Now

الباحث أسامة أبو رشيد للتلفزيون العربي أميركا تُقدم لنتنياهو كل شيء لمواصلة الحرب على غزة

تحليل مقابلة الباحث أسامة أبو رشيد: أميركا تُقدم لنتنياهو كل شيء لمواصلة الحرب على غزة

شهدت منصة اليوتيوب انتشاراً واسعاً لمقطع فيديو يضم مقابلة مع الباحث أسامة أبو رشيد على شاشة التلفزيون العربي أميركا، يتناول فيها بعمق الدور الأمريكي في دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأثير هذا الدعم على استمرار الحرب في قطاع غزة. يُقدم أبو رشيد في هذه المقابلة تحليلاً مفصلاً للسياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، وكيف أنها تُترجم إلى دعم غير محدود لنتنياهو في قراراته العسكرية والسياسية، مما يُعيق فرص التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

يهدف هذا المقال إلى تحليل أبرز النقاط التي أثارها الباحث أسامة أبو رشيد في المقابلة، وتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للدعم الأمريكي لإسرائيل، مع التركيز على تأثيره على الوضع الإنساني المتدهور في غزة، و مستقبل السلام في المنطقة. كما سنستعرض بعض الانتقادات الموجهة للسياسة الأمريكية، و وجهات النظر المتباينة حول دورها كوسيط نزيه في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

جوهر التحليل: دعم أمريكي غير محدود لنتنياهو

يبدأ أبو رشيد تحليله بالتأكيد على أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس مجرد دعم عسكري واقتصادي، بل هو دعم سياسي واستراتيجي شامل يمنح نتنياهو غطاءً دولياً لمواصلة سياساته المتطرفة تجاه الفلسطينيين. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تقدم لنتنياهو كل ما يطلبه، سواء على صعيد المساعدات العسكرية الضخمة، أو على صعيد الدعم السياسي في المحافل الدولية، وخاصةً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بشكل متكرر لحماية إسرائيل من أي قرارات قد تدين ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويوضح أبو رشيد أن هذا الدعم غير المشروط يُشجع نتنياهو على تجاهل المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، والانخراط في مفاوضات جادة تهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم. ويرى أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في استمرار الحرب في غزة، لأنها تمنح نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة عملياته العسكرية، دون أن تفرض عليه أي قيود أو شروط.

الأبعاد المختلفة للدعم الأمريكي لإسرائيل

يسلط أبو رشيد الضوء على الأبعاد المختلفة للدعم الأمريكي لإسرائيل، والتي تتجاوز مجرد المساعدات العسكرية والاقتصادية المباشرة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تلعب دوراً حاسماً في تلميع صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي، من خلال التركيز على سرديات معينة تتجاهل معاناة الفلسطينيين، وتبرر الممارسات الإسرائيلية القمعية. كما أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على الدول الأخرى لكي تتبنى مواقف مؤيدة لإسرائيل، وتتجنب انتقاد سياساتها تجاه الفلسطينيين.

ويؤكد أبو رشيد أن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها السياسي والاقتصادي الهائل لخدمة مصالح إسرائيل، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها الخاصة، أو على حساب الاستقرار الإقليمي. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفاً استراتيجياً رئيسياً في المنطقة، وتسعى جاهدة للحفاظ على تفوقها العسكري والاقتصادي، حتى لو كان ذلك يعني استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تأثير الدعم الأمريكي على الوضع الإنساني في غزة

يشدد أبو رشيد على أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل له تأثير مدمر على الوضع الإنساني في قطاع غزة. ويشير إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، والذي تدعمه الولايات المتحدة بشكل كامل، تسبب في تدهور كبير في الأوضاع المعيشية للسكان، ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والوقود. ويضيف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على غزة، والتي تتم بدعم أمريكي، تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير البنية التحتية المدنية.

ويرى أبو رشيد أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن الوضع الإنساني المتردي في غزة، لأنها تدعم إسرائيل في ممارساتها التي تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتتسبب في معاناة هائلة للمدنيين الفلسطينيين. ويدعو الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.

مستقبل السلام في المنطقة

يختتم أبو رشيد تحليله بالتعبير عن تشاؤمه بشأن مستقبل السلام في المنطقة، في ظل استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل. ويرى أن هذا الدعم يُعيق أي فرصة حقيقية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ويُشجع إسرائيل على مواصلة سياساتها الاستيطانية والتوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويؤكد أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عندما تتوقف الولايات المتحدة عن دعم إسرائيل بشكل أعمى، وتبدأ في تبني سياسة أكثر توازناً وإنصافاً تجاه الطرفين.

ويشدد أبو رشيد على أن السلام الدائم في المنطقة يتطلب اعترافاً بحقوق الفلسطينيين المشروعة، وعلى رأسها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ويرى أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دوراً إيجابياً في تحقيق هذا الهدف، من خلال ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

انتقادات موجهة للسياسة الأمريكية

يواجه الدعم الأمريكي لإسرائيل انتقادات واسعة من مختلف الجهات، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، وبعض الدول، وقطاعات من الرأي العام العالمي. ويرى المنتقدون أن هذا الدعم يُشجع إسرائيل على انتهاك القانون الدولي، والإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أنهم يرون أن هذا الدعم يُعيق جهود السلام، ويُساهم في استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويتهم المنتقدون الولايات المتحدة بالتحيز لإسرائيل، وعدم الحياد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويرون أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. كما أنهم ينتقدون استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي قرارات قد تدين ممارساتها.

وجهات نظر متباينة حول الدور الأمريكي

توجد وجهات نظر متباينة حول الدور الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبينما يرى البعض أن الولايات المتحدة تلعب دوراً سلبياً، وتدعم إسرائيل بشكل أعمى، يرى البعض الآخر أنها تلعب دوراً إيجابياً، وتسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ويرى هؤلاء أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغوط على الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى اتفاق سلام.

ويؤكد هؤلاء أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل مساعدات كبيرة، ولكنها أيضاً تمارس ضغوطاً عليها في بعض الأحيان لتقديم تنازلات للفلسطينيين. ويرون أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، ويعتبرون أن هذا الحل هو الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل.

خلاصة

تُظهر مقابلة الباحث أسامة أبو رشيد بوضوح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصةً في ظل قيادة نتنياهو، يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. إن الدعم غير المشروط، سواء كان عسكرياً أو سياسياً، يمنح نتنياهو القوة لمواصلة سياساته التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين وتعمق الأزمة الإنسانية في غزة. يبقى السؤال: هل ستعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها تجاه إسرائيل، وتتبنى موقفاً أكثر توازناً وإنصافاً، أم ستستمر في دعم نتنياهو، مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والمعاناة؟ الجواب على هذا السؤال سيحدد مستقبل السلام في المنطقة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا