هل تنجح زيارة هوكستاين بفرض التهدئة بين حزب الله وإسرائيل؟

تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، أثار مخاوف جدية من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل. وفي خضم هذه المخاوف، برزت زيارات المبعوث الأمريكي آموس هوكستاين إلى المنطقة كجهد دبلوماسي حثيث لتهدئة الأوضاع ومنع التصعيد.

يسعى هوكستاين، بحسب الفيديو التحليلي المتداول، إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، وقف إطلاق النار وتبادل القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل. والثاني، العمل على حلول طويلة الأمد تضمن الاستقرار على الحدود وتمنع تكرار التصعيد في المستقبل. لكن، هل تنجح هذه المساعي في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة؟

وفقاً لمحرر الشؤون الإسرائيلية الذي يحلل الوضع في الفيديو، يواجه هوكستاين تحديات جمة. فمن ناحية، يتمسك حزب الله بشروطه لوقف إطلاق النار، والتي تتضمن في الغالب مطالب سياسية وعسكرية قد لا تكون إسرائيل مستعدة لتلبيتها. ومن ناحية أخرى، تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً داخلية كبيرة للرد بقوة على الهجمات التي تستهدف شمال إسرائيل، وهو ما يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق.

ويوضح المحلل أن نجاح هوكستاين يعتمد على عدة عوامل، منها قدرته على إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين، وضمان تقديم تنازلات متبادلة، والحصول على دعم دولي وإقليمي قوي لمساعيه. كما يلفت النظر إلى أن التطورات الداخلية في إسرائيل، خاصةً فيما يتعلق بالوضع السياسي الراهن، قد تلعب دوراً حاسماً في تحديد مصير هذه الوساطة.

ويرى المحلل أن فرص نجاح هوكستاين ليست معدومة، لكنها ضئيلة في ظل استمرار حالة الاستقطاب والتصعيد في المنطقة. ويشير إلى أن البديل عن التهدئة قد يكون كارثياً، حيث من المرجح أن يؤدي إلى حرب مدمرة لكلا الطرفين، وربما تشعل فتيل صراعات إقليمية أوسع.

في الختام، يبقى مصير جهود هوكستاين رهن التطورات القادمة وقدرة الأطراف المعنية على تغليب لغة الحوار والعقلانية على لغة السلاح. تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة ستشهد انفراجة تهدئ من حدة التوتر، أم أنها ستنزلق نحو مواجهة شاملة.