نقد فيديو الصلاة التى تنهى عن الفحشاء و المنكر نصليها كما يصلى أهل الكتاب

يثير فيديو اليوتيوب المعنون الصلاة التى تنهى عن الفحشاء و المنكر نصليها كما يصلى أهل الكتاب. نحن و أهل الكتاب مسلمون نعبد الله تساؤلات جوهرية حول طبيعة العبادة في الإسلام، وعلاقتها بعبادات أهل الكتاب، وتفسير الآية الكريمة التي تشير إلى دور الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر.

ينطلق الفيديو من فرضية أساسية مفادها أن المسلمين وأهل الكتاب (الذين يشملون اليهود والنصارى) يتشاركون في جوهر العبادة، وأن الاختلافات في تفاصيل الطقوس لا تنفي هذا الاشتراك. ويستند إلى فكرة أن الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر يمكن أن تؤدى بأشكال مختلفة، بما في ذلك الأشكال التي يتبعها أهل الكتاب.

لا شك أن هناك قواسم مشتركة بين الأديان السماوية الثلاثة، فالكل يدعو إلى التوحيد والأخلاق الفاضلة والعمل الصالح. إلا أن الإسلام، وفقًا للشريعة الإسلامية، له تفاصيله الخاصة في العبادات، بما في ذلك الصلاة. فالصلاة في الإسلام ليست مجرد طقوس حركية، بل هي عبادة ذات أركان وشروط وأوقات محددة، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

الآية الكريمة إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت: 45) تدل على أن الصلاة الصحيحة، المستوفية لشروطها وأركانها، تؤثر في سلوك المصلي وتجعله أبعد عن الفواحش والمنكرات. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن أي شكل من أشكال العبادة، حتى لو كانت تحمل اسم الصلاة، ستؤدي إلى نفس النتيجة. فالشريعة الإسلامية حددت كيفية أداء الصلاة على وجه الخصوص، وهذا التحديد ليس عبثًا، بل هو جزء من حكمة الله تعالى.

القول بأننا وأهل الكتاب مسلمون نعبد الله يحتاج إلى تدقيق. فالمسلم هو من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويؤمن بكل ما جاء به. في حين أن أهل الكتاب قد يختلفون في بعض هذه المعتقدات الأساسية. وبالتالي، لا يمكن القول بأننا متفقون تمامًا في مفهوم العبادة والإسلام.

ختامًا، من المهم الحوار والانفتاح على الآخر، وفهم وجهات النظر المختلفة. ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار من الالتزام بالشريعة الإسلامية، وعدم التنازل عن الثوابت الدينية. فالاختلاف في تفاصيل العبادات لا ينفي أهمية الوحدة والتعاون في الخير، ولكن يجب أن يكون هذا التعاون مبنيًا على أسس صحيحة وثابتة.