Now

لماذا شبههم الله بالأنعام @husseinalkhalil

لماذا شبههم الله بالأنعام: تحليل وتأمل

تناول الشيخ حسين الخليل في فيديو على اليوتيوب بعنوان لماذا شبههم الله بالأنعام موضوعاً محورياً في القرآن الكريم، وهو تشبيه فئة من الناس بالأنعام، بل وأحياناً اعتبارهم أضل سبيلاً. يثير هذا التشبيه تساؤلات عميقة حول طبيعة الإنسان، وقدرته على التعقل والتمييز، وأسباب انحداره إلى مستوى أدنى من الحيوان الذي يمتلك غريزة فطرية تسيره. يتطلب فهم هذا التشبيه الغوص في آيات القرآن الكريم التي تتناوله، واستعراض تفسيرات العلماء والمفكرين، ومحاولة ربط ذلك بواقعنا المعاصر.

الرابط للفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=cZWWh8n4aVY

الآيات القرآنية التي تتناول التشبيه

ورد تشبيه بعض الناس بالأنعام في عدة آيات من القرآن الكريم، من أشهرها قوله تعالى في سورة الأعراف: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179). وفي سورة الفرقان يقول تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44).

توضح هذه الآيات أن التشبيه بالأنعام لا يتعلق بالشكل الخارجي للإنسان، وإنما يتعلق بخصائص معينة يتصف بها هؤلاء الأشخاص. الخصائص التي ذكرتها الآيات هي:

  • عدم الفقه بالقلوب: أي عدم فهم الحقائق والمعاني العميقة، والجمود على الظاهر دون التدبر والتعمق.
  • عدم الإبصار بالعيون: أي عدم رؤية الآيات والدلائل التي تدل على وجود الله ووحدانيته، وعدم اعتبارهم بها.
  • عدم السمع بالآذان: أي عدم الاستماع إلى الحق، وعدم التأثر بالمواعظ والنصائح.

عندما يجتمع لدى الإنسان هذه الصفات الثلاث، يصبح قلبه وعقله حجبًا تحول بينه وبين إدراك الحقائق، فيصبح كالأنعام التي لا تدرك إلا ما يخدم شهواتها وغرائزها. بل إن الآيات تذهب إلى أبعد من ذلك، فتعتبر هؤلاء الأشخاص أضل سبيلاً من الأنعام، لأن الأنعام تسير وفق غريزة فطرية هداها الله إليها، بينما الإنسان لديه عقل وقدرة على التفكير والاختيار، ولكنه يختار أن يعطل هذه القدرات ويتبع هواه.

تفسيرات العلماء للتشبيه

قدم العلماء والمفسرون العديد من التفسيرات لهذا التشبيه القرآني، ومن أهم هذه التفسيرات:

  1. الجمود على المادة: يرى بعض العلماء أن التشبيه بالأنعام يعكس حالة الجمود على المادة، والانغماس في الشهوات والملذات الحسية، وإهمال الجانب الروحي والمعنوي في حياة الإنسان. فالأنعام لا تفكر إلا في الطعام والشراب والمرعى، وكذلك هؤلاء الأشخاص لا يهتمون إلا بإشباع رغباتهم المادية، ولا يفكرون في الآخرة أو في مصيرهم بعد الموت.
  2. اتباع الهوى: يعتبر اتباع الهوى والشهوات من أبرز أسباب الانحدار إلى مستوى الأنعام. فالإنسان الذي يتبع هواه يعطل عقله، ويتجاهل ضميره، ويفعل ما يمليه عليه هواه دون تفكير أو تبصر. وهذا ما تفعله الأنعام، فهي تسير وفق غريزتها دون أي اعتبار للعواقب.
  3. التقليد الأعمى: يرى بعض العلماء أن التشبيه بالأنعام يعكس حالة التقليد الأعمى للآخرين، وعدم القدرة على التفكير النقدي والتمييز بين الحق والباطل. فالأنعام تتبع بعضها البعض دون تفكير، وكذلك هؤلاء الأشخاص يتبعون قادتهم وأهلهم دون أن يسألوا أو يفكروا فيما يفعلون.
  4. الغفلة عن الآخرة: تعتبر الغفلة عن الآخرة من أهم أسباب الانحدار إلى مستوى الأنعام. فالإنسان الذي يغفل عن الآخرة لا يفكر في عواقب أفعاله، ولا يهتم إلا بالحياة الدنيا الفانية. وهذا ما تفعله الأنعام، فهي لا تفكر إلا في الحاضر، ولا تهتم بالمستقبل.
  5. إضاعة الأمانة: الإنسان خليفة الله في الأرض، وقد وهبه الله العقل والقدرة على التفكير والاختيار، وجعله مسؤولاً عن عمارة الأرض وإصلاحها. فإذا أضاع الإنسان هذه الأمانة، وأساء استخدام عقله وقدراته، فقد انحدر إلى مستوى الأنعام التي لا تحمل أي مسؤولية.

لماذا هم أضل سبيلاً؟

تؤكد الآيات القرآنية أن هؤلاء الأشخاص ليسوا فقط كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً منها. يرجع ذلك إلى عدة أسباب:

  1. وجود العقل: الإنسان يمتلك عقلاً يميزه عن الأنعام، وهذا العقل يجعله مسؤولاً عن أفعاله. فإذا استخدم الإنسان عقله في الشر، أو أهمله ولم يستخدمه، فقد ارتكب جريمة أكبر من جريمة الأنعام التي لا تمتلك عقلاً.
  2. وجود الشرع: الإنسان مكلف بالشرع، ومطالب باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه. فإذا خالف الإنسان الشرع، فقد ارتكب معصية أكبر من معصية الأنعام التي لا تعلم شيئاً عن الشرع.
  3. وجود الإرادة الحرة: الإنسان يمتلك إرادة حرة تمكنه من الاختيار بين الخير والشر. فإذا اختار الإنسان الشر، فقد ارتكب خطيئة أكبر من خطيئة الأنعام التي لا تملك إرادة حرة.

بمعنى آخر، فالأنعام معذورة بجهلها وعدم قدرتها على التمييز، بينما الإنسان ليس معذوراً لأنه يمتلك القدرة على التعلم والتفكير والاختيار.

التشبيه بالأنعام في الواقع المعاصر

للأسف، نرى في واقعنا المعاصر أمثلة كثيرة لأشخاص ينطبق عليهم هذا التشبيه القرآني. نجد أشخاصاً منغمسين في الشهوات والملذات الحسية، لا يفكرون إلا في إشباع رغباتهم المادية، ولا يهتمون بالقيم والأخلاق. ونجد أشخاصاً يتبعون أهواءهم وشهواتهم دون تفكير أو تبصر، ويقعون في المعاصي والذنوب دون أدنى شعور بالندم. ونجد أشخاصاً يقلدون الآخرين تقليداً أعمى، ويتبعون قادتهم وأهلهم دون أن يسألوا أو يفكروا فيما يفعلون. ونجد أشخاصاً غافلين عن الآخرة، لا يفكرون إلا في الحياة الدنيا الفانية، ولا يهتمون بمصيرهم بعد الموت.

إن هذه الظواهر تدل على أننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا، وإلى إعادة النظر في قيمنا وأولوياتنا. يجب علينا أن نستخدم عقولنا في التفكير والتدبر، وأن نتبع الشرع في أقوالنا وأفعالنا، وأن نختار الخير على الشر، وأن نعتبر بالآخرة، وأن نعمل من أجلها. فإذا فعلنا ذلك، ابتعدنا عن صفات الأنعام، وارتقينا إلى مستوى الإنسان الذي كرمه الله وفضله على كثير من خلقه.

الخلاصة

إن التشبيه بالأنعام في القرآن الكريم ليس تشبيهاً ظاهرياً، وإنما هو تشبيه معنوي يتعلق بصفات معينة يتصف بها بعض الناس. هذه الصفات هي: عدم الفقه بالقلوب، وعدم الإبصار بالعيون، وعدم السمع بالآذان، واتباع الهوى، والتقليد الأعمى، والغفلة عن الآخرة، وإضاعة الأمانة. إن هؤلاء الأشخاص هم أضل سبيلاً من الأنعام، لأنهم يمتلكون العقل والشرع والإرادة الحرة، ولكنهم لا يستخدمونها في الخير. يجب علينا أن نبتعد عن هذه الصفات، وأن نستخدم عقولنا في التفكير والتدبر، وأن نتبع الشرع في أقوالنا وأفعالنا، وأن نختار الخير على الشر، وأن نعتبر بالآخرة، وأن نعمل من أجلها.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله