مظاهرة في محيط مبنى السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية للتنديد بالحرب المستمرة على غزة
مظاهرة في محيط مبنى السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية للتنديد بالحرب المستمرة على غزة: صرخة أردنية مدوية في وجه العدوان
يُعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أقدم وأكثر القضايا تعقيدًا في منطقة الشرق الأوسط. ومع تصاعد وتيرة العنف في قطاع غزة، وتزايد الخسائر البشرية والمادية، تتجدد موجات الغضب والاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في الدول العربية التي تربطها بفلسطين وشعبها علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية عميقة. ومن بين هذه الدول، تبرز المملكة الأردنية الهاشمية، التي لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، وشاهدة على العديد من التحركات الشعبية والسياسية المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل.
في خضم الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، وبالتحديد في أعقاب تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، شهدت العاصمة الأردنية عمان مظاهرة حاشدة في محيط مبنى السفارة الإسرائيلية. هذه المظاهرة، التي تم توثيقها في مقطع فيديو منشور على موقع يوتيوب (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=9OAx2jTFK_0)، تعكس حجم الغضب والاستياء الشعبي الأردني من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وتؤكد على التزام الأردن الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
تفاصيل المظاهرة: صرخة مدوية ضد الظلم
يُظهر الفيديو حشودًا غفيرة من المتظاهرين الأردنيين، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، وهم يتجمعون بالقرب من مبنى السفارة الإسرائيلية. يرفعون الأعلام الفلسطينية والأردنية، ويحملون لافتات وشعارات تدين العدوان الإسرائيلي على غزة، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع. تتخلل هذه اللافتات صورًا مؤثرة للضحايا المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي.
يهتف المتظاهرون بشعارات قوية ومؤثرة، تعبر عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، وتندد بالصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة. من بين هذه الشعارات: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، وغزة لن تركع، ويا عرب وين النخوة، غزة بتنزف دم، وتسقط تسقط إسرائيل. تعكس هذه الهتافات حجم الألم والغضب الذي يشعر به الأردنيون تجاه ما يحدث في غزة، وتعبر عن إيمانهم الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية.
لم تقتصر المظاهرة على الهتافات والشعارات، بل شهدت أيضًا إلقاء كلمات وخطابات من قبل نشطاء سياسيين وشخصيات عامة، أكدوا فيها على ضرورة استمرار الضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين الفلسطينيين. دعوا إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة.
تميزت المظاهرة بالسلمية والتنظيم، حيث حرص المتظاهرون على الالتزام بالقانون والنظام، وتجنب أي أعمال عنف أو تخريب. كان هناك تواجد أمني مكثف في محيط المظاهرة، لكنه لم يتدخل إلا للحفاظ على الأمن ومنع حدوث أي تجاوزات.
دلالات المظاهرة: رسائل قوية إلى الداخل والخارج
تحمل هذه المظاهرة دلالات ورسائل قوية، سواء على المستوى الداخلي الأردني أو على المستوى الإقليمي والدولي. فهي تعكس:
- التضامن الشعبي الأردني القوي مع الشعب الفلسطيني: تؤكد المظاهرة على أن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الشعب الأردني، وأن الأردنيين يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
- رفض السياسات الإسرائيلية العدوانية: تعبر المظاهرة عن رفض الأردنيين القاطع للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وخاصة العدوان المتكرر على قطاع غزة، والاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ومحاولات تهويد القدس.
- المطالبة بدور أردني أكثر فاعلية في دعم القضية الفلسطينية: تدعو المظاهرة الحكومة الأردنية إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة وحزمًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية.
- إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي: تهدف المظاهرة إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ما يجري في غزة، والمطالبة بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، والضغط على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
أثر المظاهرة: صوت الشعب يجب أن يُسمع
قد لا تؤدي هذه المظاهرة بمفردها إلى تغيير جذري في السياسات الإسرائيلية أو في موقف المجتمع الدولي، ولكنها بالتأكيد تساهم في رفع الوعي بالقضية الفلسطينية، وتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، والضغط على صناع القرار لاتخاذ مواقف أكثر مسؤولية وإنصافًا. المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، مثل تلك التي شهدتها عمان، هي تعبير عن صوت الشعب، وهو صوت يجب أن يُسمع ويؤخذ بعين الاعتبار.
إن استمرار هذه المظاهرات والتحركات الشعبية، بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، يمكن أن يساهم في خلق رأي عام دولي ضاغط على إسرائيل، ويجبرها على التراجع عن سياساتها العدوانية، والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إن القضية الفلسطينية ستبقى حية في قلوب الأردنيين، وسوف يستمرون في التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بكل الوسائل السلمية والمتاحة، حتى يتحقق السلام العادل والشامل، وتزول آخر بؤر الاحتلال والاستيطان في فلسطين.
تبقى هذه المظاهرة، كما وثقها الفيديو المنشور على يوتيوب، شاهدًا حيًا على نبض الشارع الأردني، وعمق ارتباطه بالقضية الفلسطينية، ورغبته الصادقة في رؤية السلام والعدل يسودان في المنطقة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة