أستاذ علوم سياسية في جامعة طهران الرد الإيراني على هجوم دمشق بات محسوما وقد تتلقى إسرائيل صفعة

تحليل: الرد الإيراني المحتمل على هجوم دمشق - قراءة في فيديو يوتيوب

يشكل الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عن استشهاد عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين، نقطة تحول خطيرة في التوترات الإقليمية. وقد أثار هذا الهجوم، الذي نسب إلى إسرائيل، موجة من الإدانات والتنديدات من قبل إيران وحلفائها، وتصاعدت معه التوقعات برد إيراني حتمي. في هذا السياق، يكتسب تحليل الخبراء والأكاديميين المتخصصين في الشأن الإيراني أهمية خاصة لفهم طبيعة الرد المحتمل، وأبعاده، وتداعياته على المنطقة. يوفر فيديو اليوتيوب بعنوان أستاذ علوم سياسية في جامعة طهران الرد الإيراني على هجوم دمشق بات محسوما وقد تتلقى إسرائيل صفعة (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=6ol5tJISv_k) وجهة نظر قيمة حول هذا الموضوع، وسنسعى في هذا المقال إلى تحليل أهم الأفكار والتحليلات التي وردت فيه، مع محاولة تقديم فهم شامل للموقف الإيراني، والخيارات المتاحة أمامه، والمخاطر المحتملة.

الطبيعة المحسومة للرد الإيراني:

أحد أبرز النقاط التي يؤكد عليها الفيديو هو الطبيعة المحسومة للرد الإيراني. فوفقًا للأستاذ الجامعي، فإن القيادة الإيرانية تعتبر الهجوم على القنصلية بمثابة اعتداء سافر على السيادة الإيرانية، وتجاوزًا للخطوط الحمراء. وبالتالي، فإن عدم الرد على هذا الهجوم سيُعتبر ضعفًا من جانب إيران، وسيشجع إسرائيل على المضي قدمًا في تنفيذ المزيد من العمليات المماثلة. إضافة إلى ذلك، فإن الرد يمثل ضرورة داخلية لإرضاء الرأي العام الإيراني المطالب بالانتقام، وللحفاظ على هيبة الدولة الإيرانية. وبناءً على ذلك، يرى الأستاذ الجامعي أن السؤال ليس هل سترد إيران؟ بل كيف سترد إيران؟ وما هي طبيعة هذا الرد؟

سيناريوهات الرد الإيراني المحتملة:

يقدم الفيديو مجموعة من السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني، والتي تتراوح بين الردود المحدودة إلى الردود الواسعة النطاق. من بين السيناريوهات المطروحة:

• رد محدود عبر وكلاء: يعتبر هذا السيناريو الأكثر ترجيحًا، ويتضمن قيام الجماعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفصائل المقاومة في العراق وسوريا، بشن هجمات على أهداف إسرائيلية أو أمريكية في المنطقة. يمكن أن تتضمن هذه الهجمات إطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة، أو تنفيذ عمليات تخريبية. ميزة هذا السيناريو أنه يسمح لإيران بالرد دون المخاطرة بتصعيد مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولكنه في الوقت نفسه يوصل رسالة قوية بأن إيران قادرة على إيذاء إسرائيل وحلفائها.
• هجوم مباشر على أهداف إسرائيلية: يعتبر هذا السيناريو أكثر خطورة، ويتضمن قيام إيران بشن هجمات مباشرة على أهداف داخل إسرائيل، باستخدام صواريخ أو طائرات مسيرة. يمكن أن تستهدف هذه الهجمات بنى تحتية حيوية، أو منشآت عسكرية، أو حتى مدن إسرائيلية. ميزة هذا السيناريو أنه يوصل رسالة قوية جدًا إلى إسرائيل بأن إيران قادرة على ضربها في العمق، ولكنه في الوقت نفسه يزيد بشكل كبير من خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
• هجوم سيبراني: يتضمن هذا السيناريو قيام إيران بشن هجمات سيبرانية على البنية التحتية الرقمية الإسرائيلية، مثل شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمصارف. يمكن أن تتسبب هذه الهجمات في تعطيل الخدمات الأساسية، وإلحاق أضرار اقتصادية كبيرة بإسرائيل. ميزة هذا السيناريو أنه يسمح لإيران بالرد دون التسبب في خسائر بشرية، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر بين البلدين.
• استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج: يتضمن هذا السيناريو قيام إيران باستهداف السفارات الإسرائيلية، أو الشركات الإسرائيلية، أو المواطنين الإسرائيليين في الخارج. ميزة هذا السيناريو أنه يسمح لإيران بالرد دون المخاطرة بتصعيد مباشر مع إسرائيل داخل المنطقة، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين إيران والدول التي تستضيف المصالح الإسرائيلية المستهدفة.

عوامل تحدد طبيعة الرد الإيراني:

يشير الفيديو إلى أن طبيعة الرد الإيراني ستتأثر بعدة عوامل، من بينها:

• التقييم الإيراني للوضع الإقليمي والدولي: ستقوم إيران بتقييم دقيق للوضع الإقليمي والدولي قبل اتخاذ قرار بشأن طبيعة الرد. ستأخذ إيران في الاعتبار مواقف الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، بالإضافة إلى مواقف الدول الإقليمية، مثل السعودية ومصر وتركيا. إذا رأت إيران أن هناك فرصة لرد قوي دون المخاطرة بتصعيد كبير، فمن المرجح أن تختار سيناريو أكثر قوة.
• القدرات العسكرية الإيرانية: ستعتمد إيران على قدراتها العسكرية المتاحة لتنفيذ الرد. ستأخذ إيران في الاعتبار مدى قدرتها على ضرب أهداف إسرائيلية بدقة، ومدى قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إسرائيلي مضاد.
• الاعتبارات الداخلية الإيرانية: ستأخذ إيران في الاعتبار الاعتبارات الداخلية، مثل الرأي العام الإيراني، ومواقف الفصائل السياسية المختلفة داخل النظام الإيراني. إذا كان هناك ضغط قوي من الرأي العام الإيراني للمطالبة برد قوي، فمن المرجح أن تختار إيران سيناريو أكثر قوة.
• الرسالة التي تريد إيران إيصالها: ستحدد إيران طبيعة الرد بناءً على الرسالة التي تريد إيصالها إلى إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي. إذا كانت إيران تريد إيصال رسالة بأنها لن تتسامح مع أي هجوم على مصالحها، فمن المرجح أن تختار سيناريو أكثر قوة.

مخاطر التصعيد:

يحذر الفيديو من أن أي رد إيراني، بغض النظر عن طبيعته، يحمل في طياته خطر التصعيد. فقد ترد إسرائيل على الرد الإيراني بهجوم مضاد، مما قد يؤدي إلى تبادل الضربات بين البلدين، واندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق. كما أن الولايات المتحدة قد تتدخل في الصراع، مما يزيد من تعقيد الوضع. وبالتالي، فإن على إيران أن تكون حذرة للغاية في اختيار طبيعة الرد، وأن تأخذ في الاعتبار جميع المخاطر المحتملة.

خلاصة:

بشكل عام، يقدم فيديو اليوتيوب تحليلًا قيمًا للموقف الإيراني بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. يؤكد الفيديو على أن الرد الإيراني بات محسومًا، ولكنه يحذر في الوقت نفسه من مخاطر التصعيد. ويبقى السؤال المطروح: كيف ستوازن إيران بين ضرورة الرد لردع إسرائيل والحفاظ على هيبتها، وبين ضرورة تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد إلى حد كبير مسار الأحداث في المنطقة خلال الفترة القادمة.