لأول مرة منذ عقود.. يوم مدرسي في سوريا دون تحية بشار وحافظ الأسد صباحا!

أثار مقطع فيديو انتشر على موقع يوتيوب تحت عنوان لأول مرة منذ عقود.. يوم مدرسي في سوريا دون تحية بشار وحافظ الأسد صباحا! جدلاً واسعاً وتعليقات متباينة حول دلالات هذا التغيير الملحوظ في بداية اليوم الدراسي في بعض المدارس السورية. الفيديو، الذي يوثق غياب صور الرئيس بشار الأسد ووالده حافظ الأسد عن جدران المدارس، بالإضافة إلى إلغاء تحية العلم المصحوبة بترديد الشعارات المؤيدة للنظام، يمثل تحولاً رمزياً كبيراً في المشهد التعليمي السوري الذي طالما ارتبط بالولاء المطلق للأسرة الحاكمة.

على مدار عقود، اعتادت الأجيال السورية على بدء يومها الدراسي بتحية صور الأسد وترديد الشعارات التي تمجد حكمهم. هذه الممارسة، التي يعتبرها البعض شكلاً من أشكال غسل الدماغ والتربية على ثقافة الخوف، كانت جزءاً لا يتجزأ من النظام التعليمي السوري. لذا، فإن غياب هذه المظاهر، كما يظهر في الفيديو، يمثل خروجاً عن المألوف وكسراً لقواعد راسخة.

تتعدد التفسيرات المحتملة لهذا التغيير. يرى البعض أنه محاولة من النظام لتجميل صورته أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل الضغوطات المتزايدة والاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان. بينما يرى آخرون أنه استجابة لضغوط شعبية متراكمة، ورغبة في التخفيف من حدة الاستياء العام الذي خلفته سنوات الحرب والدمار. هناك أيضاً من يرى أن الأمر يتعلق بتغيرات طفيفة في السياسات الداخلية، لا تعكس بالضرورة تحولاً جوهرياً في طبيعة النظام.

بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير، يبقى السؤال الأهم هو: هل يمثل هذا بداية لمرحلة جديدة في سوريا، تتسم بقدر أكبر من التسامح والانفتاح السياسي؟ أم أنه مجرد إجراء تجميلي يهدف إلى تحسين صورة النظام دون المساس بجوهره السلطوي؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح مع مرور الوقت وتطور الأحداث على الأرض.

تبقى هذه اللحظة، الموثقة في الفيديو، علامة فارقة تستحق التوقف عندها والتأمل في دلالاتها، فهي تعكس مدى التغيرات التي طرأت على المجتمع السوري، حتى وإن كانت هذه التغيرات سطحية ومحدودة.

رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=b2IT51MR9e8