هل يوافق حزب الله على تسليم سلاحه والامتثال لدعوة الرئيس جوزيف عون؟

يثير فيديو اليوتيوب المعنون بـ هل يوافق حزب الله على تسليم سلاحه والامتثال لدعوة الرئيس جوزيف عون؟ أسئلة جوهرية حول مستقبل لبنان واستقراره. القضية المطروحة ليست جديدة، بل هي محور خلافات سياسية عميقة ومستمرة منذ عقود. ففكرة تسليم حزب الله لسلاحه، أو دمجه في الجيش اللبناني، لطالما كانت مطلباً للعديد من القوى السياسية الداخلية والخارجية، بينما يعتبرها الحزب نفسه خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.

يدعو الرئيس جوزيف عون، كما يظهر من عنوان الفيديو، إلى هذا التسليم، وهو موقف يعكس ربما إحساساً متزايداً بالضغط الداخلي والخارجي على لبنان. فالأزمة الاقتصادية الخانقة، والتدهور الأمني المتزايد، والعلاقات المتوترة مع المجتمع الدولي، كلها عوامل تدفع باتجاه البحث عن حلول جذرية للأزمة اللبنانية. ويرى البعض أن سلاح حزب الله يشكل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويؤدي إلى عزلة لبنان دولياً.

لكن من غير المرجح أن يوافق حزب الله على هذه الدعوة بسهولة. فالحزب يعتبر سلاحه ضرورة للدفاع عن لبنان ضد التهديدات الخارجية، وخاصة إسرائيل. كما يرى الحزب أن الجيش اللبناني غير قادر على توفير الحماية الكافية للبلاد، وأن تسليم السلاح سيجعل لبنان عرضة للخطر. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر حزب الله نفسه قوة سياسية واجتماعية مؤثرة في لبنان، وأن نزع سلاحه سيضعف موقعه السياسي ويقلل من نفوذه.

يبقى السؤال: ما هي البدائل المطروحة؟ هل يمكن التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف؟ البعض يقترح حواراً وطنياً شاملاً يهدف إلى تحديد استراتيجية دفاعية وطنية، تشارك فيها جميع القوى السياسية، ويتم من خلالها تحديد دور سلاح حزب الله وكيفية دمجه في الدولة. لكن هذا الحل يتطلب ثقة متبادلة بين الأطراف المتحاورة، وهو أمر مفقود في الوقت الراهن.

في الختام، يبقى مصير سلاح حزب الله مرتبطاً بتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة. ولا يمكن التكهن بما إذا كان الحزب سيوافق على تسليم سلاحه أم لا. لكن المؤكد أن هذه القضية ستظل تشكل تحدياً كبيراً أمام لبنان، وستؤثر على مستقبله واستقراره.