ولي نصر أمريكا قد تبدأ حربًا مع إيران لكنها لن تتمكن من إنهائها ماذا قال عن الخطة البديلة
تحليل فيديو: ولي نصر - أمريكا قد تبدأ حربًا مع إيران لكنها لن تتمكن من إنهائها
يعتبر الفيديو المعنون ولي نصر أمريكا قد تبدأ حربًا مع إيران لكنها لن تتمكن من إنهائها ماذا قال عن الخطة البديلة والمنشور على يوتيوب (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=BImjyKUCAg0) تحليلًا مهمًا ومثيرًا للاهتمام للعلاقات الأمريكية الإيرانية واحتمالات نشوب صراع مسلح بينهما. يتناول الفيديو آراء وتحليلات ولي نصر، الخبير البارز في الشؤون الإيرانية والسياسة الخارجية الأمريكية، والذي يقدم رؤية متشائمة حول قدرة الولايات المتحدة على إدارة حرب محتملة مع إيران والخروج منها بنجاح. سأقوم في هذا المقال بتحليل أبرز النقاط التي طرحها ولي نصر في الفيديو، مع التركيز على أسباب تشاؤمه، والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة، والخطة البديلة التي يلمح إليها.
الخطر الكامن: بداية سهلة ونهاية مستحيلة
النقطة الأساسية التي يؤكد عليها ولي نصر هي أن بدء الحرب مع إيران قد يكون أسهل بكثير من إنهائها. يرى أن الولايات المتحدة قد تنجح في توجيه ضربات أولية قوية ومؤثرة ضد أهداف إيرانية استراتيجية، مستخدمة تفوقها التكنولوجي والعسكري. ولكن المشكلة تكمن في ما بعد الضربة الأولى. إيران، بحسب نصر، ليست بالعراق أو ليبيا. إنها دولة ذات عمق استراتيجي، وجيش كبير، وشعب يتمتع بدرجة عالية من الوطنية، وقدرة على الصمود والمقاومة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إيران شبكة واسعة من الوكلاء والميليشيات في المنطقة (مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفصائل مسلحة في العراق وسوريا)، والتي يمكنها أن تحول الحرب إلى صراع إقليمي طويل الأمد ومكلف جدًا بالنسبة للولايات المتحدة.
يشير نصر إلى أن التقديرات العسكرية الأمريكية غالبًا ما تركز على الجوانب التقنية والتكتيكية للحرب، وتتجاهل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فالولايات المتحدة قد تكون قادرة على تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية، ولكنها لن تكون قادرة على تدمير إرادة الشعب الإيراني أو قدرته على المقاومة. كما أن الحرب ستؤدي حتمًا إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة، وزيادة التطرف والإرهاب، وتقويض الاستقرار الإقليمي، مما يجعل تحقيق أهداف الولايات المتحدة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
التحديات التي تواجه الولايات المتحدة
يحدد ولي نصر عدة تحديات رئيسية تواجه الولايات المتحدة في حال نشوب حرب مع إيران:
- الجغرافيا: إيران دولة كبيرة وذات تضاريس صعبة، مما يجعلها هدفًا صعبًا للغزو والاحتلال.
- الديموغرافيا: يبلغ عدد سكان إيران أكثر من 80 مليون نسمة، مما يعني أن أي تدخل عسكري سيكون مكلفًا للغاية من حيث الأرواح والموارد.
- القدرات العسكرية: على الرغم من أن الجيش الإيراني قد لا يكون على نفس مستوى الجيش الأمريكي من حيث التكنولوجيا، إلا أنه يمتلك قوة بشرية كبيرة وقدرات صاروخية وطائرات مسيرة متطورة، بالإضافة إلى خبرة قتالية متراكمة.
- الوكلاء الإقليميون: تمتلك إيران شبكة واسعة من الوكلاء والميليشيات في المنطقة، والتي يمكنها أن تشن هجمات على المصالح الأمريكية وحلفائها.
- الدعم الدولي: من غير المرجح أن تحصل الولايات المتحدة على دعم دولي واسع النطاق لحرب مع إيران، مما سيجعلها معزولة ومحاصرة.
- التأثيرات الاقتصادية: ستكون للحرب تأثيرات اقتصادية سلبية كبيرة على الولايات المتحدة والعالم، بما في ذلك ارتفاع أسعار النفط، وتراجع النمو الاقتصادي، وزيادة الديون الحكومية.
- الرأي العام: من المرجح أن يعارض الرأي العام الأمريكي حربًا أخرى في الشرق الأوسط، خاصة إذا كانت طويلة الأمد ومكلفة.
يؤكد نصر على أن هذه التحديات تجعل من الصعب جدًا على الولايات المتحدة تحقيق أهدافها في إيران من خلال القوة العسكرية. فحتى لو تمكنت الولايات المتحدة من إضعاف النظام الإيراني، فإنها قد لا تكون قادرة على الإطاحة به أو استبداله بنظام موال لها. كما أن الحرب قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل تقوية المتشددين في إيران، وزيادة نفوذها الإقليمي، وتقويض الاستقرار في المنطقة.
الخطة البديلة: الدبلوماسية والاحتواء
بعد استعراض المخاطر والتحديات المرتبطة بالحرب مع إيران، يلمح ولي نصر إلى ضرورة وجود خطة بديلة تعتمد على الدبلوماسية والاحتواء. يرى أن الولايات المتحدة يجب أن تسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية، وإعادة إحياء الاتفاق النووي (JCPOA) أو التفاوض على اتفاق جديد أكثر شمولية. كما يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على احتواء نفوذ إيران الإقليمي من خلال دعم حلفائها في المنطقة، وتعزيز قدراتهم الدفاعية، وممارسة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على إيران.
يشدد نصر على أن الدبلوماسية والاحتواء قد لا يكونان الحل الأمثل، ولكنهما أفضل بكثير من الحرب. فالحرب ستكون كارثة على الجميع، ولن تحقق أيًا من أهداف الولايات المتحدة. أما الدبلوماسية والاحتواء، على الرغم من صعوبتهما، يمكن أن يساعدا في تخفيف التوترات، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي، والحد من نفوذها الإقليمي، دون اللجوء إلى العنف.
ويضيف أن الحوار والتفاوض مع إيران لا يعنيان الاستسلام أو التنازل عن المصالح الأمريكية. بل يعنيان الاعتراف بواقع أن إيران دولة مهمة في المنطقة، وأن حل المشاكل الإقليمية يتطلب مشاركتها. كما يعنيان أيضًا أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات متبادلة، وإيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف.
خلاصة
يقدم فيديو ولي نصر تحليلًا واقعيًا ومقنعًا للعلاقات الأمريكية الإيرانية، ويحذر من مخاطر نشوب حرب بين البلدين. يرى نصر أن الحرب قد تكون سهلة البدء ولكن من المستحيل إنهائها بنجاح، وأنها ستؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة والعالم. لذلك، يدعو إلى اعتماد خطة بديلة تعتمد على الدبلوماسية والاحتواء، والبحث عن حلول سلمية للأزمة الإيرانية. تحليل نصر مهم لأنه يسلط الضوء على تعقيدات الصراع المحتمل ويؤكد على ضرورة التفكير مليًا قبل اتخاذ أي قرار بشأن استخدام القوة العسكرية ضد إيران.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة