الصاروخ الثاني كان على الأولاد أم مكلومة تروي للعربي تفاصيل استشهاد 4 من أبنائها جراء قصف خانيونس

الصّاروخ الثاني كان على الأولاد: مأساة أم مكلومة في خان يونس

يتركّز الألم في تفاصيل الحكايات، وفي صمت العيون التي شهدت الفاجعة. فيديو اليوتيوب المعنون بـ الصّاروخ الثاني كان على الأولاد أم مكلومة تروي للعربي تفاصيل استشهاد 4 من أبنائها جراء قصف خانيونس (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=nett7UAm6VQ) يمثل نافذة دامعة على الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة خان يونس، جراء الصراعات المتكررة والقصف الذي لا يرحم.

هذا الفيديو ليس مجرد خبر عابر أو تقرير إخباري. إنه شهادة حية من امرأة فقدت أربعة من أبنائها في لحظة واحدة، امرأة تحكي للعالم عن حجم الخسارة التي لا يمكن تعويضها، عن الفراغ الذي خلفه غياب فلذات كبدها، وعن الألم الذي سيلازمها طيلة حياتها. هي ليست مجرد رقم في إحصائيات الضحايا، بل هي أمٌّ مكلومة، صوتها يرتجف ودموعها تنهمر، تحكي عن أسماء، عن أحلام، عن طفولة اغتيلت بصاروخ غادر.

المشاهد التي يتضمنها الفيديو غالباً ما تكون قاسية ومؤلمة، فهي تنقل صورة حقيقية عن الدمار والخراب الذي يخلفه القصف، عن البيوت المدمرة، وعن الجثث المتناثرة، وعن صرخات الأطفال التي تملأ المكان. ولكن الأهم من ذلك هو أنها تنقل صورة عن الصمود والصبر والإيمان الذي يتحلى به الفلسطينيون في مواجهة هذه المحن. الأم المكلومة في الفيديو، على الرغم من حجم المصاب الجلل، تحافظ على رباطة جأشها، وتؤمن بقضاء الله وقدره، وتدعو للعالم بأن يتذكر مأساتها ومأساة شعبها.

يجب أن يدفعنا هذا الفيديو إلى التفكير ملياً في الأسباب التي تؤدي إلى هذه المآسي المتكررة. لماذا يُقتل الأطفال؟ لماذا تُدمر البيوت؟ لماذا يُحرم الناس من حقهم في الحياة الكريمة؟ هذه الأسئلة يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا ونحن نشاهد هذا الفيديو، ويجب أن تدفعنا إلى العمل من أجل تغيير هذا الواقع المرير.

إنّ القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو صراع على الأرض. إنها قضية إنسانية بالدرجة الأولى. إنها قضية شعب يعيش تحت الاحتلال، ويُحرم من حقوقه الأساسية، ويتعرض للعنف والقمع بشكل يومي. الأطفال الفلسطينيون ليسوا مجرد أرقام في الإحصائيات، بل هم بشر مثلنا، لهم الحق في الحياة، وفي التعليم، وفي اللعب، وفي أن يحلموا بمستقبل أفضل.

إنّ استشهاد الأطفال الأربعة في خان يونس هو جريمة بشعة يجب أن تُحاسب مرتكبيها. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، وفي محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. يجب علينا جميعاً أن نرفع أصواتنا وندعو إلى وقف العنف والقصف، وإلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

إنّ قصة الأم المكلومة في خان يونس هي قصة كل أم فلسطينية فقدت عزيزاً، وهي قصة كل طفل فلسطيني يعيش في ظل الخوف والقلق. يجب أن تكون هذه القصة حافزاً لنا للعمل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستقبل يسوده السلام والعدل والكرامة.

لا يمكن لأي كلمات أن تعبر عن حجم الألم الذي تشعر به هذه الأم، ولا عن حجم الفراغ الذي تركه غياب أبنائها. ولكن يمكننا أن نقف إلى جانبها وندعمها، وأن نؤكد لها أنها ليست وحدها، وأننا نشاركها حزنها وألمها. يمكننا أيضاً أن ندعو للعالم بأن يتذكر مأساتها ومأساة شعبها، وأن يعمل من أجل تغيير هذا الواقع المرير.

إنّ مشاهدة هذا الفيديو ليست بالأمر السهل، ولكنها ضرورية لكي نفهم حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة. يجب علينا أن نكون على دراية بما يحدث هناك، وأن نرفع أصواتنا وندعو إلى وقف العنف والقصف، وإلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

الصاروخ الثاني كان على الأولاد. هذه الجملة القصيرة تلخص مأساة كاملة. إنها تذكير لنا بأنّ الحرب لا تفرق بين الأطفال والكبار، وأنّ العنف يقتل الأبرياء. يجب علينا أن نعمل جميعاً من أجل عالم يسوده السلام والعدل، عالم لا يُقتل فيه الأطفال ولا تُدمر فيه البيوت.

يجب أن يكون هذا الفيديو دعوة للعمل، دعوة للإنسانية، دعوة للعدالة. دعوة لإنهاء الاحتلال وإنهاء العنف وإنهاء القتل. دعوة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستقبل يسوده السلام والحرية والكرامة.

فلنستمع إلى صوت الأم المكلومة، ولننظر إلى دموعها، ولنتعلم من صبرها وإيمانها. ولنعمل جميعاً من أجل عالم أفضل، عالم لا يشهد مثل هذه المآسي.

رحم الله الشهداء وألهم أهلهم الصبر والسلوان. والسلام على أرواحهم الطاهرة.