خامنئي يتوعد الكيان بالرد الحاسم برغم عزم النتن الانسحاب من جنوب لبنان وإنهاء الحرب

تداولت وسائل الإعلام مؤخرًا تصريحات منسوبة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يتوعد فيها الكيان الصهيوني برد حاسم، وذلك على الرغم من الأنباء المتداولة حول نية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانسحاب من جنوب لبنان وإنهاء الحرب الدائرة هناك. هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتزايد المخاوف من توسع نطاق الصراع.

الرسالة التي يوجهها خامنئي تبدو واضحة: إيران لن تتخلى عن دعم حلفائها في المنطقة، وخاصة حزب الله، وستظل مستعدة للرد على أي عدوان إسرائيلي. التوقيت هنا مهم، فالتلويح بالرد الحاسم يأتي في لحظة يسعى فيها البعض إلى تهدئة الأوضاع وتجنب المزيد من التصعيد. هذا قد يشير إلى أن إيران لا تثق في النوايا الإسرائيلية، أو أنها تسعى إلى تحقيق مكاسب استراتيجية قبل أي اتفاق محتمل.

من جهة أخرى، فإن الحديث عن انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان قد يكون له دوافع متعددة، منها الضغوط الداخلية المتزايدة على حكومة نتنياهو بسبب الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن الحرب، بالإضافة إلى الضغوط الدولية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات. إلا أن إيران، على ما يبدو، ترى في هذه التحركات مجرد تكتيكات مرحلية لا تستدعي التهاون أو التراجع عن موقفها.

الوضع الحالي بالغ التعقيد، ويتطلب تحليلًا دقيقًا لجميع المعطيات. تصريحات خامنئي تحمل دلالات خطيرة، وتنذر بمزيد من التصعيد إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية عاجلة. يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه التهديدات المتبادلة إلى حرب شاملة، أم أن هناك فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب كارثة إقليمية؟