منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك جباليا ورفح
منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك جباليا ورفح
يشكل القطاع الصحي في غزة، حجر الزاوية في صمود السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية، إلا أنه يواجه تحديات جمة تزداد حدتها يوماً بعد يوم. ففي ظل الحصار المستمر وإغلاق المعابر، وتصاعد وتيرة المعارك في مناطق حيوية مثل جباليا ورفح، يعيش هذا القطاع أزمة حقيقية تهدد بانهياره التام، وتنعكس آثارها الكارثية على حياة آلاف المرضى والجرحى.
الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك جباليا ورفح (https://www.youtube.com/watch?v=uuMc5q16JZU)، يقدم شهادة حية ومؤثرة على الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع الصحي في غزة. يسلط الفيديو الضوء على النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطل الأجهزة والمعدات الطبية نتيجة نقص قطع الغيار والصيانة، بالإضافة إلى الإرهاق الشديد الذي يعاني منه الكادر الطبي العامل في ظل الضغط الهائل عليه.
إغلاق المعابر: خنق القطاع الصحي
يعتبر إغلاق المعابر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لقطاع غزة، حيث يعتمد القطاع الصحي بشكل كبير على استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة من الخارج. ومع استمرار إغلاق المعابر، أو فرض قيود مشددة على حركة البضائع، تتفاقم الأزمة بشكل كبير، حيث تنفد الأدوية الضرورية لعلاج الأمراض المزمنة والحالات الطارئة، وتتعطل الأجهزة الطبية الحيوية، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
إن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية لا يؤثر فقط على علاج الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض القلب، بل يمتد ليشمل أيضاً علاج الأمراض المعدية والأورام السرطانية، مما يزيد من معاناة المرضى ويقلل من فرص شفائهم. كما أن نقص المستلزمات الطبية مثل الضمادات والمطهرات والمخدر، يعيق عمل الأطباء والممرضين في علاج الجرحى والمصابين، ويؤثر على جودة الخدمات الصحية المقدمة.
معارك جباليا ورفح: ضغط مضاعف على المنظومة الصحية
تعتبر جباليا ورفح من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة، ومع تصاعد وتيرة المعارك في هذه المناطق، يتزايد عدد الجرحى والمصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. هذا التدفق الهائل من الجرحى يضع ضغطاً هائلاً على المنظومة الصحية المتهالكة أصلاً، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأسرة والأطباء والممرضين والمستلزمات الطبية.
إن المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية بكثير، حيث تضطر إلى استقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى في الممرات والأقسام غير المجهزة، مما يعرضهم لخطر العدوى والمضاعفات الصحية. كما أن الأطباء والممرضين يعملون لساعات طويلة دون راحة، في محاولة يائسة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى، مما يعرضهم للإرهاق الشديد والضغط النفسي.
تأثير الأزمة على الكادر الطبي
يعتبر الكادر الطبي في غزة من أكثر الفئات تضرراً من الأزمة الصحية، حيث يعاني الأطباء والممرضون من الإرهاق الشديد والضغط النفسي نتيجة العمل لساعات طويلة في ظروف قاسية، ونقص الإمكانيات والموارد. كما أنهم يعانون من نقص الرواتب أو تأخرها، مما يزيد من معاناتهم ويؤثر على أدائهم.
إن الأطباء والممرضين في غزة يواجهون تحديات جمة في عملهم اليومي، فهم يعملون في بيئة غير آمنة، ويتعرضون لخطر الإصابة أو القتل أثناء تقديم الرعاية الطبية للمرضى والجرحى. كما أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على التدريب والتأهيل اللازمين لمواكبة التطورات الطبية الحديثة، بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
النداءات العاجلة لإنقاذ القطاع الصحي
في ظل هذا الوضع المأساوي، تطلق المؤسسات الصحية والإنسانية الدولية والمحلية نداءات عاجلة لإنقاذ القطاع الصحي في غزة، وتطالب بضرورة رفع الحصار وإغلاق المعابر، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة اللازمة لعلاج المرضى والجرحى. كما تطالب بتوفير الدعم المالي والفني للمستشفيات والمراكز الصحية، وتأهيل الكادر الطبي وتدريبه.
إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعليه أن يتحرك بشكل عاجل لإنقاذ القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لرفع الحصار وإغلاق المعابر، والسماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة اللازمة لعلاج المرضى والجرحى.
الحلول المقترحة لإنقاذ القطاع الصحي
لإنقاذ القطاع الصحي في غزة، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة على المدى القصير والمدى الطويل. على المدى القصير، يجب:
- رفع الحصار وإغلاق المعابر بشكل كامل وفوري.
- توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة اللازمة لعلاج المرضى والجرحى بشكل عاجل.
- تقديم الدعم المالي والفني للمستشفيات والمراكز الصحية.
- تأهيل الكادر الطبي وتدريبه.
أما على المدى الطويل، يجب:
- بناء مستشفيات ومراكز صحية جديدة في قطاع غزة.
- تطوير البنية التحتية للقطاع الصحي.
- توفير مصادر طاقة بديلة للمستشفيات والمراكز الصحية.
- إنشاء صندوق دعم للقطاع الصحي في غزة.
خاتمة
إن الوضع الصحي في غزة مأساوي ويتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي. يجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، وأن يعمل على إنقاذ القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان. إن مستقبل غزة وصحة سكانها أمانة في أعناقنا جميعاً.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة