Now

لماذا يصر نتنياهو على تعطيل صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الخبير بالشأن الإسرائيلي أمير مخول يوضح

لماذا يصر نتنياهو على تعطيل صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة؟ الخبير بالشأن الإسرائيلي أمير مخول يوضح

تتصدر قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي المشهد السياسي والإنساني منذ عقود، وتزداد حدة مع كل مواجهة عسكرية أو تصعيد أمني بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. تبرز هنا قضية تبادل الأسرى كحل ممكن لإنهاء معاناة هؤلاء الأسرى وعودتهم إلى أحضان عائلاتهم، لكن هذا الحل غالبًا ما يصطدم بعقبات سياسية وشخصية، تتجسد في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يثير هذا الموقف تساؤلات جوهرية حول دوافعه الحقيقية، وهل هي دوافع تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي، أم أنها تخضع لحسابات سياسية وشخصية ضيقة؟

في هذا السياق، يحلل الخبير بالشأن الإسرائيلي أمير مخول، في فيديو منشور على اليوتيوب، الأسباب التي تدفع نتنياهو إلى التعطيل المستمر لصفقات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. يقدم مخول رؤية متعمقة ومستندة إلى فهم دقيق للسياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية، والعلاقات المتشابكة بين مختلف الفاعلين في المشهد السياسي الإسرائيلي، بدءًا من المؤسسة العسكرية والأمنية، مرورًا بالأحزاب السياسية، وصولًا إلى الرأي العام الإسرائيلي.

الأسباب الظاهرية والمخفية لتعطيل نتنياهو لصفقات تبادل الأسرى

يؤكد أمير مخول أن تعطيل نتنياهو لصفقات تبادل الأسرى ليس قرارًا ارتجاليًا، بل هو نتيجة لحسابات معقدة تتجاوز الاعتبارات الأمنية المعلنة. يرى مخول أن نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من عدة جهات، تدفعه إلى اتخاذ مواقف متشددة تجاه المقاومة الفلسطينية، ومن بين هذه الجهات:

  • اليمين المتطرف: يشكل اليمين المتطرف في إسرائيل قوة سياسية مؤثرة، تتبنى مواقف متصلبة تجاه الفلسطينيين، وترفض أي تنازلات أو تسويات. يخشى نتنياهو من خسارة دعم هذا التيار، الذي يعتبره قاعدة أساسية في ائتلافه الحكومي، إذا ما أقدم على إبرام صفقة تبادل أسرى قد يعتبرها اليمين تنازلًا غير مقبول.
  • عائلات الجنود الأسرى: يمثل ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة حساسية بالغة في المجتمع الإسرائيلي. تضغط عائلات هؤلاء الجنود باستمرار على الحكومة الإسرائيلية للعمل على استعادة أبنائهم، لكن هذه العائلات منقسمة حول الطريقة المثلى لتحقيق ذلك. فمنهم من يفضل التفاوض المباشر مع المقاومة الفلسطينية، ومنهم من يرى أن الحل يكمن في الضغط العسكري على غزة. يستغل نتنياهو هذا الانقسام لتحقيق مكاسب سياسية، حيث يظهر وكأنه يعمل جاهدًا على استعادة الجنود، لكنه في الوقت نفسه يتجنب اتخاذ قرارات حاسمة قد تعرضه لانتقادات من بعض العائلات.
  • المؤسسة العسكرية والأمنية: يرى جزء من المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية أن إبرام صفقات تبادل الأسرى يشجع المقاومة الفلسطينية على مواصلة عمليات الاختطاف، ويقلل من الردع الإسرائيلي. يعتمد نتنياهو على هذه المخاوف لتبرير موقفه الرافض لتقديم تنازلات كبيرة في صفقات التبادل.

إلى جانب هذه الضغوط، يشير أمير مخول إلى أن هناك أسبابًا شخصية وسياسية تدفع نتنياهو إلى تعطيل صفقات تبادل الأسرى. من بين هذه الأسباب:

  • الحفاظ على صورته كزعيم قوي: يسعى نتنياهو دائمًا إلى الظهور كزعيم قوي وحازم، قادر على حماية إسرائيل من أعدائها. يرى نتنياهو أن تقديم تنازلات للمقاومة الفلسطينية في صفقات تبادل الأسرى قد يضر بهذه الصورة، ويظهره كزعيم ضعيف ومتساهل.
  • تجنب تكرار سيناريو صفقة شاليط: يعتبر نتنياهو أن صفقة شاليط، التي أفرجت فيها إسرائيل عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، كانت خطأ فادحًا. يخشى نتنياهو من أن يؤدي إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قد يعودون إلى ممارسة المقاومة، ويتسببون في وقوع عمليات ضد إسرائيل.
  • استغلال قضية الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية: يرى نتنياهو أن قضية الأسرى تشكل ورقة رابحة يمكنه استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية. فعندما تتصاعد الضغوط عليه، يقوم نتنياهو بالحديث عن ضرورة العمل على استعادة الأسرى، ويظهر وكأنه يبذل جهودًا كبيرة لتحقيق ذلك، دون أن يقدم فعليًا على اتخاذ خطوات ملموسة.

تداعيات تعطيل صفقات تبادل الأسرى

يشدد أمير مخول على أن تعطيل نتنياهو لصفقات تبادل الأسرى له تداعيات خطيرة على عدة مستويات. فعلى المستوى الإنساني، يؤدي هذا التعطيل إلى استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتدهور أوضاعهم الصحية والنفسية. وعلى المستوى السياسي، يزيد هذا التعطيل من حالة الاحتقان والغضب في الشارع الفلسطيني، وقد يؤدي إلى تصعيد العنف والمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى المستوى الإقليمي، يعزز هذا التعطيل من صورة إسرائيل كدولة غير ملتزمة بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

يرى أمير مخول أن الحل يكمن في تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه قضية الأسرى، والاعتراف بحقوقهم المشروعة، والعمل على إطلاق سراحهم في إطار صفقة تبادل عادلة ومتوازنة. يؤكد مخول أن هذا الحل يصب في مصلحة الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، حيث سيساهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وفتح الباب أمام تحقيق السلام والاستقرار.

خلاصة

في الختام، يوضح تحليل أمير مخول أن تعطيل نتنياهو لصفقات تبادل الأسرى ليس مجرد قرار أمني، بل هو نتيجة لحسابات سياسية وشخصية معقدة. يعتمد نتنياهو على استغلال قضية الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية، والحفاظ على صورته كزعيم قوي، وتجنب الانتقادات من اليمين المتطرف. يؤدي هذا التعطيل إلى تداعيات خطيرة على المستويات الإنسانية والسياسية والإقليمية. يبقى الأمل معلقًا على تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه قضية الأسرى، والعمل على إطلاق سراحهم في إطار صفقة تبادل عادلة ومتوازنة، تساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

للمزيد من التفاصيل، يمكنكم مشاهدة الفيديو الكامل على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=-VMufAv0gGc

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا