Now

شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أفكاره فقط

شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أفكاره فقط: نافذة أمل تطل على مستقبل واعد

شهدنا في السنوات الأخيرة تطورات مذهلة في مجال علوم الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية، أثمرت عن ابتكارات غيرت حياة الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يعانون من إعاقات حركية شديدة. من بين هذه الابتكارات الرائدة، تبرز التقنية التي تسمح للأشخاص المصابين بالشلل بالتحكم بالأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية، باستخدام أفكارهم فقط. الفيديو المعروض على اليوتيوب بعنوان شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أفكاره فقط يمثل شهادة حية على هذا التقدم المذهل، ويفتح آفاقًا واسعة لتحسين جودة حياة ملايين الأشخاص حول العالم. (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=TWhzb_CZnBI)

التقنية: نظرة عن كثب

يكمن جوهر هذه التقنية في زرع شريحة دقيقة في الدماغ، وتحديدًا في المنطقة المسؤولة عن التحكم في الحركة. هذه الشريحة مزودة بأجهزة استشعار فائقة الحساسية قادرة على رصد النشاط الكهربائي للخلايا العصبية. عندما يفكر الشخص المصاب بالشلل في حركة معينة، مثل تحريك مؤشر الماوس على الشاشة أو النقر على أيقونة، تقوم الشريحة بتسجيل هذه الإشارات الكهربائية وتحويلها إلى أوامر رقمية. يتم بعد ذلك إرسال هذه الأوامر إلى جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي، الذي يقوم بتنفيذ الحركة المطلوبة. ببساطة، تعمل الشريحة كجسر بين الدماغ والجهاز الإلكتروني، مما يسمح للشخص المصاب بالشلل بالتفاعل مع العالم الرقمي باستخدام أفكاره فقط.

آلية العمل: تفاعل معقد بين الدماغ والتكنولوجيا

عملية التحكم في الأجهزة الإلكترونية باستخدام الأفكار تتطلب سلسلة من العمليات المعقدة والمتكاملة. تبدأ العملية بتفكير الشخص في الحركة المراد تنفيذها. هذا التفكير يحفز نشاط الخلايا العصبية في المنطقة المسؤولة عن الحركة في الدماغ. تقوم الشريحة المزروعة برصد هذه الإشارات الكهربائية وتسجيلها. بعد ذلك، تقوم الشريحة بإرسال هذه الإشارات إلى جهاز كمبيوتر أو معالج متخصص. يقوم هذا الجهاز بتحليل الإشارات وترجمتها إلى أوامر رقمية محددة. يتم إرسال هذه الأوامر إلى الجهاز الإلكتروني (مثل الهاتف الذكي)، الذي يقوم بتنفيذ الحركة المطلوبة، مثل فتح تطبيق، أو إرسال رسالة، أو تصفح الإنترنت.

أحد التحديات الرئيسية في تطوير هذه التقنية يكمن في تطوير خوارزميات قادرة على ترجمة الإشارات الدماغية بدقة وسرعة. يجب أن تكون الخوارزميات قادرة على التمييز بين الأنماط المختلفة للنشاط الكهربائي للدماغ المرتبطة بحركات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الخوارزميات قادرة على التكيف مع التغيرات في نشاط الدماغ بمرور الوقت. يتطلب ذلك تدريبًا مكثفًا للشخص المصاب بالشلل لتعلم كيفية التحكم في الجهاز باستخدام أفكاره. يتضمن التدريب ممارسة متكررة للحركات المختلفة وتلقي ملاحظات فورية حول الأداء.

الفوائد والمزايا: تغيير جذري في حياة المرضى

الفوائد المحتملة لهذه التقنية هائلة. فهي تمنح الأشخاص المصابين بالشلل القدرة على استعادة جزء كبير من استقلاليتهم والتحكم في حياتهم. يمكنهم استخدام الهواتف الذكية للتواصل مع الآخرين، وتصفح الإنترنت، والوصول إلى المعلومات، والتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية، مثل الإضاءة والتلفزيون. هذا يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة حياتهم ويقلل من اعتمادهم على الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد هذه التقنية الأشخاص المصابين بالشلل على العودة إلى العمل أو الدراسة. يمكنهم استخدام أجهزة الكمبيوتر والبرامج المتخصصة لإكمال المهام المختلفة، مثل الكتابة والبرمجة والتصميم. هذا يمكن أن يمنحهم شعورًا بالهدف والإنجاز، ويحسن من وضعهم المالي والاجتماعي.

تتجاوز فوائد هذه التقنية الجوانب العملية والمادية. فهي تلعب دورًا هامًا في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للأشخاص المصابين بالشلل. الشعور بالاستقلالية والقدرة على التواصل والتفاعل مع العالم يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة والاكتئاب والقلق. يمكن أن يساعدهم ذلك على استعادة الثقة بالنفس وتحسين نظرتهم إلى المستقبل.

التحديات والمستقبل: طريق طويل نحو الكمال

على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في هذا المجال، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها. أحد التحديات الرئيسية هو تحسين دقة وموثوقية الشريحة المزروعة. يجب أن تكون الشريحة قادرة على تسجيل الإشارات الدماغية بدقة عالية لفترة طويلة من الزمن دون التعرض للتلف أو التدهور. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الشريحة قادرة على العمل بشكل موثوق في بيئات مختلفة وظروف مختلفة.

تحد آخر هو تطوير خوارزميات أكثر تطوراً وذكاءً قادرة على ترجمة الإشارات الدماغية بشكل أفضل. يجب أن تكون الخوارزميات قادرة على التكيف مع التغيرات في نشاط الدماغ بمرور الوقت وتحسين الأداء مع الاستخدام المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الخوارزميات قادرة على التعامل مع الضوضاء والتداخل في الإشارات الدماغية.

تكلفة هذه التقنية لا تزال مرتفعة للغاية، مما يجعلها غير متاحة للعديد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها. يجب بذل جهود لخفض تكلفة هذه التقنية وجعلها أكثر سهولة في الوصول إليها.

المستقبل يبدو واعدًا لهذا المجال. مع استمرار البحث والتطوير، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من التحسينات في هذه التقنية. يمكننا أن نتوقع رؤية شرائح أكثر دقة وموثوقية، وخوارزميات أكثر ذكاءً، وأجهزة أكثر سهولة في الاستخدام. يمكننا أيضًا أن نتوقع رؤية تطبيقات جديدة لهذه التقنية، مثل التحكم في الأطراف الاصطناعية والأجهزة الطبية الأخرى.

الأبعاد الأخلاقية: أسئلة تحتاج إلى إجابات

بالإضافة إلى التحديات التقنية، هناك أيضًا بعض الأبعاد الأخلاقية التي يجب مراعاتها عند تطوير واستخدام هذه التقنية. أحد المخاوف هو مسألة الخصوصية والأمن. يجب حماية البيانات الدماغية من الوصول غير المصرح به أو الاستخدام غير السليم. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من أن الأشخاص المصابين بالشلل لديهم السيطرة الكاملة على أجهزتهم ولا يمكن لأي شخص آخر التحكم فيها عن بعد.

هناك أيضًا أسئلة حول المسؤولية والمحاسبة. إذا تسبب شخص مصاب بالشلل في ضرر لشخص آخر أثناء استخدام جهاز يتم التحكم فيه بالأفكار، فمن المسؤول عن ذلك؟ هل هو الشخص المصاب بالشلل أم الشركة المصنعة للجهاز؟

يجب معالجة هذه القضايا الأخلاقية بعناية لضمان استخدام هذه التقنية بطريقة مسؤولة وأخلاقية. يجب أن يكون هناك حوار مفتوح وشفاف حول هذه القضايا بين العلماء والمهندسين والأخلاقيين وصناع السياسات وعامة الناس.

خلاصة: بصيص أمل يضيء دروب المستقبل

في الختام، تمثل التقنية التي تسمح للأشخاص المصابين بالشلل بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية باستخدام أفكارهم فقط تقدمًا كبيرًا في مجال علوم الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية. هذه التقنية لديها القدرة على تغيير حياة ملايين الأشخاص حول العالم من خلال منحهم القدرة على استعادة جزء كبير من استقلاليتهم والتحكم في حياتهم. على الرغم من وجود العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، فإن المستقبل يبدو واعدًا لهذا المجال. مع استمرار البحث والتطوير، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من التحسينات في هذه التقنية وتطبيقات جديدة لها. يجب معالجة القضايا الأخلاقية المرتبطة بهذه التقنية بعناية لضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وأخلاقية. هذا الفيديو المعروض على اليوتيوب ليس مجرد عرض لتقنية حديثة، بل هو بصيص أمل يضيء دروب المستقبل، ويمنحنا الثقة بقدرة العلم على التغلب على التحديات وتحسين حياة الإنسان.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا