نصيحة لا تستعجل في ختم قراءة القرآن في رمضان
نصيحة لا تستعجل في ختم قراءة القرآن في رمضان: تأملات في فيديو يوتيوب
مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجه قلوب المسلمين نحو كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، رغبةً في التقرب إلى الله تعالى، واقتفاء أثر السلف الصالح في الاجتهاد في الطاعات. ومن أبرز هذه الطاعات تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه، والسعي إلى ختمه كاملاً خلال الشهر الفضيل. ومع هذا الحماس والرغبة الصادقة، قد يقع البعض في فخ الاستعجال في القراءة، بغية إنجاز الختمة بأسرع وقت ممكن، دون إعطاء النص القرآني حقه من التدبر والتأمل.
الفيديو المعنون بـ نصيحة لا تستعجل في ختم قراءة القرآن في رمضان المنشور على يوتيوب (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=ivf21gVv0JA) يقدم نصيحة قيمة ومهمة للغاية، وهي التريث في القراءة وعدم الاستعجال في ختم القرآن، والتركيز بدلاً من ذلك على التدبر والتفكر في معاني الآيات، والعمل بما جاء فيها من أحكام وعبر. هذه النصيحة تأتي في صميم مقاصد الشريعة الإسلامية من تلاوة القرآن، والتي لا تقتصر على مجرد التلفظ بالألفاظ، بل تتعداها إلى فهم المراد من الكلام وتطبيقه في الحياة اليومية.
لماذا الاستعجال في ختم القرآن قد يكون غير مثمر؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن الإسراع في ختم القرآن هو عمل صالح ومحمود، ولكن بالنظر إلى الغاية الحقيقية من التلاوة، نجد أن الاستعجال قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها:
- الفقدان العميق للمعاني: عندما نسرع في القراءة، فإننا لا نعطي أنفسنا الفرصة الكافية للتفكير في معاني الآيات، واستخلاص الدروس والعبر منها. وبالتالي، قد نمر على آيات عظيمة تتضمن توجيهات ربانية هامة دون أن نعيها أو نستفيد منها.
- عدم التأثر بالقرآن: القرآن الكريم ليس مجرد كتاب نقرأه، بل هو نور وهدى يضيء لنا طريقنا في الحياة. وعندما نقرأه بتدبر وتأمل، فإننا نسمح لهذا النور بالدخول إلى قلوبنا، وتغييرنا إلى الأفضل. أما القراءة السريعة، فإنها قد تحرمنا من هذا التأثير العظيم.
- تضييع الأجر الأعظم: الأجر المترتب على قراءة القرآن ليس مجرد أجر على التلفظ بالحروف، بل هو أجر مضاعف على التدبر والفهم والعمل. وعندما نستعجل في القراءة، فإننا قد نفقد جزءاً كبيراً من هذا الأجر العظيم.
- الوقوع في الخطأ: قد يؤدي الاستعجال في القراءة إلى الوقوع في أخطاء في التجويد والنطق، مما يخل بالمعنى المقصود من الآية.
ما هي الطريقة المثلى لقراءة القرآن في رمضان؟
إذا كان الاستعجال في ختم القرآن ليس هو الأفضل، فما هي الطريقة المثلى لقراءته في رمضان؟ الإجابة تكمن في اتباع الخطوات التالية:
- تحديد هدف واقعي: بدلاً من التركيز على عدد الختمات التي نريد إنجازها، يجب علينا أن نحدد هدفاً واقعياً يتماشى مع قدراتنا ووقتنا المتاح. قد يكون هدفنا هو قراءة جزء واحد بتدبر وتأمل كل يوم، أو حتى نصف جزء، المهم هو أن نلتزم بهذا الهدف ونحرص على تحقيقه.
- التدبر والتفكر: يجب علينا أن نقرأ القرآن بتدبر وتفكر، وأن نسأل أنفسنا عن معنى الآيات، وعلاقتها بحياتنا، وكيف يمكننا تطبيقها في واقعنا. يمكننا الاستعانة بتفاسير القرآن لفهم المعاني بشكل أعمق.
- العمل بما جاء في القرآن: يجب علينا أن نسعى إلى تطبيق ما جاء في القرآن من أحكام وأوامر ونواهي في حياتنا اليومية. فالقرآن ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو منهج حياة.
- التجويد والترتيل: يجب علينا أن نحرص على قراءة القرآن بالتجويد والترتيل، وأن نتقن مخارج الحروف وصفاتها. يمكننا الاستماع إلى قراء مشهورين لنتعلم منهم كيفية التجويد والترتيل.
- الدعاء: يجب علينا أن ندعو الله تعالى أن يعيننا على فهم القرآن وتطبيقه، وأن يجعله نوراً لنا في الدنيا والآخرة.
أهمية التدبر في القرآن الكريم
التدبر في القرآن الكريم هو جوهر العلاقة الحقيقية بين المسلم وكتاب ربه. إنه ليس مجرد قراءة عابرة، بل هو تفاعل عميق مع النص القرآني، واستخلاص المعاني والعبر، وتطبيقها في الحياة. التدبر يفتح لنا آفاقاً جديدة من الفهم والإدراك، ويجعلنا أكثر قرباً من الله تعالى.
وقد حث القرآن الكريم نفسه على التدبر في آياته في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24). هذه الآية الكريمة تدعو إلى التفكر والتمعن في معاني القرآن، وتحذر من الغفلة والبعد عن التدبر. فالقلوب التي لا تتدبر القرآن هي قلوب مقفلة، لا يصل إليها نور الهداية.
إن التدبر في القرآن يغير حياتنا إلى الأفضل، فهو يجعلنا أكثر وعياً بأهدافنا في الحياة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأكثر سعادة وراحة بال. إنه يجعلنا نرى الدنيا بمنظور مختلف، ونعيش الحياة بطريقة أكثر إيجابية وفاعلية.
خاتمة
في الختام، نؤكد على أهمية التريث في قراءة القرآن في رمضان، وعدم الاستعجال في ختمه، والتركيز بدلاً من ذلك على التدبر والتفكر في معانيه، والعمل بما جاء فيه من أحكام وعبر. فالهدف ليس هو إنجاز الختمة بأسرع وقت ممكن، بل هو فهم كلام الله تعالى وتطبيقه في حياتنا. فلتكن قراءتنا للقرآن في رمضان قراءة تدبر وتفكر، قراءة عمل وإخلاص، قراءة تقربنا إلى الله تعالى وتزيدنا إيماناً وهدى. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة