نقد فيديو الله خلقنا للغواية و ليس للعبادة لعلي منصور كيالي

يثير فيديو اليوتيوب المنسوب لعلي منصور كيالي بعنوان الله خلقنا للغواية و ليس للعبادة جدلاً واسعاً، وذلك لما يحتويه من تفسيرات مغايرة للفهم الإسلامي التقليدي حول الغاية من خلق الإنسان. يرتكز الفيديو، كما يبدو من العنوان، على فكرة أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر ليختبرهم ويغويهم، وليس لعبادته بشكل أساسي.

من الضروري التنبيه في البداية إلى أن هذه الفكرة تتناقض بشكل مباشر مع العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على أن الغاية الأساسية من خلق الجن والإنس هي عبادة الله وحده لا شريك له. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56). هذه الآية، وغيرها الكثير، تعتبر ركيزة أساسية في الفهم الإسلامي لغاية الوجود البشري.

قد يحاول البعض تأويل فكرة الغواية على أنها جزء من الاختبار الإلهي، وأن الله يختبر عباده بالابتلاءات والمغريات ليرى من يثبت ومن يضعف. وهذا التأويل لا يتعارض بالضرورة مع الفهم التقليدي، ولكن يجب أن يكون مفهوماً في سياق أوسع يشمل الإيمان والعمل الصالح والتقوى. الاختبار جزء من الحياة، ولكنه ليس الغاية النهائية.

إن التركيز بشكل حصري على فكرة الغواية دون ربطها بمفاهيم العبادة والتقوى قد يؤدي إلى فهم قاصر ومضلل للدين الإسلامي. قد يوحي هذا الفهم بأن الله سبحانه وتعالى يسعى لإضلال عباده، وهو ما يتنافى مع صفاته جل جلاله ورحمته وعدله.

من المهم عند مشاهدة مقاطع الفيديو التي تطرح أفكاراً دينية أن نكون حذرين ونقوم بتقييم الأفكار المطروحة بناءً على الكتاب والسنة وفهم علماء الدين الموثوقين. يجب علينا أن نتمسك بالفهم الصحيح للدين الإسلامي ونبتعد عن التأويلات الشاذة التي قد تضللنا عن الطريق المستقيم.

في الختام، يجب التأكيد على أن الغاية الأساسية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحده لا شريك له، وأن الاختبار والابتلاء جزء من هذه العبادة، وليس هدفاً بحد ذاته. يجب علينا أن نسعى جاهدين لتحقيق هذه الغاية من خلال الإيمان والعمل الصالح والتقوى، وأن نبتعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.