معلومات خاطئة على تيك توك عن اضطراب فرط الحركة طبيب يحذر من خطورة الأمر

معلومات خاطئة على تيك توك عن اضطراب فرط الحركة: طبيب يحذر من خطورة الأمر

انتشرت في الآونة الأخيرة، وبشكل ملحوظ، ظاهرة مقلقة على منصة تيك توك تتعلق باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). هذه الظاهرة تتجلى في انتشار معلومات خاطئة ومضللة حول هذا الاضطراب، مما يؤدي إلى فهم غير دقيق له، وتشخيص ذاتي خاطئ، وتفاقم الأعراض لدى بعض الأفراد، وتأخير الحصول على العلاج المناسب لدى آخرين. الفيديو المعروض على يوتيوب بعنوان معلومات خاطئة على تيك توك عن اضطراب فرط الحركة طبيب يحذر من خطورة الأمر ورابطه (https://www.youtube.com/watch?v=m5-XfB2ICro) يسلط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة ويحذر من عواقبها.

تيك توك: منصة للمعرفة أم للفوضى المعلوماتية؟

تيك توك، باعتباره منصة تواصل اجتماعي ذات شعبية جارفة، يتميز بسهولة الوصول إليه وسرعة انتشار المحتوى. هذا الأمر يجعله أداة قوية لنشر المعرفة والتوعية حول مختلف القضايا، بما في ذلك الصحة النفسية. ومع ذلك، فإن هذه الميزات نفسها قد تتحول إلى نقمة إذا لم يتم التعامل معها بحذر ومسؤولية. فسهولة إنشاء المحتوى ونشره على تيك توك تجعل المنصة عرضة لانتشار المعلومات الخاطئة وغير الدقيقة، خاصة فيما يتعلق بالمواضيع المعقدة مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

غالبًا ما يعتمد المستخدمون على تيك توك للحصول على معلومات سريعة ومبسطة، ولكن هذا التبسيط المفرط قد يؤدي إلى تشويه الحقائق وتجاهل التفاصيل الهامة. فبدلًا من تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، قد يقدم المستخدمون وصفات سطحية وسهلة التطبيق، أو يعتمدون على تجارب شخصية غير قابلة للتعميم، أو ينشرون معلومات مضللة تهدف إلى جذب المشاهدات وزيادة التفاعل دون الاهتمام بصحة المعلومات أو عواقبها.

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة: تشخيص معقد يتطلب متخصصين

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على القدرة على التركيز والانتباه والتحكم في الاندفاعات. يظهر هذا الاضطراب عادة في مرحلة الطفولة، ولكن قد يستمر حتى مرحلة البلوغ. يتميز ADHD بمجموعة متنوعة من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر، مما يجعل تشخيصه أمرًا معقدًا يتطلب تقييمًا شاملاً من قبل متخصصين في الصحة النفسية، مثل الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين.

يشمل التقييم الشامل للاضطراب إجراء مقابلات مع المريض وأسرته، وإجراء اختبارات نفسية لتقييم الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية، ومراجعة التاريخ الطبي والنفسي للمريض. بناءً على نتائج التقييم، يقوم المتخصص بتحديد ما إذا كان المريض يعاني من ADHD، وتحديد نوعه (اضطراب نقص الانتباه، أو اضطراب فرط الحركة والاندفاعية، أو النوع المختلط)، وتحديد شدة الأعراض، ووضع خطة علاجية مناسبة.

المعلومات الخاطئة على تيك توك: خطر حقيقي على الصحة النفسية

تتنوع المعلومات الخاطئة المنتشرة على تيك توك حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وتشمل ما يلي:

• تبسيط مفرط لأعراض ADHD: يتم اختزال أعراض ADHD في بعض الصفات السطحية مثل عدم القدرة على التركيز أو كثرة الحركة، مما يجعل العديد من الأشخاص يعتقدون أنهم مصابون بالاضطراب لمجرد أنهم يواجهون بعض الصعوبات في التركيز أو الجلوس بهدوء.
• تشخيص ذاتي خاطئ: يشجع تيك توك المستخدمين على تشخيص أنفسهم بناءً على المعلومات المتوفرة على المنصة، دون الرجوع إلى متخصصين في الصحة النفسية. هذا التشخيص الذاتي الخاطئ قد يؤدي إلى القلق والتوتر غير المبررين، أو إلى تجاهل مشاكل صحية أخرى قد تكون السبب الحقيقي للأعراض التي يعاني منها الشخص.
• نشر معلومات مضللة حول العلاج: يتم الترويج لعلاجات غير مثبتة علميًا لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مثل بعض المكملات الغذائية أو التمارين الرياضية الخاصة، كبدائل للعلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي اللذين يعتبران العلاجين الرئيسيين للاضطراب.
• وصم الأشخاص المصابين بـ ADHD: يتم تصوير الأشخاص المصابين بـ ADHD على أنهم غير طبيعيين أو غير قادرين على النجاح، مما يزيد من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطراب ويؤثر سلبًا على احترام الذات والثقة بالنفس لدى المصابين.

تحذيرات الطبيب: أهمية استشارة المتخصصين

كما يوضح الفيديو، يحذر الأطباء والمتخصصون في الصحة النفسية من خطورة الاعتماد على المعلومات المنتشرة على تيك توك لتشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو علاجه. ويؤكدون على أهمية استشارة المتخصصين للحصول على تقييم دقيق وتشخيص صحيح، وتلقي العلاج المناسب. العلاج المناسب، والذي يشمل عادة العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بـ ADHD على التحكم في أعراضهم وتحسين جودة حياتهم.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح الأطباء الآباء والمعلمين بضرورة مراقبة سلوك الأطفال والطلاب، وملاحظة أي علامات قد تشير إلى وجود ADHD، مثل صعوبة التركيز والانتباه، وفرط النشاط والاندفاعية، وصعوبة اتباع التعليمات والقواعد. في حال الاشتباه بوجود ADHD، يجب التوجه إلى متخصص في الصحة النفسية لإجراء التقييم اللازم وتقديم الدعم المناسب.

دورنا في مكافحة المعلومات الخاطئة

يجب علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا في مكافحة المعلومات الخاطئة حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على تيك توك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي. يمكننا القيام بذلك من خلال:

• التثقيف الذاتي: البحث عن معلومات موثوقة حول ADHD من مصادر موثوقة، مثل المواقع الإلكترونية للمنظمات الصحية المعتمدة والكتب والمقالات العلمية.
• التحقق من المعلومات: عدم تصديق كل ما نقرأه أو نشاهده على الإنترنت، والتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها مع الآخرين.
• الإبلاغ عن المعلومات الخاطئة: الإبلاغ عن أي محتوى يحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة حول ADHD على منصات التواصل الاجتماعي.
• مشاركة المعلومات الصحيحة: مشاركة المعلومات الصحيحة والموثوقة حول ADHD مع الآخرين، والتوعية بأهمية استشارة المتخصصين.
• دعم المصابين بـ ADHD: تقديم الدعم العاطفي والاجتماعي للأشخاص المصابين بـ ADHD، ومساعدتهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها.

في الختام، يجب أن نتذكر أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وأن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب حقيقي يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص. من خلال التوعية والمعرفة الصحيحة، يمكننا أن نساعد المصابين بـ ADHD على الحصول على الدعم والعلاج الذي يحتاجون إليه، وتحسين جودة حياتهم.