انتبه أن تكون منهم: قراءة في فيديو ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون عملا

يشكل فيديو اليوتيوب بعنوان انتبه أن تكون منهم من ضل سعيهم و هم يحسبون انهم يحسنون عملا تنبيهاً قوياً ومؤثراً، مستنداً إلى الآية الكريمة التي تحمل العنوان نفسه. الفيديو، الذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=bwGIz_jITDA، يدعو المشاهد إلى التفكير العميق في دوافع أفعاله ونتائجها، محذراً من الوقوع في فخ الاعتقاد الخاطئ بأن النية الحسنة تكفي لتبرير أي عمل.

المفهوم الأساسي الذي يطرحه الفيديو يتمحور حول أهمية التوفيق بين النية الصالحة والعمل الصالح. فليس كل ما يبدو في الظاهر حسناً هو كذلك في الواقع، بل قد يكون العمل مدفوعاً بنية طيبة ولكنه يؤدي إلى نتائج عكسية أو سلبية غير مقصودة. وهذا ما يشير إليه تعبير ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون عملا.

الفيديو يدعو إلى ضرورة التدبر والتفكر قبل الإقدام على أي عمل، مهما بدا لنا بسيطاً أو محموداً. يجب علينا أن نسأل أنفسنا بصدق: هل هذا العمل يوافق شرع الله؟ هل هو متوافق مع القيم والأخلاق الإسلامية؟ هل سيؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية على المدى الطويل؟ أم أنه مجرد رد فعل عاطفي أو عمل ارتجالي لا يستند إلى أسس واضحة؟

الأمثلة التي يمكن استنباطها من الحياة اليومية كثيرة ومتنوعة. فقد يظن شخص أنه يحسن عملاً عندما ينصح غيره بطريقة جارحة أو مهينة، مدعياً أنه يفعل ذلك من باب الحرص والمحبة. وقد يرى آخر أنه يحسن صنعاً عندما يتدخل في شؤون الآخرين دون طلب منهم، معتقداً أنه يقدم لهم المساعدة والعون. وقد يظن ثالث أنه يحسن عندما ينشر شائعات أو معلومات غير مؤكدة، معتقداً أنه يحذر الناس من خطر ما.

في كل هذه الحالات، قد تكون النية حسنة، ولكن النتائج قد تكون وخيمة. فالنصيحة الجارحة قد تؤدي إلى جرح مشاعر الآخرين وتنفيرهم. والتدخل في شؤون الآخرين قد يتسبب في إحراجهم وإيذائهم. ونشر الشائعات قد يؤدي إلى نشر الفتنة وزعزعة الثقة بين الناس.

لذلك، يجب علينا أن نكون حذرين جداً من الوقوع في هذا الفخ. يجب علينا أن نراجع أنفسنا باستمرار، وأن نطلب العلم والمعرفة، وأن نستشير أهل الخبرة والرأي، وأن نراقب نتائج أعمالنا، وأن نتعلم من أخطائنا. فقط بهذه الطريقة يمكننا أن نضمن أن أعمالنا تتوافق مع رضا الله وأنها تحقق الخير لنا وللمجتمع.

باختصار، فيديو ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون عملا هو دعوة للتأمل واليقظة، وتذكير بأهمية التوفيق بين النية الصالحة والعمل الصالح، وتحذير من مغبة الاعتماد على النوايا الحسنة وحدها دون تدبر وتفكر وتبصر.