الشارع اليمني يواصل حراكه الداعم لغزة ومسيرة حاشدة في مدينة صعدة تدعو لتصعيد الهجمات في البحر الأحمر

الشارع اليمني يواصل حراكه الداعم لغزة: نظرة على مسيرة صعدة وتصعيد الهجمات في البحر الأحمر

يشهد الشارع اليمني حراكًا متصاعدًا في دعمه للقضية الفلسطينية، وتحديدًا قطاع غزة الذي يعاني من وطأة الحرب. ويتجلى هذا الدعم في مظاهرات حاشدة ومسيرات شعبية تعبر عن التضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي. ومن بين هذه الفعاليات، تبرز مسيرة حاشدة شهدتها مدينة صعدة، المعقل الرئيسي لحركة أنصار الله (الحوثيين)، والتي دعت إلى تصعيد الهجمات في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها.

يهدف هذا المقال إلى تحليل دوافع وأبعاد هذا الحراك اليمني، مع التركيز على مسيرة صعدة وتأثيرها المحتمل على الوضع الإقليمي. وسنتناول النقاط التالية:

• خلفية الحراك اليمني الداعم لغزة.
• تحليل لمسيرة صعدة: الدوافع والرسائل.
• تصعيد الهجمات في البحر الأحمر: الأهداف والنتائج المحتملة.
• ردود الفعل الإقليمية والدولية على الحراك اليمني.
• تأثير الأزمة اليمنية على الموقف من القضية الفلسطينية.

خلفية الحراك اليمني الداعم لغزة

تاريخيًا، لطالما كان الشعب اليمني متعاطفًا مع القضية الفلسطينية، ويعتبرها قضية مركزية في وجدانه. ويعود هذا التعاطف إلى عوامل عديدة، منها:

• الروابط الدينية والثقافية: يشترك اليمنيون والفلسطينيون في الدين الإسلامي والثقافة العربية، مما يخلق شعورًا بالتضامن والأخوة.
• التجربة المشتركة في مواجهة الاستعمار: عانى اليمنيون والفلسطينيون من الاستعمار الغربي والصهيوني، مما عزز لديهم الوعي بأهمية التضامن في مواجهة الظلم.
• الخطاب السياسي: تبنت مختلف القوى السياسية اليمنية، بما في ذلك حركة أنصار الله، خطابًا مناصرًا للقضية الفلسطينية ومناهضًا لإسرائيل.

في ظل الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات، ازدادت حدة الحراك الداعم لغزة، وذلك بسبب:

• الشعور بالظلم والمعاناة: يعاني اليمنيون من حرب مدمرة وحصار خانق، مما يجعلهم أكثر تعاطفًا مع معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
• الاستغلال السياسي: تستغل حركة أنصار الله القضية الفلسطينية لكسب التأييد الشعبي وتعزيز شرعيتها، من خلال تصوير نفسها كمدافعة عن الحق الفلسطيني.
• الرغبة في توجيه رسالة: يعتبر اليمنيون أن دعمهم لغزة هو رسالة إلى العالم مفادها أنهم لا يزالون قادرين على التأثير في الأحداث الإقليمية، على الرغم من الحرب الدائرة في بلادهم.

تحليل لمسيرة صعدة: الدوافع والرسائل

تعتبر مسيرة صعدة، التي تظهر في الفيديو المشار إليه، مثالًا بارزًا على الحراك اليمني الداعم لغزة. ويمكن تحليل هذه المسيرة من خلال النظر إلى دوافعها والرسائل التي تحملها:

• الدوافع: الدافع الرئيسي للمسيرة هو التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي. كما تهدف المسيرة إلى حشد الدعم الشعبي لسياسات حركة أنصار الله، التي تدعو إلى تصعيد الهجمات في البحر الأحمر.
• الرسائل: تحمل المسيرة عدة رسائل، منها:
  • رسالة إلى إسرائيل: مفادها أن اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام العدوان على غزة، وأنهم مستعدون لتقديم الدعم بكل الوسائل الممكنة.
  • رسالة إلى المجتمع الدولي: مفادها أن اليمنيين يرفضون الصمت الدولي على ما يحدث في غزة، ويطالبون بتحمل مسؤولياتهم في حماية الشعب الفلسطيني.
  • رسالة إلى القوى الإقليمية: مفادها أن اليمنيين يمتلكون القدرة على التأثير في الأحداث الإقليمية، وأنهم لن يسمحوا لإسرائيل بالاستفراد بالفلسطينيين.
  • رسالة داخلية: مفادها أن حركة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع، وأنها قادرة على حشد الجماهير للدفاع عن القضية الفلسطينية.

تصعيد الهجمات في البحر الأحمر: الأهداف والنتائج المحتملة

تعتبر الدعوة إلى تصعيد الهجمات في البحر الأحمر جزءًا أساسيًا من الحراك اليمني الداعم لغزة. وتهدف هذه الهجمات إلى:

• الضغط على إسرائيل: من خلال تعطيل حركة الملاحة التجارية، تسعى حركة أنصار الله إلى الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة.
• إظهار الدعم العملي: تعتبر الهجمات في البحر الأحمر وسيلة لإظهار الدعم العملي للفلسطينيين، بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات والشعارات.
• تحقيق مكاسب سياسية: تسعى حركة أنصار الله إلى تحقيق مكاسب سياسية من خلال تصوير نفسها كمدافعة عن القضية الفلسطينية، وكقوة إقليمية قادرة على التأثير في الأحداث.

النتائج المحتملة لتصعيد الهجمات في البحر الأحمر:

• تعطيل حركة الملاحة التجارية: قد يؤدي تصعيد الهجمات إلى تعطيل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي.
• تصعيد التوتر الإقليمي: قد يؤدي تصعيد الهجمات إلى تصعيد التوتر الإقليمي، وإلى تدخل قوى إقليمية ودولية أخرى.
• ردود فعل دولية: قد يؤدي تصعيد الهجمات إلى ردود فعل دولية، مثل فرض عقوبات جديدة على حركة أنصار الله، أو تدخل عسكري مباشر.

ردود الفعل الإقليمية والدولية على الحراك اليمني

تفاوتت ردود الفعل الإقليمية والدولية على الحراك اليمني الداعم لغزة، وعلى الهجمات في البحر الأحمر:

• الدول العربية: انقسمت الدول العربية بين مؤيد ومعارض للحراك اليمني. بعض الدول أعربت عن دعمها للقضية الفلسطينية، ولكنها في الوقت نفسه أدانت الهجمات في البحر الأحمر، واعتبرتها تهديدًا للأمن الإقليمي. ودول أخرى اتخذت موقفًا أكثر تحفظًا، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.
• الدول الغربية: أدانت الدول الغربية بشدة الهجمات في البحر الأحمر، واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لحرية الملاحة. بعض الدول أرسلت سفنًا حربية إلى المنطقة لحماية السفن التجارية.
• المنظمات الدولية: دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى وقف فوري للهجمات في البحر الأحمر، وإلى احترام القانون الدولي.

تأثير الأزمة اليمنية على الموقف من القضية الفلسطينية

تأثر الموقف اليمني من القضية الفلسطينية بالأزمة اليمنية الدائرة منذ سنوات:

• تشتت الأولويات: بسبب الحرب والصراع الداخلي، تشتت أولويات اليمنيين، وأصبحت القضية الفلسطينية أقل أهمية بالنسبة للبعض.
• الاستغلال السياسي: استغلت مختلف القوى السياسية اليمنية القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، مما أضعف مصداقية الدعم اليمني للقضية.
• التأثير الإيراني: يرى البعض أن الدعم اليمني لغزة مدفوع بالتأثير الإيراني، وأن حركة أنصار الله تنفذ أجندة إيرانية في المنطقة.

الخلاصة:

يمثل الحراك اليمني الداعم لغزة تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورغبة في التأثير في الأحداث الإقليمية. ومع ذلك، فإن هذا الحراك محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى تصعيد التوتر الإقليمي وتعطيل حركة الملاحة التجارية. من الضروري إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، لضمان دعم فعال ومستدام للقضية الفلسطينية.