رغم الألم الدحدوح في أول تغطية له بعد استشهاد نجله ربنا يتقبل ويربط على القلوب وشكر الله سعيكم
رغم الألم.. وقفة مع تغطية وائل الدحدوح الأولى بعد الفقد
في قلب المأساة، يطل علينا وائل الدحدوح، الصحفي الفلسطيني المخضرم ومراسل قناة الجزيرة في غزة، بوجه يعلوه الحزن العميق، ولكنه يحمل في طياته إصراراً وثباتاً قل نظيره. يعود الدحدوح إلى ميدان العمل، إلى شاشة التلفزيون، ليواصل نقل الحقيقة من غزة المحاصرة، بعد أيام قليلة فقط من استشهاد نجله حمزة، المصور الصحفي، في قصف إسرائيلي استهدفه أثناء تغطيته للأحداث. عودته ليست مجرد استئناف لعمل، بل هي رسالة قوية للعالم، رسالة تتجاوز حدود الكلمات، رسالة تتجسد في الصمت المطبق الذي يسبق كل تقرير، وفي النظرة الثابتة التي تخترق الشاشة لتصل إلى القلوب.
فيديو اليوتيوب المعنون بـ رغم الألم الدحدوح في أول تغطية له بعد استشهاد نجله ربنا يتقبل ويربط على القلوب وشكر الله سعيكم (https://www.youtube.com/watch?v=1dh2m7ryk-A) يمثل لحظة فارقة في مسيرة الدحدوح المهنية والإنسانية. إنه ليس مجرد تسجيل لتغطية إخبارية، بل هو وثيقة تاريخية تجسد الصمود الفلسطيني في وجه المحن، وتكشف عن معدن الرجال الذين يختارون الوقوف في الخطوط الأمامية لنقل الحقيقة، حتى وإن كلفهم ذلك أغلى ما يملكون.
المشهد في الفيديو يختزل الكثير. الدحدوح يقف أمام الكاميرا، خلفه أنقاض المباني المدمرة، وفي عينيه حكاية ألم لا يمكن وصفها. يتحدث بهدوء وثبات، ولكنه لا يستطيع أن يخفي رجفة صوته، ولا بريق الدموع التي تلمع في عينيه. يتحدث عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، عن القصف المستمر، عن الشهداء والجرحى، عن النقص الحاد في الغذاء والدواء، عن مستقبل مجهول يتربص بالأطفال والنساء والشيوخ. يتحدث بلسان كل فلسطيني يعاني، بلسان كل إنسان يتألم.
ما يميز تغطية الدحدوح في هذا الفيديو، وفي كل تغطياته السابقة، هو المصداقية العالية والالتزام بأخلاقيات المهنة. لا يسعى الدحدوح إلى الإثارة أو التهويل، بل يحرص على تقديم الحقائق كما هي، دون تزييف أو تحريف. يتحدث عن معاناة شعبه بصدق وأمانة، ولكنه في الوقت نفسه يحافظ على رباطة جأشه، ولا يسمح لمشاعره الشخصية بالتأثير على عمله. هذا الالتزام بالمهنية هو ما أكسب الدحدوح ثقة واحترام الملايين حول العالم، وجعله رمزاً للصمود والإصرار.
الفيديو لا يقتصر على تغطية إخبارية. إنه أيضاً شهادة تقدير وعرفان بالجميل للدحدوح، الرجل الذي أفنى حياته في خدمة قضيته وشعبه. التعليقات على الفيديو تعكس الحب والتقدير الذي يكنه الناس للدحدوح، والدعوات الصادقة له بالصبر والسلوان. الكثيرون يعتبرون الدحدوح بطلاً قومياً، وقدوة حسنة للصحفيين والإعلاميين، ورمزاً للأمل في غد أفضل.
عودة الدحدوح إلى العمل بعد استشهاد نجله تحمل دلالات عميقة. إنها تعكس إصرار الشعب الفلسطيني على الحياة، على المقاومة، على عدم الاستسلام لليأس والإحباط. إنها رسالة إلى العالم بأن الفلسطينيين لن ينكسروا، وأنهم سيظلون متمسكين بأرضهم وقضيتهم، مهما كانت التضحيات. إنها أيضاً رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بأن جرائمه لن تثني الفلسطينيين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، وأن دماء الشهداء لن تذهب سدى.
لا يمكن الحديث عن تغطية الدحدوح دون الإشارة إلى الدور الهام الذي يلعبه الإعلام في نقل الحقيقة من مناطق الصراع. الصحفيون والمراسلون هم شهود العيان الذين ينقلون لنا صوراً حية من قلب الأحداث، ويكشفون لنا عن الحقائق التي تحاول القوى الكبرى طمسها أو تشويهها. إنهم يخاطرون بحياتهم من أجل إيصال صوت المظلومين والمضطهدين إلى العالم، ويسلطون الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحقهم. وائل الدحدوح هو أحد هؤلاء الصحفيين الشجعان الذين يستحقون كل التقدير والاحترام.
استشهاد حمزة الدحدوح يضاف إلى قائمة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم المهني. إن استهداف الصحفيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو جريمة حرب واضحة، وانتهاك صارخ لحرية الصحافة وحرية التعبير. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية الصحفيين، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
الفيديو يذكرنا أيضاً بأهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضرورة دعم قضيته العادلة. يجب على كل إنسان يؤمن بالحرية والعدالة أن يقف إلى جانب الفلسطينيين في وجه الظلم والاضطهاد، وأن يدعم حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة. الدعم لا يقتصر على المساعدات الإنسانية، بل يشمل أيضاً الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي. يجب علينا جميعاً أن نرفع أصواتنا عالياً للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
في الختام، فيديو رغم الألم الدحدوح في أول تغطية له بعد استشهاد نجله ربنا يتقبل ويربط على القلوب وشكر الله سعيكم هو أكثر من مجرد تسجيل لتغطية إخبارية. إنه شهادة حية على الصمود الفلسطيني، ورسالة أمل وإصرار على الحياة، ودعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه الظلم والاضطهاد. إنه أيضاً تكريم لوائل الدحدوح، الصحفي والإنسان الذي يستحق كل التقدير والاحترام.
عودة الدحدوح إلى العمل هي بمثابة تذكير لنا جميعاً بأن الحياة تستمر رغم الألم، وأن الأمل يبقى موجوداً حتى في أحلك الظروف. فلنتعلم من الدحدوح كيف نصمد في وجه المحن، وكيف نحافظ على إنسانيتنا في عالم مليء بالقسوة والظلم.
رحم الله حمزة الدحدوح وجميع شهداء فلسطين، وربط على قلب وائل الدحدوح وأهله، وشكر الله سعيهم.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة