تحليل فيديو يوتيوب: الشرك هو أن تتبع حكم بشري مع حكم الله

يثير فيديو اليوتيوب المعنون الشرك هو أن تتبع حكم بشري مع حكم الله. وكتب البشر اتباعها كفر بآيات الله وشرك بالله. إعرف الموضوع قضية حساسة ومعقدة تتعلق بمفهوم الشرك وعلاقته بتطبيق القوانين والأحكام البشرية بجانب أو بدلاً من الشريعة الإسلامية.

يدعي الفيديو، استنادًا إلى عنوانه، أن اتباع أي حكم بشري بالتوازي مع، أو بدلاً من، حكم الله يعتبر شركًا. ويربط بين هذا الاتباع وبين الكفر بآيات الله. من المهم الإشارة إلى أن هذا الادعاء يحتاج إلى تحليل دقيق وتفسير متوازن، وذلك لتجنب الوقوع في فهم خاطئ قد يؤدي إلى تكفير المسلمين أو اتهامهم بالشرك دون وجه حق.

إن مسألة العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية قضية خلافية بين العلماء والفقهاء. هناك اتجاه يرى أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع، وأن أي قانون يتعارض معها يعتبر باطلاً. بينما يرى اتجاه آخر أنه يمكن الاستفادة من القوانين الوضعية في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بشرط ألا تتعارض مع أصول الشريعة وقواعدها الكلية.

المشكلة تكمن في تحديد المقصود بـ حكم الله و الحكم البشري في هذا السياق. فهل المقصود بحكم الله هو النص القرآني والسنة النبوية فقط؟ أم يشمل أيضًا الاجتهاد الفقهي الذي يستنبط الأحكام من هذه النصوص؟ وهل المقصود بالحكم البشري هو كل قانون وضعه الإنسان، بغض النظر عن مصدره ومضمونه؟

من الضروري التمييز بين اتباع القانون الوضعي لتنظيم شؤون الحياة اليومية، مثل قوانين المرور أو قوانين الشركات، وبين اتباع قانون وضعي يتعارض بشكل صريح مع حكم شرعي قطعي الثبوت والدلالة. فالاتباع الأول قد يكون جائزًا أو حتى مستحبًا إذا كان يحقق مصلحة عامة ولا يتعارض مع الشريعة، بينما الاتباع الثاني قد يكون محرمًا إذا كان ينطوي على استحلال ما حرم الله أو تحريم ما أحل.

إن تكفير المسلمين أو اتهامهم بالشرك بناءً على مجرد اتباعهم لقوانين وضعية أمر خطير ويتطلب حذرًا شديدًا. فالأصل في المسلم السلامة، ولا يجوز تكفيره إلا بدليل قاطع وبرهان ساطع. يجب على كل مسلم أن يسعى إلى فهم دينه بشكل صحيح، وأن يلتزم بأحكام الشريعة قدر استطاعته، وأن يتجنب الوقوع في الشبهات والفتن. وفي الوقت نفسه، يجب عليه أن يحترم القوانين الوضعية التي لا تتعارض مع الشريعة، وأن يتعاون مع المجتمع في تحقيق المصلحة العامة.

ختامًا، يدعونا هذا الفيديو إلى التأمل والتفكر في مفهوم الشرك وعلاقته بتطبيق القوانين والأحكام. يجب علينا أن نتعلم ديننا بشكل صحيح، وأن نسعى إلى فهم مقاصد الشريعة، وأن نلتزم بأحكامها قدر استطاعتنا. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أن نتجنب التطرف والغلو، وأن نحترم آراء الآخرين، وأن نسعى إلى الحوار والتفاهم.