الرئيس السابق للشاباك: إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة لا اجتماعيا ولا اقتصاديا

في تصريح أثار جدلاً واسعاً، أكد يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، أن إسرائيل تفتقر إلى المقومات اللازمة لخوض حروب طويلة الأمد، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي. جاء هذا التصريح في مقابلة تلفزيونية، انتشرت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك يوتيوب.

ديسكين، الذي يمتلك خبرة طويلة في مجال الأمن والاستخبارات، استند في تحليله إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، أشار إلى التماسك الاجتماعي المتآكل داخل المجتمع الإسرائيلي. فالانقسامات السياسية والأيديولوجية العميقة، بين اليمين واليسار، المتدينين والعلمانيين، اليهود والعرب، تخلق بيئة غير مواتية للصمود في وجه ضغوط حرب طويلة الأمد. وأضاف أن هذه الانقسامات تتفاقم بسبب غياب رؤية وطنية موحدة حول مستقبل إسرائيل وحدودها وأهدافها الاستراتيجية.

ثانياً، سلط ديسكين الضوء على هشاشة الاقتصاد الإسرائيلي وقدرته المحدودة على تحمل تكاليف حرب طويلة ومكلفة. وأشار إلى أن الاعتماد الكبير على المساعدات الخارجية، خاصة الأمريكية، يجعل إسرائيل عرضة للضغوط الخارجية. كما أن تزايد الدين العام وارتفاع معدلات التضخم، بالإضافة إلى عدم المساواة المتزايدة في توزيع الثروة، يضعف من قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على الصمود في وجه الأزمات.

ثالثاً، انتقد ديسكين غياب استراتيجية واضحة ومستدامة للتعامل مع التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل. وأشار إلى أن الاعتماد المفرط على القوة العسكرية، دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع، يؤدي إلى دورة مفرغة من العنف وعدم الاستقرار. ودعا إلى تبني نهج أكثر شمولية يركز على الدبلوماسية والحوار والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة الردع العسكرية.

تصريحات ديسكين أثارت ردود فعل متباينة في إسرائيل. البعض اعتبرها تحليلًا واقعيًا وموضوعيًا للوضع الحالي، في حين اتهمه البعض الآخر بالتشاؤم والمبالغة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذه التصريحات تثير تساؤلات مهمة حول قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات المستقبلية، وتستدعي إعادة التفكير في الاستراتيجيات والسياسات المتبعة.

في الختام، فإن رؤية رئيس الشاباك السابق تلقي الضوء على نقاط ضعف حاسمة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لإسرائيل، مما يستدعي نقاشًا جديًا ومسؤولًا حول مستقبل الدولة وقدرتها على الصمود في وجه التحديات المتزايدة.