Now

نظام بشار الأسد من الوصول إلى السلطة صدفة إلى نهاية حكم استمر نحو عشرين سنة

نظام بشار الأسد: من الوصول إلى السلطة صدفة إلى نهاية حكم استمر نحو عشرين سنة

يستعرض هذا المقال، مستلهماً من فيديو اليوتيوب المعنون نظام بشار الأسد: من الوصول إلى السلطة صدفة إلى نهاية حكم استمر نحو عشرين سنة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=TKe_WuEVaBA)، مسيرة صعود بشار الأسد إلى السلطة في سوريا، وكيف تحولت هذه الصدفة الظاهرية إلى حكم دام عقدين من الزمن، وما هي العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في ذلك، وما هي التحديات التي واجهته، والسيناريوهات المحتملة لنهاية هذا الحكم.

الصدفة التي غيرت مسار التاريخ

لم يكن بشار الأسد، الذي ولد في عام 1965، مهيئاً لتولي السلطة في سوريا. كان الشقيق الأكبر، باسل الأسد، هو الوريث الذي أعده والده، حافظ الأسد، بعناية فائقة لخلافته في الحكم. كان باسل شخصية كاريزماتية تحظى بشعبية واسعة في الأوساط العسكرية والمدنية، وقد تم ترسيخه كخليفة محتمل من خلال المناصب القيادية والظهور الإعلامي المكثف. كان بشار، على النقيض من ذلك، طبيباً متخصصاً في طب العيون، يعيش حياة هادئة نسبياً في لندن، بعيداً عن صخب السياسة وصراعات السلطة.

لكن حادثاً مأساوياً في عام 1994، أدى إلى تغيير مسار التاريخ السوري بشكل جذري. فقد لقي باسل الأسد مصرعه في حادث سير مروع، مما وضع حافظ الأسد في مأزق حقيقي. لم يكن لديه وريث جاهز، وكان عليه أن يتخذ قراراً صعباً ومصيرياً بسرعة. وقع الاختيار على بشار، الذي استُدعي على الفور من لندن، وخضع لبرنامج مكثف للتأهيل السياسي والعسكري، استعداداً لتولي مهام القيادة.

هنا تظهر الصدفة بشكل جلي. فلو لم يمت باسل، لما كان بشار الأسد رئيساً لسوريا. ولكن القدر لعب دوره، ووجد بشار نفسه فجأة في دائرة الضوء، محملاً بمسؤولية قيادة بلد يواجه تحديات داخلية وخارجية هائلة.

التركة الثقيلة لحافظ الأسد

تولى بشار الأسد السلطة في عام 2000، بعد وفاة والده، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لمدة ثلاثة عقود. ورث بشار نظاماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً معقداً، مليئاً بالتناقضات والتحديات. كان نظام حافظ الأسد نظاماً سلطوياً مركزياً، يعتمد على حزب البعث الحاكم والأجهزة الأمنية القوية. كان الاقتصاد السوري اقتصاداً اشتراكياً موجهاً، يعاني من الركود والفساد. كانت سوريا أيضاً منخرطة في صراعات إقليمية معقدة، أبرزها الصراع مع إسرائيل حول الجولان المحتل.

أدرك بشار الأسد، في بداية حكمه، الحاجة إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، من أجل تحديث سوريا وتعزيز استقرارها. أطلق ما عُرف بـ ربيع دمشق، وهي فترة قصيرة من الانفتاح السياسي النسبي، سمحت بظهور منتديات ثقافية وسياسية، وتزايد حرية التعبير. لكن هذا الانفتاح لم يدم طويلاً، حيث سرعان ما اصطدم بمعارضة قوية من قبل الحرس القديم في النظام، الذي تخوف من فقدان امتيازاته وسلطته. توقف ربيع دمشق بشكل تدريجي، وعادت الأجهزة الأمنية إلى فرض سيطرتها، وقُمعت الحريات بشكل متزايد.

عوامل الاستمرار في السلطة

على الرغم من التحديات الهائلة التي واجهها بشار الأسد، إلا أنه تمكن من البقاء في السلطة لمدة عقدين من الزمن. يعزى ذلك إلى عدة عوامل، منها:

  • صلابة النظام الأمني: حافظ النظام الأمني السوري، الذي بناه حافظ الأسد، على تماسكه وقوته، وتمكن من قمع أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو تحدي السلطة.
  • الدعم الخارجي: تلقى نظام الأسد دعماً قوياً من قبل حلفائه الإقليميين والدوليين، وخاصة إيران وروسيا، اللذين قدموا له المساعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية، وساهموا في بقائه في السلطة خلال الحرب الأهلية السورية.
  • ضعف المعارضة: انقسمت المعارضة السورية إلى فصائل متناحرة، وفشلت في تقديم بديل موحد وقابل للتطبيق للنظام، مما أضعف موقفها أمام الرأي العام الدولي والمحلي.
  • الاستفادة من الطائفية: استغل النظام السوري الانقسامات الطائفية في المجتمع، وقدم نفسه كحام للأقليات، مما ساعده على حشد الدعم من بعض الفئات الاجتماعية.
  • غياب التدخل الدولي الحاسم: على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة النطاق للنظام السوري، إلا أن المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات حاسمة لإسقاطه، مما سمح له بالبقاء في السلطة.

الحرب الأهلية السورية

في عام 2011، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق في سوريا، ضمن ما عُرف بـ الربيع العربي، مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وحريات. قوبلت هذه الاحتجاجات بقمع عنيف من قبل قوات الأمن، مما أدى إلى تصاعد التوتر وتحول الاحتجاجات السلمية إلى نزاع مسلح. تطورت الأزمة السورية إلى حرب أهلية مدمرة، شاركت فيها قوى إقليمية ودولية متعددة.

خلفت الحرب الأهلية السورية مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، وشردت الملايين من السوريين داخل وخارج البلاد. دمرت الحرب البنية التحتية السورية، وعطلت الاقتصاد، وأدت إلى تفاقم الانقسامات الطائفية والاجتماعية. أصبحت سوريا ساحة صراع بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية متنافسة، مما زاد من تعقيد الأزمة وصعوبة حلها.

نهاية الحكم؟

بعد عقد من الحرب الأهلية، لا يزال بشار الأسد في السلطة، ولكن نظامه أضعف بكثير مما كان عليه قبل عام 2011. فقد النظام السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، ويعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي من حلفائه. يعاني الاقتصاد السوري من أزمة حادة، ويعيش معظم السكان في فقر مدقع. تواجه سوريا تحديات هائلة في إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية ومعالجة آثار الحرب.

لا تزال نهاية حكم بشار الأسد غير واضحة. هناك عدة سيناريوهات محتملة، منها:

  • بقاء الأسد في السلطة بدعم من حلفائه: قد يتمكن الأسد من البقاء في السلطة لفترة أطول، بدعم من إيران وروسيا، ولكن مع بقاء سوريا في حالة من عدم الاستقرار والهشاشة.
  • تسوية سياسية برعاية دولية: قد يتم التوصل إلى تسوية سياسية برعاية دولية، تؤدي إلى انتقال سياسي تدريجي، مع بقاء الأسد في السلطة لفترة انتقالية، أو تنحيه عن السلطة مقابل ضمانات له ولعائلته.
  • انهيار النظام: قد ينهار النظام السوري في نهاية المطاف، نتيجة للضغوط الداخلية والخارجية، مما يؤدي إلى فوضى واقتتال داخلي، وتقسيم البلاد.

يبقى المستقبل السوري مجهولاً، ولكنه بالتأكيد سيكون مختلفاً عما كان عليه قبل عام 2011. الحرب الأهلية غيرت سوريا إلى الأبد، وتركت جروحاً عميقة في المجتمع، لن تلتئم بسهولة. بغض النظر عن السيناريو الذي سيحدث، فإن سوريا بحاجة إلى مصالحة وطنية شاملة، وإعادة إعمار شاملة، ونظام سياسي جديد يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق العدالة والمساواة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا