Now

تقدم فصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام يثير مخاوف إسرائيل ما السبب

تقدم فصائل المعارضة السورية يثير مخاوف إسرائيل: الأسباب والدوافع

يشكل الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن تحدياً معقداً ومتعدد الأوجه، ليس فقط لسوريا وشعبها، بل أيضاً للقوى الإقليمية والدولية المتدخلة فيه. من بين هذه القوى، تبرز إسرائيل كلاعب مراقب عن كثب، يسعى جاهداً للحفاظ على مصالحه الاستراتيجية والأمنية في ظل هذه الفوضى المتصاعدة. الفيديو المعنون تقدم فصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام يثير مخاوف إسرائيل ما السبب؟ المنشور على يوتيوب على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=Ea9J1KehrMg، يسلط الضوء على جانب بالغ الأهمية من هذا الصراع، وهو مدى قلق إسرائيل من أي تغيير جوهري في ميزان القوى، خاصةً إذا كان ذلك لصالح فصائل المعارضة السورية.

لفهم أبعاد هذه المخاوف الإسرائيلية، يجب أولاً استعراض الخلفية التاريخية للعلاقات السورية الإسرائيلية، والتي اتسمت بالعداء والتوترات المستمرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. سوريا تعتبر من الدول العربية التي لم توقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وظلت الجولان السورية محتلة منذ حرب 1967، مما يجعل هذه المنطقة بؤرة توتر دائم. بالإضافة إلى ذلك، دعمت سوريا تاريخياً فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية المناهضة لإسرائيل، مما زاد من حدة الخلافات بين البلدين.

في بداية الثورة السورية عام 2011، تبنت إسرائيل موقفاً حذراً، حيث فضلت بقاء نظام بشار الأسد على ظهور فراغ سلطة قد يؤدي إلى صعود جماعات متطرفة أو فصائل معادية لها. هذا الموقف لا يعني بالضرورة تأييداً للنظام السوري، بل هو تقييم براغماتي للمخاطر المحتملة من أي تغيير جذري في الوضع القائم. فالنظام السوري، على الرغم من عداءه لإسرائيل، كان يمثل استقراراً نسبياً على الحدود الشمالية، ويحافظ على خطوط فاصلة واضحة مع إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة.

لكن مع تطور الصراع السوري، وظهور فصائل معارضة متعددة، بدأت المخاوف الإسرائيلية تتصاعد. يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية لهذه المخاوف في النقاط التالية:

  1. انتشار الجماعات المتطرفة: يعتبر هذا السبب من أهم الدوافع التي تقلق إسرائيل. فصعود جماعات جهادية متطرفة، مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، يمثل تهديداً مباشراً لأمنها. هذه الجماعات لا تكن أي ولاء لحدود دولية، وتركز بشكل أساسي على استهداف إسرائيل كجزء من مشروعها الجهادي العالمي. وجود هذه الجماعات بالقرب من الجولان المحتلة قد يؤدي إلى تنفيذ عمليات تسلل أو هجمات صاروخية، مما يستدعي رداً عسكرياً إسرائيلياً قد يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
  2. تغير ميزان القوى: أي تقدم لفصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام، خاصة إذا كانت هذه الفصائل مدعومة من قوى إقليمية منافسة لإيران، قد يؤدي إلى تغيير في ميزان القوى الإقليمي. إسرائيل تخشى من أن يؤدي هذا التغيير إلى تقويض نفوذ حلفائها في المنطقة، وتعزيز قوة خصومها. على سبيل المثال، إذا نجحت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا أو دول الخليج في السيطرة على مناطق استراتيجية في سوريا، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً.
  3. الفراغ الأمني: سقوط النظام السوري أو ضعفه الشديد قد يؤدي إلى فراغ أمني في مناطق واسعة من البلاد، مما يسمح للفصائل المتطرفة بالتمدد والسيطرة على هذه المناطق. هذا الفراغ الأمني قد يشجع أيضاً على تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. إسرائيل تخشى من أن تستغل هذه الجماعات هذا الفراغ الأمني لشن هجمات ضدها، أو لتهريب الأسلحة إلى جماعات فلسطينية في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
  4. تأثير حزب الله: تلعب ميليشيا حزب الله اللبنانية دوراً بارزاً في دعم النظام السوري، وتعتبر حليفاً استراتيجياً لإيران. إسرائيل تخشى من أن يؤدي تقدم فصائل المعارضة إلى تقويض قوة حزب الله في سوريا، مما قد يدفع الحزب إلى تصعيد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. كما تخشى إسرائيل من أن يستغل حزب الله الفوضى في سوريا لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان، مما يزيد من قدراته العسكرية ويهدد أمنها.
  5. المصير المجهول للجولان المحتلة: على الرغم من أن إسرائيل تعتبر الجولان المحتلة جزءاً من أراضيها، إلا أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الضم. إسرائيل تخشى من أن يؤدي سقوط النظام السوري إلى فتح الباب أمام المطالبات باستعادة الجولان، أو إلى قيام جماعات معارضة بشن هجمات ضدها من الجولان. هذا الأمر قد يجبر إسرائيل على إعادة تقييم سياستها في الجولان، وقد يؤدي إلى تصعيد التوتر مع سوريا أو مع قوى إقليمية أخرى.

بالإضافة إلى هذه الأسباب المباشرة، هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة المخاوف الإسرائيلية. فإسرائيل تنظر إلى الصراع السوري كجزء من صراع أوسع نطاقاً بين قوى إقليمية متنافسة، وتسعى جاهدة للحفاظ على مصالحها في هذا الصراع. إسرائيل تدعم بشكل غير رسمي بعض فصائل المعارضة السورية، وتوفر لها مساعدات إنسانية واستخباراتية، ولكنها في الوقت نفسه تحرص على عدم التدخل بشكل مباشر في الصراع، وتجنب أي مواجهة مباشرة مع النظام السوري أو مع حلفائه.

إسرائيل تراقب عن كثب التطورات في سوريا، وتتخذ إجراءات احترازية لحماية أمنها. تشمل هذه الإجراءات تعزيز قواتها على الحدود مع سوريا، وتنفيذ غارات جوية ضد أهداف تابعة لحزب الله أو لإيران في سوريا، وتقديم الدعم لفصائل المعارضة الموالية لها. إسرائيل تسعى أيضاً إلى بناء تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة التهديدات التي تواجهها، وتعتبر الولايات المتحدة حليفها الاستراتيجي الرئيسي في هذا المجال.

في الختام، يمكن القول إن تقدم فصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام يثير مخاوف إسرائيلية حقيقية ومبررة. هذه المخاوف نابعة من تاريخ طويل من العداء والتوترات بين البلدين، ومن التهديدات المتزايدة التي تواجهها إسرائيل من الجماعات المتطرفة والفصائل المسلحة في المنطقة. إسرائيل تسعى جاهدة للحفاظ على مصالحها الأمنية والاستراتيجية في ظل هذا الصراع المعقد، وتتخذ إجراءات احترازية لحماية أمنها ومواجهة التحديات التي تواجهها.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا