إيهاب جبارين إسرائيل تدرك أنها لا تتعامل فقط مع السلطات المصرية بل مع 110 ملايين مصري
إيهاب جبارين: إسرائيل تدرك أنها لا تتعامل فقط مع السلطات المصرية بل مع 110 ملايين مصري
يشكل الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان إيهاب جبارين: إسرائيل تدرك أنها لا تتعامل فقط مع السلطات المصرية بل مع 110 ملايين مصري تحليلاً عميقاً للعلاقات المصرية الإسرائيلية، متجاوزاً النظرة السطحية التي تركز فقط على الجانب الرسمي المتمثل في الحكومات. يطرح إيهاب جبارين، من خلال الفيديو، فكرة محورية مفادها أن إسرائيل تدرك تمام الإدراك أن التعامل مع مصر لا يقتصر على الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع السلطة الحاكمة، بل يمتد ليشمل شعباً بأكمله يبلغ تعداده 110 ملايين نسمة، يحملون تاريخاً وثقافة وقيمًا تتشكل في ضوئها مواقفهم تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
الرابط الأصلي للفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=2HRKa6v8K8E
أهمية السياق التاريخي
لفهم عمق التحليل الذي يقدمه جبارين، يجب العودة إلى السياق التاريخي للعلاقات المصرية الإسرائيلية. فبعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات متباينة. وعلى الرغم من وجود تعاون أمني واقتصادي في بعض المجالات، إلا أن الشارع المصري بقي حذراً، بل ومشككاً في نوايا إسرائيل، خاصة في ظل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسياسات التوسع الاستيطاني. هذا الحذر الشعبي يرجع إلى تاريخ طويل من الحروب والصراعات، فضلاً عن التعاطف العميق الذي يكنه المصريون للقضية الفلسطينية.
الرأي العام المصري والقضية الفلسطينية
يعتبر الرأي العام المصري من العوامل المؤثرة بقوة في صياغة السياسة الخارجية المصرية تجاه إسرائيل. فالمصريون، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية، يرون في القضية الفلسطينية قضية مركزية، ويتعاطفون مع الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حقوقه المشروعة. هذا التعاطف يتجلى في مختلف مظاهر الحياة، من خلال الكتابات والمقالات والأغاني والأعمال الفنية التي تعبر عن الدعم للقضية الفلسطينية، وكذلك من خلال التظاهرات والفعاليات التي تنظم بين الحين والآخر للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
إدراك إسرائيل للواقع المصري
يشير جبارين في تحليله إلى أن إسرائيل تدرك هذا الواقع جيداً. فهي تعلم أن أي تحرك أو قرار تتخذه تجاه مصر، يجب أن يأخذ في الاعتبار رد فعل الشارع المصري. فإسرائيل لا تستطيع أن تتعامل مع مصر على أنها مجرد دولة ذات حدود جغرافية ومصالح مشتركة، بل يجب أن تتعامل معها على أنها شعب حي نابض بالحياة، له تاريخه وثقافته وقيمه التي تؤثر في رؤيته للعالم. هذا الإدراك الإسرائيلي للواقع المصري هو ما يجعل إسرائيل حريصة في تعاملها مع مصر، وتحاول قدر الإمكان تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى إثارة غضب الشارع المصري.
أثر الإعلام والمثقفين
يلعب الإعلام والمثقفون المصريون دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام تجاه إسرائيل. فالإعلام المصري، على الرغم من وجود بعض القيود، إلا أنه لا يزال يتمتع بقدر من الحرية التي تسمح له بالتعبير عن وجهات نظر مختلفة حول القضية الفلسطينية والعلاقات المصرية الإسرائيلية. أما المثقفون المصريون، من كتاب وشعراء وفنانين، فهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء المثقفون يستخدمون مختلف الوسائل المتاحة لهم، من كتابة المقالات والقصص والشعر، إلى إنتاج الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، للتعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه إسرائيل.
التحديات التي تواجه العلاقات المصرية الإسرائيلية
تواجه العلاقات المصرية الإسرائيلية العديد من التحديات، أهمها استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فما دام هذا الصراع مستمراً، وما دامت إسرائيل ترفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فإن الشارع المصري سيظل متخوفاً من إسرائيل، وسيبقى يرى فيها عدواً. تحد آخر يتمثل في سياسات التوسع الاستيطاني التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذه السياسات تعتبرها مصر استفزازاً للشعب الفلسطيني، وتقوض فرص السلام. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض القضايا الأخرى التي تثير قلق المصريين، مثل قضية المياه، وقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية
مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية يعتمد على عدة عوامل، أهمها مدى قدرة إسرائيل على تغيير سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، ومدى استعدادها للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. فإذا استمرت إسرائيل في سياساتها الحالية، فإن العلاقات المصرية الإسرائيلية ستظل متوترة، ولن تستطيع أن تتجاوز حاجز الشك والريبة. أما إذا أبدت إسرائيل استعداداً حقيقياً للسلام، وقامت بخطوات ملموسة نحو تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، فإن ذلك سيساهم في تحسين العلاقات المصرية الإسرائيلية، وسيفتح الباب أمام مزيد من التعاون في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية يعتمد أيضاً على الوضع الداخلي في مصر. فإذا استمر الوضع السياسي والاقتصادي في مصر في التحسن، فإن ذلك سيساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وسيشجع على الحوار والتعاون بين مصر وإسرائيل. أما إذا تدهور الوضع في مصر، فإن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وقد يؤثر سلباً على العلاقات المصرية الإسرائيلية.
الخلاصة
في الختام، يمكن القول أن تحليل إيهاب جبارين في الفيديو المذكور يقدم رؤية واقعية للعلاقات المصرية الإسرائيلية، تؤكد على أهمية إدراك إسرائيل أن التعامل مع مصر لا يقتصر على السلطات الحاكمة، بل يشمل شعباً بأكمله له تاريخه وثقافته وقيمه التي تؤثر في مواقفه تجاه القضايا الإقليمية. مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية يعتمد على قدرة إسرائيل على تغيير سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، ومدى استعدادها للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك على الوضع الداخلي في مصر ومدى قدرته على تحقيق الاستقرار والتنمية.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة