Now

لماذا يعتقد جيش الاحتلال بوجود قيادة حماس العسكرية والسياسية تحت الأنفاق في خانيونس

لماذا يعتقد جيش الاحتلال بوجود قيادة حماس العسكرية والسياسية تحت الأنفاق في خانيونس؟

الرابط للفيديو المشار إليه: https://www.youtube.com/watch?v=2NT8TgAoHqY

منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرد الإسرائيلي العنيف الذي تلاها، أصبحت مدينة خانيونس في قطاع غزة مركزًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية. أحد الأسباب الرئيسية لهذا التركيز المكثف هو الاعتقاد الراسخ لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود قيادة حركة حماس العسكرية والسياسية مختبئة تحت الأرض في شبكة الأنفاق المعقدة المنتشرة في المدينة. هذا الاعتقاد ليس مجرد تخمين، بل هو مبني على مجموعة من العوامل والمعلومات الاستخباراتية التي جمعها الجيش الإسرائيلي على مر السنين.

الأهمية الاستراتيجية لخانيونس بالنسبة لحماس:

خانيونس تعتبر مدينة ذات أهمية استراتيجية كبيرة لحركة حماس لعدة أسباب. أولاً، هي مدينة كبيرة ذات كثافة سكانية عالية، مما يوفر غطاءً بشريًا لحركة حماس ويجعل عمليات الجيش الإسرائيلي أكثر تعقيدًا وصعوبة. ثانيًا، تاريخيًا، تعتبر خانيونس معقلًا قويًا لحركة حماس، حيث تحظى بشعبية واسعة وتأييد كبير من السكان المحليين. هذا الدعم الشعبي يوفر لحماس بيئة حاضنة تساعدها على العمل والتنظيم والتجنيد. ثالثًا، وبسبب قربها من الحدود مع مصر، كانت خانيونس تعتبر نقطة عبور رئيسية للإمدادات والأسلحة عبر الأنفاق التي تمتد أسفل الحدود، مما ساهم في تعزيز القدرات العسكرية لحركة حماس.

الأنفاق: مدينة تحت مدينة:

شبكة الأنفاق في غزة، وخاصة تلك الموجودة في خانيونس، تمثل تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي. هذه الأنفاق ليست مجرد ممرات بسيطة، بل هي شبكة معقدة ومتشعبة تضم غرفًا عمليات وغرف معيشة ومخازن أسلحة ومستشفيات ميدانية صغيرة. يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هذه الأنفاق تستخدم كملاذ آمن لقادة حماس، حيث يمكنهم الاختباء والتخطيط وتنفيذ العمليات بعيدًا عن أعين الجيش الإسرائيلي. علاوة على ذلك، يعتقد أن هذه الأنفاق تسمح لقادة حماس بالتحرك بحرية بين مناطق مختلفة في القطاع، وتجنب المراقبة والاكتشاف.

المعلومات الاستخباراتية:

الاعتقاد بوجود قادة حماس في أنفاق خانيونس ليس مجرد افتراض، بل هو مدعوم بمعلومات استخباراتية جمعها الجيش الإسرائيلي على مر السنين. هذه المعلومات تشمل:

  • اعترافات الأسرى: خلال العمليات العسكرية السابقة، تمكن الجيش الإسرائيلي من اعتقال عدد من مقاتلي حماس الذين قدموا معلومات قيمة عن شبكة الأنفاق، بما في ذلك مواقع غرف العمليات والمخازن والمخابئ المحتملة للقادة.
  • المراقبة الجوية والأرضية: يستخدم الجيش الإسرائيلي طائرات استطلاع وطائرات بدون طيار لجمع معلومات استخباراتية عن حركة الأفراد والمركبات في خانيونس. هذه المراقبة يمكن أن تكشف عن أنماط غير عادية أو علامات تشير إلى وجود نشاط لحماس.
  • التجسس الإلكتروني: يقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة الاتصالات الإلكترونية في غزة، بما في ذلك المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية. هذه المراقبة يمكن أن تكشف عن معلومات حول مواقع قادة حماس وخططهم.
  • العملاء والجواسيس: يعتمد الجيش الإسرائيلي على شبكة من العملاء والجواسيس في غزة الذين يقدمون معلومات استخباراتية قيمة عن أنشطة حماس. هؤلاء العملاء يمكن أن يكونوا من السكان المحليين الذين يتعاونون مع الجيش الإسرائيلي مقابل المال أو الحماية.

الأدلة الظرفية:

بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية المباشرة، هناك أيضًا أدلة ظرفية تدعم الاعتقاد بوجود قادة حماس في أنفاق خانيونس. على سبيل المثال، خلال العمليات العسكرية السابقة، تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير عدد من الأنفاق في خانيونس التي كانت تحتوي على غرف عمليات ومخازن أسلحة متطورة. هذا يشير إلى أن هذه الأنفاق كانت تستخدم من قبل قادة حماس للتخطيط وتنفيذ العمليات. أيضًا، يعتقد الجيش الإسرائيلي أن بعض قادة حماس قد فروا إلى خانيونس بعد بدء عملية طوفان الأقصى، بحثًا عن ملاذ آمن في شبكة الأنفاق.

الدافع وراء استهداف خانيونس:

استهداف خانيونس من قبل الجيش الإسرائيلي ليس مجرد انتقام أو تدمير للبنية التحتية، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى القضاء على حركة حماس وقادتها. الجيش الإسرائيلي يعتقد أن القبض على قادة حماس أو قتلهم سيؤدي إلى إضعاف الحركة وتقويض قدرتها على شن هجمات مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدمير شبكة الأنفاق في خانيونس سيمنع حماس من استخدامها لنقل الأسلحة والمقاتلين وتنفيذ العمليات.

التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي:

على الرغم من الاعتقاد بوجود قادة حماس في أنفاق خانيونس، إلا أن الجيش الإسرائيلي يواجه عددًا من التحديات في الوصول إليهم. أولاً، شبكة الأنفاق معقدة ومتشعبة، مما يجعل من الصعب تحديد مواقع قادة حماس بدقة. ثانيًا، الأنفاق مفخخة ومحصنة، مما يجعل من الخطير الدخول إليها. ثالثًا، قادة حماس مدربون تدريباً جيداً ولديهم خبرة في القتال في الأنفاق، مما يجعل من الصعب القبض عليهم. رابعًا، هناك خطر كبير من وقوع إصابات في صفوف المدنيين إذا تم تدمير الأنفاق، مما يضع الجيش الإسرائيلي تحت ضغط كبير لتجنب وقوع خسائر في الأرواح.

الخلاصة:

الاعتقاد بوجود قيادة حماس العسكرية والسياسية تحت الأنفاق في خانيونس هو اعتقاد راسخ لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو مبني على معلومات استخباراتية جمعها على مر السنين، بالإضافة إلى الأدلة الظرفية والأهمية الاستراتيجية للمدينة بالنسبة لحماس. هذا الاعتقاد هو الدافع الرئيسي وراء التركيز المكثف للعمليات العسكرية الإسرائيلية في خانيونس. على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى قادة حماس في الأنفاق، إلا أنه مصمم على مواصلة عملياته حتى يتمكن من تحقيق أهدافه. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول دقة هذه المعلومات الاستخباراتية ومصداقيتها، فضلاً عن التكاليف الإنسانية الباهظة لهذه العمليات العسكرية على السكان المدنيين في خانيونس. تبقى الحقيقة ضائعة في ظل الدعاية الإعلامية والضباب الكثيف للحرب.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا