الدعم الجوي الروسي لسوريا ما المكاسب التي يسعى بوتين لتحقيقها
الدعم الجوي الروسي لسوريا: ما المكاسب التي يسعى بوتين لتحقيقها؟
يحاول هذا المقال استعراض وتحليل الدوافع والمكاسب المحتملة التي يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيقها من خلال التدخل العسكري الروسي في سوريا، وتحديدًا عبر الدعم الجوي الذي تقدمه موسكو لقوات النظام السوري. يستند التحليل بشكل رئيسي إلى المعلومات المطروحة في فيديو اليوتيوب المعنون الدعم الجوي الروسي لسوريا.. ما المكاسب التي يسعى بوتين لتحقيقها؟.
حماية المصالح الروسية الاستراتيجية
أحد الأهداف الرئيسية لبوتين، كما يوضح الفيديو، هو حماية المصالح الروسية الاستراتيجية في المنطقة. سوريا تعتبر حليفًا قديمًا لروسيا، وتستضيف قاعدة طرطوس البحرية، وهي المنفذ البحري الوحيد لروسيا على البحر الأبيض المتوسط. سقوط النظام السوري كان سيعني فقدان هذه القاعدة ذات الأهمية الجيوسياسية الكبيرة.
مكافحة الإرهاب (وفق الرؤية الروسية)
يروج الكرملين لفكرة أن تدخله في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب. وبينما يرى البعض في هذا التبرير ذريعة لتحقيق أهداف أخرى، إلا أن روسيا تعتبر الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري، بما في ذلك تلك المدعومة من الغرب، جماعات إرهابية. من خلال دعم النظام السوري، تسعى روسيا إلى إضعاف هذه الجماعات ومنع عودتهم إلى روسيا أو مناطق نفوذها.
تعزيز النفوذ الروسي على الساحة الدولية
الهدف الثالث والأكثر وضوحًا هو تعزيز النفوذ الروسي على الساحة الدولية. التدخل في سوريا أظهر للعالم أن روسيا قوة لا يستهان بها، وأنها قادرة على التدخل عسكريًا في مناطق الصراع لحماية مصالحها وحلفائها. هذا التدخل سمح لروسيا بالجلوس على طاولة المفاوضات كلاعب أساسي في حل الأزمة السورية، بل وفي العديد من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى.
اختبار الأسلحة الروسية
يشير الفيديو أيضًا إلى أن سوريا أصبحت ساحة لاختبار الأسلحة الروسية الحديثة في ظروف قتالية حقيقية. هذا الاختبار يتيح لروسيا تقييم أداء أسلحتها وتحديد نقاط الضعف والقوة، مما يساعدها على تطويرها وتحسينها. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا الاختبار بمثابة دعاية مجانية للأسلحة الروسية، مما يزيد من فرص بيعها في الأسواق العالمية.
خلاصة
بشكل عام، يمكن القول أن الدعم الجوي الروسي لسوريا يهدف إلى تحقيق مجموعة من المكاسب المتداخلة، بما في ذلك حماية المصالح الاستراتيجية، ومكافحة الإرهاب (وفقًا للرؤية الروسية)، وتعزيز النفوذ الروسي على الساحة الدولية، واختبار الأسلحة الروسية. هذه المكاسب، رغم تكلفتها الباهظة، تعتبر حيوية لبوتين في سعيه لإعادة روسيا إلى مكانتها كقوة عظمى مؤثرة في النظام العالمي.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة