أمريكا وإيران.. تعقيدات الملف النووي تخيم على جولة المفاوضات المرتقبة في روما

يشكل الملف النووي الإيراني محورًا أساسيًا في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ملف يظل يلقي بظلاله الثقيلة على أي حوار أو مفاوضات محتملة بين البلدين. ومع قرب جولة المفاوضات المرتقبة في روما، تزداد التساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف الشائك.

تتسم المفاوضات بين أمريكا وإيران بالتعقيد الشديد، حيث تتبنى كل دولة مواقف متباينة ومطالب محددة. من جهة، تطالب الولايات المتحدة إيران بالعودة الكاملة إلى الامتثال ببنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن لاحقًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وتشمل هذه المطالب تقييد برنامج إيران النووي وخضوع منشآتها للتفتيش الدقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

من جهة أخرى، تصر إيران على رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وتعتبر ذلك شرطًا أساسيًا للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق. كما تطالب إيران بضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق في المستقبل.

تتفاقم هذه التعقيدات بسبب التطورات المتسارعة في البرنامج النووي الإيراني، حيث تتهم طهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى من المسموح بها في الاتفاق النووي، وتطوير أجهزة طرد مركزي متطورة. وتثير هذه التطورات قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن إمكانية امتلاك إيران لقدرات نووية.

إضافة إلى ذلك، تتأثر المفاوضات بالعلاقات الإقليمية المتوترة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حيث تتهم واشنطن طهران بدعم جماعات مسلحة في دول مختلفة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار. وتعتبر الولايات المتحدة أن سلوك إيران الإقليمي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

في ظل هذه التعقيدات والتحديات، يظل مستقبل المفاوضات بين أمريكا وإيران غير واضح. ومع ذلك، فإن استمرار الحوار والتفاوض يمثل ضرورة حتمية لتجنب التصعيد وتخفيف التوتر في المنطقة. ويتطلب تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف إبداء المرونة من الطرفين، والتركيز على إيجاد حلول وسطى تلبي مصالح الطرفين وتحافظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

تبقى جولة المفاوضات المرتقبة في روما فرصة حاسمة لإحياء الآمال في التوصل إلى حل للأزمة النووية الإيرانية، وتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.