حرب غزة: ماذا حققت إسرائيل من أهدافها؟ تحليل بعد انتهاء العمليات العسكرية

بعد مرور أشهر على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي استمرت لفترة طويلة وشهدت تصعيدًا كبيرًا في الأعمال القتالية، يطرح السؤال: هل حققت إسرائيل الأهداف التي أعلنتها عند بداية الحرب؟ هذا المقال يحاول تقديم تحليل موجز لأهداف إسرائيل المعلنة وتقييم مدى تحقيقها، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات الإنسانية والسياسية والاقتصادية للحرب.

الأهداف المعلنة لإسرائيل

أعلنت إسرائيل عند بدء العمليات العسكرية في غزة عدة أهداف رئيسية، أبرزها:

• القضاء على حركة حماس وقدراتها العسكرية.
• تدمير البنية التحتية للأنفاق التي تستخدمها حماس.
• تحقيق الردع ومنع تكرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
• إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

تقييم مدى تحقيق الأهداف

بالنظر إلى النتائج على أرض الواقع، يمكن القول بأن إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها المعلنة بشكل كامل:

• القضاء على حماس: على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس، سواء في الأفراد أو المعدات، إلا أنها لا تزال موجودة وتمتلك القدرة على العمل. لم يتم القضاء على الحركة بشكل كامل، ولا تزال تمثل قوة مؤثرة في قطاع غزة.
• تدمير الأنفاق: تم تدمير جزء كبير من شبكة الأنفاق، ولكن لا يزال هناك أجزاء أخرى عاملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة بناء هذه الأنفاق مع مرور الوقت.
• تحقيق الردع: على الرغم من أن إطلاق الصواريخ انخفض بعد انتهاء العمليات العسكرية، إلا أن هذا لا يضمن عدم تكرارها في المستقبل. الهدنة الحالية هشة وقد تنهار في أي لحظة.
• إعادة الأسرى: لم يتم تحقيق هذا الهدف حتى الآن، ولا يزال الأسرى الإسرائيليون محتجزين لدى حماس.

التداعيات والنتائج الأخرى

بالإضافة إلى الأهداف المعلنة، تركت الحرب تداعيات كبيرة على قطاع غزة، بما في ذلك:

• الخسائر البشرية: أدت الحرب إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
• الدمار الهائل: تسببت العمليات العسكرية في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في غزة، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات.
• الأزمة الإنسانية: تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بسبب النزوح الجماعي للسكان ونقص الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
• تدهور الأوضاع الاقتصادية: أدت الحرب إلى تدهور كبير في الأوضاع الاقتصادية في غزة، حيث توقفت العديد من الأنشطة التجارية والصناعية.

الخلاصة

في الختام، يمكن القول بأن إسرائيل حققت بعض النجاحات الجزئية في حرب غزة، مثل تدمير جزء من شبكة الأنفاق وإلحاق الضرر بقدرات حماس العسكرية. ومع ذلك، لم يتم تحقيق الأهداف الرئيسية المعلنة بشكل كامل، وتركت الحرب تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة على قطاع غزة. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية قد حققت الاستقرار والأمن لإسرائيل على المدى الطويل، أم أنها ستؤدي إلى دورة جديدة من العنف والصراع.