Now

لماذا تؤمن بالقرآن وترفض الروايات مع أن ناقليهما واحد @husseinalkhalil

لماذا تؤمن بالقرآن وترفض الروايات مع أن ناقليهما واحد؟ تحليل نقدي

يثير فيديو اليوتيوب المعنون لماذا تؤمن بالقرآن وترفض الروايات مع أن ناقليهما واحد؟ @husseinalkhalil المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=hqkeHpFwfak قضية جوهرية في صميم الدراسات الإسلامية، ألا وهي: مدى حجية السنة النبوية الشريفة ومكانتها بجانب القرآن الكريم. الفيديو يقدم وجهة نظر معينة، ربما تختلف مع التيار السائد، تستحق التحليل والتفصيل لبيان جوانب القوة والضعف فيها، ولفتح باب النقاش العلمي الرصين حول هذه المسألة الحساسة.

الادعاء المركزي الذي يطرحه الفيديو، والذي يتضمنه عنوانه، هو أن نفس الأشخاص الذين نقلوا لنا القرآن الكريم هم أنفسهم الذين نقلوا لنا الأحاديث النبوية. وبالتالي، فإن الإيمان بالقرآن يستلزم منطقياً الإيمان بالأحاديث، ورفض الأحاديث يعتبر تناقضاً مع الإيمان بالقرآن. هذا الادعاء، في ظاهره، يبدو قوياً ومقنعاً، ولكنه يحتاج إلى تفكيك وتمحيص دقيقين لفهم أبعاده المختلفة.

تحليل الادعاء: هل الناقلون هم نفسهم فعلاً؟

صحيح أن عدداً كبيراً من الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) الذين شهدوا نزول الوحي وسمعوا النبي صلى الله عليه وسلم هم من نقلوا لنا القرآن الكريم ونقلوا لنا الأحاديث النبوية. لكن، هل هذا يعني أن عملية النقل كانت متطابقة تماماً في الحالتين؟ الجواب: لا. هناك فروق جوهرية في طريقة نقل القرآن الكريم وطريقة نقل الأحاديث، وهذه الفروق هي التي تجعل العلماء يضعون القرآن في منزلة أعلى من حيث الثبوت واليقين.

أولاً: القرآن الكريم نقل بالتواتر. التواتر هو أن ينقل الخبر عدد كبير من الرواة في كل طبقة من طبقات السند، بحيث يستحيل عقلاً أن يتفقوا جميعاً على الكذب. هذا النقل المتواتر يضمن وصول النص القرآني إلينا كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، دون تحريف أو تبديل. القرآن الكريم حفظ في الصدور والسطور، وتداوله المسلمون جيلاً بعد جيل، ولا يزالون يفعلون ذلك حتى يومنا هذا. أما الأحاديث النبوية، فمعظمها لم ينقل بالتواتر، وإنما نقل بطريق الآحاد. خبر الآحاد هو الخبر الذي ينقله راوٍ واحد أو عدد قليل من الرواة في طبقة من طبقات السند. خبر الآحاد يفيد الظن، ولا يفيد اليقين، وبالتالي فهو أقل درجة من التواتر من حيث الثبوت.

ثانياً: القرآن الكريم جمع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. القرآن الكريم كان محفوظاً في صدور الصحابة، ومكتوباً على الرقاع والعظام ونحوها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبإشرافه المباشر. وبعد وفاته، قام الصحابة الكرام بجمعه وتدوينه في مصحف واحد، وذلك في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم تم توحيد المصاحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. أما الأحاديث النبوية، فلم يتم تدوينها بشكل رسمي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما اعتمد الصحابة على حفظها ونقلها شفهياً. وبدأ التدوين الرسمي للأحاديث في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله، أي بعد مرور حوالي قرن على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الفارق الزمني بين زمن النبوة وزمن التدوين الرسمي للأحاديث يتيح مجالاً أوسع للخطأ والنسيان والتحريف.

ثالثاً: القرآن الكريم يتميز بالإعجاز البياني واللغوي. القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، الذي تحدى به العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن ذلك. هذا الإعجاز البياني واللغوي للقرآن الكريم يجعله متميزاً عن كلام البشر، ويضفي عليه هالة من القداسة والاحترام. أما الأحاديث النبوية، فهي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أفصح العرب وأبلغهم، ولكن كلامه لا يبلغ درجة الإعجاز القرآني. وبالتالي، فإن احتمال الخطأ أو التحريف في الأحاديث النبوية وارد، وإن كان ضئيلاً، بينما هذا الاحتمال يكاد يكون معدوماً في القرآن الكريم.

لماذا نقبل بعض الروايات ونرفض أخرى؟

حتى مع وجود الفروق الجوهرية بين القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فإن السنة النبوية تعتبر المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، بعد القرآن الكريم. والعلماء يبذلون جهوداً مضنية للتحقق من صحة الأحاديث النبوية، وتمييز الصحيح منها عن الضعيف والموضوع. وهناك قواعد وأصول علمية دقيقة يعتمد عليها العلماء في هذا التحقيق، مثل علم الجرح والتعديل، وعلم مصطلح الحديث، وعلم العلل.

العلماء لا يقبلون كل الأحاديث النبوية بشكل أعمى، وإنما يخضعونها لعملية نقد وتمحيص دقيقة. فإذا تبين لهم أن الحديث صحيح السند ومتن، أي أن سلسلة رواته متصلة وثقات، وأن متنه لا يتعارض مع القرآن الكريم أو مع حديث صحيح آخر، أو مع العقل أو مع الحس، فإنهم يقبلونه ويعملون به. أما إذا تبين لهم أن الحديث ضعيف السند أو المتن، فإنهم يرفضونه ولا يعملون به. وقد يختلف العلماء في تقييم بعض الأحاديث، وهذا الاختلاف هو أمر طبيعي في العلوم الاجتهادية.

رفض بعض الأحاديث لا يعني رفض السنة النبوية بشكل عام، وإنما هو عملية تنقية وتمحيص تهدف إلى الحفاظ على السنة النبوية الصحيحة، وتنقيتها من الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة. وهذه العملية ضرورية لحماية الدين الإسلامي من التحريف والتشويه.

خلاصة

الفيديو المذكور يثير تساؤلاً مهماً حول العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكنه يغفل عن الفروق الجوهرية في طريقة نقل القرآن الكريم وطريقة نقل الأحاديث النبوية. القرآن الكريم نقل بالتواتر، وحفظ في الصدور والسطور في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتميز بالإعجاز البياني واللغوي. أما الأحاديث النبوية، فمعظمها لم ينقل بالتواتر، وبدأ تدوينها الرسمي بعد مرور فترة من الزمن على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لا تتميز بالإعجاز القرآني. ولذلك، فإن العلماء يضعون القرآن في منزلة أعلى من حيث الثبوت واليقين.

ومع ذلك، فإن السنة النبوية تعتبر المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، بعد القرآن الكريم. والعلماء يبذلون جهوداً مضنية للتحقق من صحة الأحاديث النبوية، وتمييز الصحيح منها عن الضعيف والموضوع. ورفض بعض الأحاديث لا يعني رفض السنة النبوية بشكل عام، وإنما هو عملية تنقية وتمحيص تهدف إلى الحفاظ على السنة النبوية الصحيحة.

الخلاصة أن الإيمان بالقرآن لا يستلزم بالضرورة الإيمان بكل حديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل يستلزم الإيمان بما صح وثبت من الأحاديث النبوية وفقاً للقواعد والأصول العلمية المعتبرة. وهذه هي الطريقة التي اتبعها علماء الأمة على مر العصور، وهي الطريقة التي يجب أن نتبعها نحن أيضاً.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله