Now

الله نور السموات والأرض ما معنى النور و معنى مشكاة و ما هو المصباح

تفسير آية النور: الله نور السموات والأرض

قال تعالى في سورة النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النور: 35). هذه الآية الكريمة من أعظم آيات القرآن الكريم، وهي تتضمن تشبيهًا بديعًا وعميقًا لعلاقة الله سبحانه وتعالى بالخلق، وهدايته لعباده، ونوره الذي يضيء به قلوب المؤمنين.

في هذا المقال، سنتناول تفسير هذه الآية الكريمة، مع التركيز على معاني الكلمات الأساسية فيها، مثل النور، والمشكاة، والمصباح، وذلك بالاستعانة بتفاسير العلماء والمفسرين، ومراجعة بعض الأفكار المطروحة في الفيديو المعنون الله نور السموات والأرض ما معنى النور و معنى مشكاة و ما هو المصباح.

الله نور السموات والأرض: معنى النور

أول ما يلفت الانتباه في الآية هو قول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. كلمة النور تحمل معاني متعددة في اللغة العربية، فمنها النور الحسي الذي يدرك بالبصر، وهو الضياء الذي يكشف الأشياء ويظهرها. ولكن النور هنا يتجاوز هذا المعنى المادي المحسوس، ليشمل معنى أعم وأشمل، وهو النور المعنوي الذي يهدي ويرشد ويكشف الحقائق.

فالله سبحانه وتعالى هو نور السموات والأرض، بمعنى أنه منورها ومدبرها، وهو الذي يظهر الحق ويوضحه، ويهدي به عباده إلى طريق الصواب. وقد فسر العلماء النور هنا بمعانٍ مختلفة، منها:

  • المنور: أي أن الله تعالى هو الذي ينير السموات والأرض بنوره، أي يخلق فيهما النور الحسي والمعنوي. فهو خالق الشمس والقمر والنجوم، وهي مصادر النور المادي، وهو أيضاً خالق الهداية والعلم والإيمان، وهي مصادر النور المعنوي.
  • الهادي: أي أن الله تعالى هو الذي يهدي أهل السموات والأرض إلى الحق والخير، فهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب، ليكونوا نورًا يهتدى به.
  • المزين: أي أن الله تعالى هو الذي يزين السموات والأرض بجماله وجلاله، فهو الذي خلق فيهما كل شيء حسن وجميل، يدل على عظمته وقدرته.
  • الكاشف: أي أن الله تعالى هو الذي يكشف الحقائق ويوضحها، ويزيل الظلمات والجهالات، فهو الذي أنزل القرآن الكريم، وهو نور مبين، يكشف الحقائق ويوضحها.

إذًا، النور في الآية ليس مجرد ضياء مادي، بل هو نور إلهي شامل، يشمل النور الحسي والمعنوي، وهو يمثل الهداية والعلم والحق والجمال والجلال. والله تعالى هو مصدر هذا النور، وهو الذي يهدي به من يشاء من عباده.

مثل نوره كمشكاة فيها مصباح: معنى المشكاة

بعد أن بين الله تعالى أنه نور السموات والأرض، ضرب مثلًا لنوره، فقال: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}. والمشكاة في اللغة هي الكوة أو التجويف في الجدار، وهي المكان الذي يوضع فيه المصباح ليحميه من الرياح ويقوي نوره. والمشكاة هنا تمثل قلب المؤمن، الذي استنار بنور الإيمان والهداية.

فالمشكاة هي الحافظة للنور، وهي التي تحميه وتقويه. وكذلك قلب المؤمن هو الحافظ للإيمان والهداية، وهو الذي يحميهما من الشبهات والشهوات، ويقويهما بالذكر والطاعة والعبادة.

وقد ذكر المفسرون معانٍ أخرى للمشكاة، منها:

  • القنديل: وهو الوعاء الزجاجي الذي يوضع فيه المصباح.
  • العمود: وهو العمود الذي يرتكز عليه القنديل.

ولكن المعنى الأرجح هو أنها الكوة أو التجويف في الجدار، لأن هذا المعنى يتناسب مع السياق العام للآية، ويتفق مع المعنى اللغوي للكلمة.

المصباح في زجاجة: معنى المصباح

المصباح هو مصدر النور، وهو الذي يضيء المكان. وفي الآية، يمثل المصباح العلم والإيمان والهداية التي أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه. فالمصباح هو الذي يكشف الظلمات ويوضح الحقائق، وكذلك العلم والإيمان هما اللذان يكشفان الجهل والضلال، ويوضحان طريق الحق والصواب.

وقوله تعالى: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}، أي أن هذا المصباح موضوع في زجاجة، والزجاجة هي وعاء شفاف يحمي المصباح ويقوي نوره. والزجاجة هنا تمثل قلب المؤمن النقي الصافي، الذي لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الأكدار. فالقلب النقي هو الذي يستقبل نور العلم والإيمان، ويحتفظ به، ويشع به على من حوله.

والزجاجة هنا تشبه بالكوكب الدري، أي الكوكب اللامع المتلألئ. وهذا التشبيه يدل على صفاء ونقاء قلب المؤمن، الذي يجعله كالمرآة العاكسة لنور الله تعالى.

يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية: معنى الزيتونة

يقول تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}. هذا الوصف للشجرة المباركة، الزيتونة التي يوقد منها المصباح، يزيد من جمال التشبيه وعمقه. فالزيتونة هي شجرة مباركة، ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وأقسم بها في قوله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}. وهي شجرة معمرة، تعطي ثمارًا طيبة، ويستخرج منها زيت مبارك.

وقوله تعالى: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}، أي أن هذه الزيتونة ليست في مكان يقتصر عليها ضوء الشمس في الصباح أو في المساء فقط، بل هي في مكان تتعرض فيه للشمس طوال النهار، مما يجعل زيتها صافيًا نقيًا، ويكاد يضيء من صفائه ونقائه، حتى قبل أن تمسه النار.

وهذا الوصف للشجرة المباركة يدل على أن مصدر النور الإلهي هو مصدر صافٍ نقي، لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الأكدار. وهو مصدر متاح للجميع، لا يقتصر على فئة معينة من الناس، بل هو متاح لكل من يطلبه ويسعى إليه.

نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء

يقول تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}. هذا التعبير نور على نور يدل على مضاعفة النور وزيادته. فالنور الأول هو نور الفطرة، وهو النور الذي أودعه الله تعالى في قلوب الناس، وهو نور العقل والتمييز بين الحق والباطل. والنور الثاني هو نور الوحي، وهو النور الذي أنزله الله تعالى على رسله وأنبيائه، وهو نور العلم والإيمان والهداية.

فإذا اجتمع نور الفطرة مع نور الوحي، ازداد النور وضاعف، وأصبح الإنسان أكثر قدرة على رؤية الحق واتباعه. وهذا هو معنى قول الله تعالى: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}. فالله تعالى هو الذي يهدي عباده إلى نوره، وهو الذي يوفقهم للاستفادة من نور الفطرة ونور الوحي، وهو الذي يجعل قلوبهم مستعدة لاستقبال هذا النور.

ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم

يختتم الله تعالى الآية بقوله: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. وضرب الأمثال هو أسلوب من أساليب القرآن الكريم، يهدف إلى تقريب المعاني إلى الأذهان، وتوضيح الحقائق للناس. فالله تعالى يضرب الأمثال لكي يفهم الناس كلامه، ويتدبروا معانيه، ويستفيدوا من هدايته.

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، أي أن الله تعالى يعلم كل شيء، ولا يخفى عليه شيء. فهو يعلم ما في قلوب الناس، ويعلم ما يصلحهم، ويعلم كيف يهديهم إلى طريقه. ولذلك، فهو يضرب الأمثال التي تناسب عقولهم وتفكيرهم، والتي تساعدهم على فهم الحق والوصول إليه.

خلاصة القول

آية النور من أعظم آيات القرآن الكريم، وهي تتضمن تشبيهًا بديعًا وعميقًا لعلاقة الله سبحانه وتعالى بالخلق، وهدايته لعباده، ونوره الذي يضيء به قلوب المؤمنين. فالنور هو الهداية والعلم والحق والجمال والجلال، والله تعالى هو مصدر هذا النور، وهو الذي يهدي به من يشاء من عباده.

والمشكاة تمثل قلب المؤمن، الذي استنار بنور الإيمان والهداية، والمصباح يمثل العلم والإيمان والهداية التي أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه، والزجاجة تمثل قلب المؤمن النقي الصافي، الذي لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الأكدار، والزيتونة تمثل مصدر النور الإلهي الصافي النقي، الذي لا تشوبه الشوائب ولا تعكره الأكدار.

فنسأل الله تعالى أن ينور قلوبنا بنوره، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله