الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لتسهيل الاقتحامات ماذا يحدث في القدس
الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لتسهيل الاقتحامات: ماذا يحدث في القدس؟
يشكل المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورمزه الديني والوطني الأبرز. لطالما كان الحرم القدسي الشريف مسرحًا لأحداث جسام، وشاهدًا على محاولات متكررة لتقويض مكانته الإسلامية والعربية، وفرض واقع جديد يخدم الأجندة الإسرائيلية. الفيديو المعروض على اليوتيوب تحت عنوان الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لتسهيل الاقتحامات: ماذا يحدث في القدس؟ (https://www.youtube.com/watch?v=R_jQO0DBmbw) يسلط الضوء على جانب خطير من هذه المحاولات، ألا وهو التحويل التدريجي للمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، بهدف تسهيل الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وتقويض حرية العبادة للمسلمين.
إن تحويل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لا يتم بشكل مفاجئ أو معلن، بل هو عملية تدريجية تتضمن سلسلة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على الحرم القدسي الشريف، وتقييد حركة المصلين، وتغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني للمكان. من بين هذه الإجراءات والسياسات:
- تكثيف الوجود العسكري: يتجلى ذلك في الانتشار المكثف للقوات الإسرائيلية، بما في ذلك قوات الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة، داخل المسجد الأقصى وساحاته. هذه القوات مدججة بالسلاح، وتقوم بدوريات منتظمة، وتتمركز في نقاط استراتيجية، مما يخلق أجواء من الترهيب والخوف لدى المصلين.
- نصب الحواجز والتفتيشات: تقوم القوات الإسرائيلية بنصب حواجز عسكرية على مداخل المسجد الأقصى، وتفرض تفتيشات دقيقة على المصلين، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن. هذه التفتيشات غالباً ما تكون مهينة وتستغرق وقتاً طويلاً، وتهدف إلى عرقلة دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وتقليل أعدادهم.
- تركيب كاميرات المراقبة وأجهزة الكشف عن المعادن: قامت السلطات الإسرائيلية بتركيب شبكة واسعة من كاميرات المراقبة وأجهزة الكشف عن المعادن في المسجد الأقصى وساحاته. هذه الكاميرات والأجهزة تستخدم لمراقبة حركة المصلين، وتسجيل أفعالهم، وتحديد هوياتهم. يعتبر هذا الإجراء انتهاكاً للخصوصية، وتدخلاً سافراً في الشؤون الدينية.
- فرض القيود على دخول المصلين: تفرض السلطات الإسرائيلية قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وخاصة خلال الأعياد والمناسبات الدينية. هذه القيود تتضمن تحديد أعداد المصلين المسموح لهم بالدخول، ومنع دخول بعض الفئات العمرية، وإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل في بعض الأحيان.
- تسهيل اقتحامات المستوطنين: تقوم القوات الإسرائيلية بتسهيل اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى، وتوفير الحماية لهم، وتأمين مساراتهم. هذه الاقتحامات غالباً ما تكون استفزازية، وتتضمن ممارسات دينية يهودية، وشعارات عنصرية، وإهانات للمسلمين.
- الاعتقالات التعسفية: تقوم القوات الإسرائيلية باعتقال المصلين بشكل تعسفي، وخاصة الشباب، بتهم ملفقة، مثل التحريض على العنف، أو إلقاء الحجارة. هذه الاعتقالات تهدف إلى ترهيب المصلين، وثنيهم عن الدفاع عن المسجد الأقصى.
- الاعتداء على المصلين: تقوم القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المصلين بالضرب والركل والرصاص المطاطي وقنابل الغاز، وخاصة خلال الاقتحامات والاحتجاجات. هذه الاعتداءات غالباً ما تؤدي إلى إصابات خطيرة، وإعاقات دائمة.
- تقويض صلاحيات الأوقاف الإسلامية: تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تقويض صلاحيات الأوقاف الإسلامية، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى، وذلك من خلال التدخل في شؤونها، وتعيين موظفين موالين لها، ومنع ترميم الأجزاء المتضررة من المسجد الأقصى.
إن تحويل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية له آثار خطيرة على الوضع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى السلام والأمن في المنطقة بأسرها. من بين هذه الآثار:
- تأجيج الصراع الديني: إن الاعتداء على المسجد الأقصى، وتقويض مكانته الإسلامية، يثير غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويؤدي إلى تأجيج الصراع الديني، وزيادة حدة التوتر بين المسلمين واليهود.
- تقويض فرص السلام: إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، والاعتداء على المسجد الأقصى، يقوض فرص السلام، ويدفع المنطقة إلى المزيد من العنف والصراع.
- انتهاك حقوق الإنسان: إن الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، مثل حرية العبادة، وحرية التنقل، وحق التجمع السلمي.
- تغيير الوضع القائم: إن السلطات الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى تغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، وفرض واقع جديد يخدم الأجندة الإسرائيلية، ويقضي على الحقوق الفلسطينية في القدس.
إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في حماية المسجد الأقصى، والحفاظ على مكانته الدينية والتاريخية، وضمان حرية العبادة للمسلمين. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على المسجد الأقصى، واحترام الوضع القائم، والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
يجب على الفلسطينيين، بكل فئاتهم وأطيافهم، أن يتوحدوا للدفاع عن المسجد الأقصى، وحماية هويته الإسلامية والعربية، ومواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويده والسيطرة عليه. يجب على الفلسطينيين أن يتمسكوا بحقوقهم المشروعة في القدس، وأن يناضلوا من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن قضية المسجد الأقصى ليست مجرد قضية دينية، بل هي قضية وطنية وإنسانية. إن الدفاع عن المسجد الأقصى هو دفاع عن الحق والعدالة والحرية والكرامة. يجب على كل إنسان حر في هذا العالم أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حماية المسجد الأقصى، والحفاظ على هويته الإسلامية والعربية.
إن الفيديو المعروض على اليوتيوب يمثل صرخة استغاثة، ونداء إلى الضمير الإنساني، لكشف الحقيقة المرة التي يعيشها المسجد الأقصى، والمخاطر التي تهدده. يجب علينا جميعاً أن نستمع إلى هذه الصرخة، وأن نتحرك لإنقاذ المسجد الأقصى، وحماية القدس، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
القدس أمانة في أعناقنا، والمسجد الأقصى جوهرة ثمينة يجب أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة.
مقالات مرتبطة