قبل كل أحرار العالم. يجب على العالم أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الحاسمة، وأن يعمل على تحقيق حلمه بدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
مقالات مرتبطة