واشنطن بوست: الشكوك في استمرار الحرب على غزة تظل قائمة حتى وإن حصل اتفاق بين إسرائيل وحماس

يثير تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تساؤلات جوهرية حول مستقبل الصراع في غزة، حتى في حال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس. يركز التقرير على أن وقف إطلاق النار المحتمل قد لا يمثل نهاية حقيقية للحرب، بل قد يكون مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة أخرى من التصعيد.

تستند الصحيفة في تحليلها إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، هناك الشكوك العميقة لدى كلا الطرفين، إسرائيل وحماس، في نوايا الطرف الآخر. إسرائيل، على وجه الخصوص، قد لا تثق تماماً في قدرة حماس على منع الجماعات المسلحة الأخرى في غزة من استهدافها، كما أنها قد تحتفظ بحقها في الرد على أي هجمات مستقبلية، مهما كانت محدودة.

ثانياً، تظل القضايا الأساسية التي أدت إلى اندلاع الحرب دون حل. فالحصار الإسرائيلي على غزة، والذي تعتبره حماس غير مقبول، لا يزال قائماً. كما أن مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس يظل نقطة خلاف رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدمار الهائل الذي لحق بغزة، والبطالة المتفشية، واليأس المتزايد بين السكان، كلها عوامل قد تغذي العنف المستقبلي.

ثالثاً، هناك ضغوط داخلية على كلا الطرفين قد تعرقل أي اتفاق طويل الأمد. ففي إسرائيل، تواجه الحكومة ائتلافاً هشا قد ينهار إذا شعرت بعض الأحزاب بأن الاتفاق المقترح يمثل تنازلاً كبيراً لحماس. وفي غزة، قد تواجه حماس تحديات من الفصائل المتشددة الأخرى التي قد تسعى إلى تقويض أي اتفاق مع إسرائيل.

وبناءً على هذه العوامل، يخلص التقرير إلى أن الشكوك في استدامة أي وقف لإطلاق النار تظل قائمة. ويشير إلى أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد اتفاق بين إسرائيل وحماس لإنهاء الصراع في غزة. بل يتطلب معالجة جذرية للقضايا الأساسية التي تغذي العنف، وبناء ثقة متبادلة بين الطرفين، وتوفير أفق سياسي واقتصادي لسكان غزة.

يبقى أن نرى ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الحالية ستنجح في تحقيق ذلك. ولكن، حتى في حال التوصل إلى اتفاق، فإن التحديات التي تواجه السلام الدائم في غزة تظل هائلة.