هل تخشى إسرائيل من أن تتحول الأراضي السورية مركزا لتنفيذ عمليات ضد مواقعها الحدودية؟

يشكل الوضع المتأزم في سوريا منذ سنوات طويلة بؤرة قلق مستمر لإسرائيل، ولا سيما مع تعقّد المشهد وتداخل قوى إقليمية ودولية مختلفة. السؤال المطروح بقوة، والذي يناقشه الفيديو موضوع المقال، هو: هل تخشى إسرائيل من أن تتحول الأراضي السورية إلى مركز انطلاق لعمليات تستهدف مواقعها الحدودية؟

الجواب على هذا السؤال ليس بسيطًا، بل يتضمن مجموعة من العوامل المتداخلة. من جهة، تعي إسرائيل جيدًا هشاشة الوضع الأمني في سوريا، وضعف سيطرة الحكومة المركزية على أجزاء واسعة من البلاد، وخاصة المناطق القريبة من الحدود. هذا الضعف يسمح بتواجد جماعات مسلحة مختلفة، بعضها يتبنى خطابًا عدائيًا تجاه إسرائيل ويعتبرها عدوًا وجوديًا. وجود هذه الجماعات، حتى لو لم تكن مدعومة بشكل مباشر من قبل النظام السوري، يمثل تهديدًا محتملاً.

من جهة أخرى، تدرك إسرائيل أن أي تصعيد عسكري كبير من الأراضي السورية قد يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي قوي، الأمر الذي قد يجر سوريا إلى حرب شاملة لا يرغب فيها النظام الحالي، المثقل بالصراعات الداخلية والتحديات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذا الردع لا يعتبر كافيًا، خاصة مع وجود قوى إقليمية أخرى، مثل إيران، التي تسعى إلى توسيع نفوذها في سوريا، وقد تستغل الأراضي السورية لتهديد المصالح الإسرائيلية بشكل غير مباشر.

يُضيف الفيديو بُعدًا آخر إلى هذا النقاش، وهو يتعلق بتغيّر طبيعة الصراع في المنطقة. فبدلًا من المواجهات العسكرية المباشرة، قد نشهد تصاعدًا في العمليات السرية والتخريبية، التي يصعب تتبعها وإثبات مسؤولية جهة معينة عنها. هذا النوع من العمليات قد يكون أكثر جاذبية للجماعات المسلحة التي تسعى إلى إضعاف إسرائيل دون المخاطرة بحرب واسعة النطاق.

في الختام، يمكن القول إن إسرائيل تتعامل مع الوضع في سوريا بحذر شديد، وتراقب عن كثب التطورات الأمنية والسياسية. صحيح أنها تمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية متفوقة، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في منع تحول الأراضي السورية إلى ساحة حرب بالوكالة، أو مركز انطلاق لعمليات تهدد أمنها واستقرارها. هذا يتطلب منها اتباع استراتيجية متعددة الأوجه، تشمل الدبلوماسية والاستخبارات والردع العسكري، بالإضافة إلى التعاون مع قوى إقليمية ودولية فاعلة.