طاعة الله ورسوله من كتاب واحد و لكن لا يبصرون افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها
طاعة الله ورسوله: تدبر القرآن سبيل النجاة
إنّ فيديو اليوتيوب المعنون بـ طاعة الله ورسوله من كتاب واحد و لكن لا يبصرون أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها يطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية فهمنا لعلاقة طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعن دور القرآن الكريم في هذا الفهم. الفيديو، الذي يمكن الوصول إليه عبر الرابط https://www.youtube.com/watch?v=TjRtfBkFzzU، يدعو إلى تدبر آيات الله، وكسر الأقفال التي قد تكون على قلوبنا والتي تعيقنا عن الفهم الصحيح للدين الإسلامي.
طاعة الله ورسوله: وحدة المصدر وغاية الهدف
لا يمكن فهم طاعة الله بمعزل عن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما وجهان لعملة واحدة. القرآن الكريم، وهو كلام الله المنزل، يؤكد على هذه الحقيقة في آيات عديدة، منها قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (النساء: 80). هذه الآية الكريمة تحمل دلالة واضحة على أن طاعة الرسول هي عين طاعة الله، وليست مجرد طاعة منفصلة. فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن الله، وهو المبين لكلامه، وهو القدوة الحسنة التي يجب على المسلمين الاقتداء بها.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتِ بشريعة جديدة تخالف شريعة الله، بل جاء لتطبيقها وتفسيرها وشرحها. فهو لم يأتِ إلا بما يوافق الوحي الإلهي، ولم ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. وبالتالي، فإن طاعة الرسول هي طاعة للوحي الذي أنزل عليه، وهو القرآن الكريم.
إنّ الخلاف الذي قد يقع فيه البعض هو الفصل بين القرآن والسنة النبوية المطهرة، واعتبار أن القرآن يكفي وحده للاستدلال على الأحكام الشرعية. هذا الفهم قاصر ومخالف لمنهج السلف الصالح، الذين فهموا الدين فهماً شاملاً ومتكاملاً. فالسنة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن، وهي المبينة لمجمله، والمفصلة لمبهمه، والمقيدة لمطلقه. لا يمكن فهم القرآن فهماً صحيحاً دون الرجوع إلى السنة النبوية، وإلى أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم.
أهمية التدبر في القرآن الكريم
التدبر هو تجاوز مجرد القراءة السطحية للقرآن، والتعمق في معانيه ودلالاته، واستخلاص العبر والدروس منه. التدبر هو مفتاح الفهم الحقيقي لكلام الله، وهو السبيل إلى الوصول إلى الحقائق التي أراد الله أن يبينها لنا. القرآن الكريم ليس مجرد كتاب تاريخي أو أدبي، بل هو كتاب هداية وإرشاد، وهو دستور حياة شامل يغطي جميع جوانب الحياة الإنسانية.
يقول الله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24). هذه الآية الكريمة توجه سؤالاً توبيخياً إلى الذين لا يتدبرون القرآن، وتصف قلوبهم بأنها مقفلة، أي أنها لا تتأثر بكلام الله ولا تستجيب له. التدبر هو الذي يفتح هذه الأقفال، ويسمح للقرآن بأن يدخل إلى القلب فيؤثر فيه ويغيره.
إنّ التدبر في القرآن يتطلب بذل الجهد والتفكير العميق، والرجوع إلى التفاسير الموثوقة، والاستعانة بأهل العلم والاختصاص. لا يكفي مجرد قراءة القرآن بسرعة دون فهم لمعانيه أو تأمل في دلالاته. يجب أن نتوقف عند كل آية، وأن نسأل أنفسنا: ما هي الرسالة التي يريد الله أن يوصلها لنا من خلال هذه الآية؟ وكيف يمكننا تطبيق هذه الرسالة في حياتنا اليومية؟
الأسباب التي تعيق التدبر في القرآن
هناك عدة أسباب قد تعيق الإنسان عن التدبر في القرآن، منها:
- الجهل باللغة العربية: القرآن الكريم نزل باللغة العربية، وبالتالي فإن فهم معانيه يتطلب إتقان هذه اللغة. إذا كان الإنسان لا يفهم اللغة العربية، فإنه لن يتمكن من فهم القرآن فهماً صحيحاً، وبالتالي لن يتمكن من التدبر فيه.
- كثرة الانشغالات الدنيوية: الانشغال بالدنيا ومشاغلها قد يصرف الإنسان عن التفكير في الآخرة والتأمل في كلام الله. إذا كان القلب مشغولاً بالدنيا، فإنه لن يجد وقتاً للتدبر في القرآن.
- اتباع الهوى: اتباع الهوى والشهوات قد يعمي القلب عن الحق، ويجعل الإنسان يفسر القرآن بما يوافق هواه ورغباته. إذا كان الإنسان يتبع هواه، فإنه لن يتمكن من التدبر في القرآن تدبراً صحيحاً.
- التكبر والعناد: التكبر والعناد قد يمنعان الإنسان من الاعتراف بالحق، ويجعلانه يرفض الاستماع إلى النصيحة والتوجيه. إذا كان الإنسان متكبراً وعنيداً، فإنه لن يتمكن من التدبر في القرآن تدبراً نافعاً.
- الذنوب والمعاصي: الذنوب والمعاصي قد تقسي القلب وتجعله غافلاً عن ذكر الله. إذا كان الإنسان يرتكب الذنوب والمعاصي، فإنه لن يتمكن من التدبر في القرآن بقلب سليم.
كيف نتدبر القرآن؟
هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لتدبر القرآن بشكل فعال:
- الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون القصد من التدبر في القرآن هو ابتغاء مرضاة الله تعالى، وليس مجرد الحصول على المعرفة أو إظهار العلم.
- قراءة القرآن بتأنٍ وتدبر: يجب قراءة القرآن بتأنٍ وتدبر، والتوقف عند كل آية للتفكير في معناها ودلالاتها.
- الرجوع إلى التفاسير الموثوقة: يجب الرجوع إلى التفاسير الموثوقة لفهم معاني الآيات بشكل صحيح.
- الاستعانة بأهل العلم والاختصاص: يمكن الاستعانة بأهل العلم والاختصاص لطرح الأسئلة والاستفسارات حول الآيات التي يصعب فهمها.
- تطبيق القرآن في الحياة اليومية: يجب تطبيق القرآن في الحياة اليومية، وتحويل ما تعلمناه من معانيه إلى سلوك عملي.
- الدعاء والتضرع إلى الله: يجب الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يفتح قلوبنا لفهم القرآن، وأن يلهمنا العمل بما فيه.
ختاماً
إنّ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي السبيل إلى الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. والقرآن الكريم هو النور الذي يهدينا إلى هذا السبيل. فلنحرص على تدبر القرآن، وتطبيق تعاليمه في حياتنا، حتى نكون من الفائزين برضا الله وجنته. لنتدبر، ولنتفكر، ولنجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور دروبنا.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة