إيران والولايات المتحدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدخل على خط التفاوض وطهران تطالبها بالحياد
إيران والولايات المتحدة.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدخل على خط التفاوض وطهران تطالبها بالحياد
يشهد الملف النووي الإيراني تصعيداً ملحوظاً مع دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خط التفاوض بين إيران والولايات المتحدة. يأتي هذا التدخل في ظل جمود مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
تهدف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصفتها هيئة رقابية دولية، إلى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني. وتسعى الوكالة إلى استئناف عمليات التفتيش والتحقق الكاملة، التي تعطلت جزئياً بسبب قرارات إيرانية رداً على العقوبات الأمريكية.
في المقابل، تطالب إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحياد التام والابتعاد عن الضغوط السياسية التي تمارسها بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وتتهم طهران الوكالة بالانحياز إلى المواقف الأمريكية في بعض القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتشدد على ضرورة أن تعتمد الوكالة على الحقائق الفنية والتقنية فقط في تقييم البرنامج النووي الإيراني.
يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتتبادل إيران والولايات المتحدة الاتهامات بشأن زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما يتزامن مع تقارير متزايدة تشير إلى تقدم البرنامج النووي الإيراني، وتجاوز بعض القيود التي فرضها الاتفاق النووي.
يعتبر دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية حاسماً في هذه المرحلة. فمن ناحية، يمكن للوكالة أن تلعب دوراً في بناء الثقة بين إيران والولايات المتحدة، وتسهيل العودة إلى المفاوضات. ومن ناحية أخرى، فإن حيادية الوكالة واستقلاليتها ضروريان للحفاظ على مصداقيتها، وضمان فعالية عمليات الرقابة والتحقق.
يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تحقيق التوازن المطلوب بين مطالب إيران والولايات المتحدة؟ وهل سيؤدي تدخلها إلى إحياء المفاوضات النووية، أم سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والجمود؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد مستقبل الملف النووي الإيراني، والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.
مقالات مرتبطة