ميقاتي: كبير مستشاري الرئيس الأمريكي قدّم لبيروت طرحاً لتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً

أثار تصريح رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، حول تلقي بيروت طرحاً من كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية. ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان وتزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل.

القرار 1701، الذي صدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2006، يهدف إلى وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بعد حرب تموز. وينص القرار على جملة من البنود، من بينها احترام الخط الأزرق، وسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في الجنوب، ومنع أي تواجد مسلح غير شرعي في المنطقة الحدودية.

وفقاً لتصريح ميقاتي، فإن الطرح الأمريكي يتضمن آلية لتطبيق كامل بنود القرار 1701، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الآلية ومدى قدرتها على تحقيق الاستقرار الدائم في الجنوب اللبناني. لم يتم الكشف عن تفاصيل الطرح الأمريكي، لكنه من المرجح أن يتضمن خطوات عملية لتعزيز دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، إلى جانب إجراءات تهدف إلى منع تهريب الأسلحة وتواجد المسلحين في المنطقة الحدودية.

ردود الفعل على تصريح ميقاتي كانت متباينة. ففي حين رحبت بعض الأطراف السياسية بهذا الطرح واعتبرته فرصة لإحلال السلام والاستقرار في الجنوب، عبرت أطراف أخرى عن شكوكها بشأن مدى جدية هذا الطرح وقدرته على تحقيق النتائج المرجوة. يرى البعض أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الطرح إلى تحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة، وأنها قد لا تكون مستعدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ كامل بنود القرار 1701.

يبقى السؤال المطروح هو: هل يمثل هذا الطرح الأمريكي فرصة حقيقية لتطبيق القرار 1701 بشكل كامل، وبالتالي تحقيق الاستقرار الدائم في الجنوب اللبناني؟ أم أنه مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع مؤقتاً، دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأيام والأسابيع القادمة، مع استمرار المشاورات بين الأطراف المعنية ومراقبة التطورات على الأرض.