قراءة عسكرية في تحليل إلياس حنا لنجاح المعارضة السورية: قتال غير تقليدي

يقدم المحلل العسكري إلياس حنا في فيديو على اليوتيوب تحليلاً معمقاً لأسباب نجاح المعارضة السورية في بعض المراحل خلال الصراع الدائر في سوريا. يركز التحليل بشكل خاص على تبني المعارضة أساليب قتال غير تقليدية كعامل حاسم في تحقيق هذه النجاحات.

يؤكد حنا أن المعارضة، في مواجهة جيش نظامي تقليدي، لجأت إلى استراتيجيات مبتكرة للخروج من عنق الزجاجة. هذه الاستراتيجيات تتضمن:

• حرب العصابات: الاعتماد على مجموعات صغيرة وسريعة الحركة، قادرة على شن هجمات مباغتة ثم الانسحاب بسرعة، مما يصعب على الجيش النظامي تحديد مواقعها واستهدافها.
• الأنفاق: استخدام شبكات الأنفاق للتنقل تحت الأرض، وتجنب القصف الجوي والمدفعي، ومفاجأة قوات النظام من الخلف.
• العبوات الناسفة: استخدام العبوات الناسفة بشكل مكثف لعرقلة حركة القوات النظامية وإلحاق الخسائر بها.
• الاستفادة من التضاريس: استغلال الطبيعة الجغرافية الوعرة لسوريا، مثل الجبال والوديان، لتوفير غطاء طبيعي وتسهيل عمليات الكمائن.
• الحرب النفسية: استخدام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية المضادة للنظام، وزعزعة معنويات الجنود، وكسب تأييد السكان المحليين.

يشير حنا إلى أن هذه الأساليب غير التقليدية لم تكن مجرد خيار تكتيكي، بل كانت ضرورة حتمية بسبب التفوق العددي والتسليحي للجيش النظامي. ويوضح أن المعارضة، في بداية الصراع، كانت تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة والدعم الجوي، مما اضطرها إلى الاعتماد على الابتكار والمرونة في التكتيكات القتالية.

بالإضافة إلى ذلك، يلمح التحليل إلى أن عدم قدرة الجيش النظامي على التكيف مع هذه الأساليب غير التقليدية ساهم بشكل كبير في نجاح المعارضة في تحقيق بعض المكاسب الإقليمية. ويشير إلى أن الجيش النظامي، الذي اعتاد على خوض معارك تقليدية، وجد صعوبة في التعامل مع حرب العصابات والكمائن والعبوات الناسفة.

في الختام، يقدم تحليل إلياس حنا في هذا الفيديو رؤية مهمة حول دور التكتيكات القتالية غير التقليدية في الصراعات الحديثة، وكيف يمكن للمجموعات المسلحة غير النظامية أن تحقق نجاحات ملموسة في مواجهة جيوش نظامية أقوى منها. ويركز التحليل على الحالة السورية كنموذج حي لكيفية تطبيق هذه الأساليب وكيف يمكن أن تؤثر على مسار الصراع.