3 مستشفيات شمالي قطاع غزة توشك على التوقف بسبب نفاد الوقود
3 مستشفيات شمالي قطاع غزة توشك على التوقف بسبب نفاد الوقود: كارثة إنسانية تلوح في الأفق
يُدق ناقوس الخطر في قطاع غزة المحاصر، حيث تواجه ثلاثة مستشفيات رئيسية في شمال القطاع خطر التوقف التام عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء. هذا التهديد الوشيك يضع حياة آلاف المرضى والجرحى على المحك، ويُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع بالفعل.
الوضع المأساوي الذي تعيشه هذه المستشفيات، والموثق في فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=vVjdf86hI70، يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية الصحية في غزة واعتمادها الكامل على الوقود لتوفير الخدمات الأساسية. ففي ظل الحصار الإسرائيلي المستمر، والذي يمنع أو يقيد بشكل كبير دخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود، أصبحت المستشفيات تعيش على حافة الهاوية، وتواجه خطر الانهيار التام في أي لحظة.
تفاصيل الأزمة: حياة معلقة بخيوط الوقود
تعتبر المستشفيات الثلاثة المهددة بالإغلاق شريان الحياة لسكان شمال قطاع غزة، حيث تقدم خدمات طبية حيوية في مختلف التخصصات. هذه المستشفيات تعج بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، والجرحى الذين أصيبوا في النزاعات المتكررة، والنساء الحوامل اللاتي ينتظرن الولادة، والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة. وبدون الكهرباء، لن تتمكن هذه المستشفيات من تشغيل الأجهزة الطبية الحيوية مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، وأجهزة غسيل الكلى، وأجهزة مراقبة القلب، وغرف العمليات، ووحدات العناية المركزة، بالإضافة إلى أنظمة التبريد اللازمة لحفظ الأدوية والمستلزمات الطبية.
توقف هذه المستشفيات عن العمل يعني ببساطة الموت المحقق للمرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية للبقاء على قيد الحياة. كما يعني حرمان الجرحى من العلاج الفوري، مما قد يؤدي إلى تفاقم إصاباتهم وفقدانهم لأطرافهم أو حتى حياتهم. أما بالنسبة للنساء الحوامل، فإن توقف المستشفيات عن العمل يعني تعريضهن لخطر المضاعفات الخطيرة أثناء الولادة، والتي قد تهدد حياتهن وحياة أطفالهن.
الحصار الإسرائيلي: خنق القطاع الصحي
لا يمكن فهم الأزمة الحالية في المستشفيات في غزة بمعزل عن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007. هذا الحصار، الذي وصفته العديد من المنظمات الحقوقية بأنه عقاب جماعي غير قانوني، يمنع أو يقيد بشكل كبير دخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود، والأدوية، والمعدات الطبية. ورغم النداءات المتكررة من المجتمع الدولي لرفع الحصار، إلا أن إسرائيل تصر على استمراره، بحجة دواعي أمنية.
إن الحصار الإسرائيلي يلقي بظلاله الثقيلة على القطاع الصحي في غزة، ويجعله يعاني من نقص حاد في الموارد والإمكانيات. فالمستشفيات تعاني من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، ونقص في الكوادر الطبية المؤهلة، وتدهور في البنية التحتية. وهذا الوضع يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات السكان المتزايدة، ويجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة.
المسؤولية الدولية: صمت مدوٍ
إن الوضع المأساوي في غزة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية. فمن غير المقبول أن يقف العالم صامتًا أمام هذه الكارثة الإنسانية الوشيكة، وأن يترك سكان غزة يواجهون مصيرهم المحتوم. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود، والأدوية، والمعدات الطبية، دون قيود.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم المالي والفني للمستشفيات في غزة، لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية الحيوية للسكان. يجب أن يكون هناك تحرك دولي عاجل وفوري لإنقاذ المستشفيات في غزة من الانهيار، وإنقاذ حياة آلاف المرضى والجرحى.
نداء استغاثة: قبل فوات الأوان
إن الوضع في المستشفيات في شمال قطاع غزة يمثل جرس إنذار للعالم. فإذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية، فإننا سنشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة. يجب على كل من يملك ضميرًا حيًا أن يتحرك الآن لإنقاذ المستشفيات في غزة، وإنقاذ حياة آلاف الأبرياء. يجب أن نرفع أصواتنا عالياً، وأن نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لرفع الحصار عن غزة، وتقديم الدعم اللازم للمستشفيات. الوقت يمر بسرعة، وحياة الناس معلقة بخيوط الوقود. لا تدعونا ننتظر حتى فوات الأوان.
إن مستقبل القطاع الصحي في غزة، وحياة آلاف المرضى والجرحى، يعتمد على مدى استجابتنا لهذا النداء الإنساني العاجل. يجب أن نثبت أننا نستطيع أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نتدخل لإنقاذ حياة الناس، وإعادة الأمل إلى قلوبهم.
فلنتكاتف جميعًا، ونعمل معًا، لإنقاذ المستشفيات في غزة، وإنقاذ الإنسانية.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة