قراءة عسكرية.. لماذا اختار الجيش الإسرائيلي الإعلان عن اكتشاف نفق القسام العملاق الآن؟

يثير الإعلان الإسرائيلي عن اكتشاف نفق كبير تابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تساؤلات عديدة حول التوقيت والأهداف الكامنة وراء هذا الإعلان. فالجيش الإسرائيلي، بطبيعة الحال، لا يكشف عن معلومات استخباراتية حساسة كهذه دون وجود أهداف استراتيجية أو تكتيكية يسعى لتحقيقها.

التوقيت: دلالات متعددة

قد يكون التوقيت مرتبطًا بعدة عوامل. أولاً، قد يكون الجيش الإسرائيلي يسعى إلى رفع معنويات جنوده والرأي العام الإسرائيلي بعد فترة من التوتر المتصاعد في الضفة الغربية. كما أن هذا الإعلان قد يهدف إلى إظهار القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية الإسرائيلية، وإرسال رسالة ردع قوية إلى حماس وباقي الفصائل الفلسطينية.

ثانياً، لا يمكن استبعاد أن يكون الإعلان عن النفق مرتبطًا بمفاوضات غير مباشرة محتملة حول تبادل الأسرى أو التهدئة في غزة. فالإعلان عن هذا الاكتشاف قد يكون ورقة ضغط إسرائيلية لتعزيز موقفها التفاوضي.

ثالثاً، قد يكون هذا الإعلان يهدف إلى تبرير أي تصعيد عسكري محتمل في قطاع غزة. فإظهار حجم التهديد الذي تمثله الأنفاق قد يمنح إسرائيل ذريعة لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق تحت ذريعة حماية أمنها القومي.

الأهداف العسكرية والاستخباراتية

من الناحية العسكرية، يهدف الإعلان إلى إضعاف القدرات العسكرية لحماس، وإظهار أن الجيش الإسرائيلي قادر على اختراق شبكة الأنفاق المعقدة التي بنتها الحركة. كما يهدف إلى إجبار حماس على إعادة التفكير في استراتيجيتها العسكرية، وربما تغيير تكتيكاتها في المواجهات المستقبلية.

من الناحية الاستخباراتية، يهدف الإعلان إلى جمع معلومات استخباراتية إضافية حول شبكة الأنفاق، بما في ذلك حجمها وامتدادها وطرق الوصول إليها. كما يهدف إلى تحديد هوية المسؤولين عن بناء وتشغيل هذه الأنفاق.

الخلاصة

يبقى الإعلان الإسرائيلي عن اكتشاف نفق القسام العملاق بمثابة رسالة متعددة الأوجه. فبالإضافة إلى الأهداف العسكرية والاستخباراتية المباشرة، يحمل الإعلان دلالات سياسية وإعلامية تهدف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية لإسرائيل على المدى القصير والطويل. يبقى السؤال المطروح هو: كيف سترد حماس على هذا الإعلان، وما هي تداعياته المحتملة على الوضع في قطاع غزة؟