مراجعة فيلم Babylon 2022
مراجعة فيلم Babylon 2022: صخب وضياع في هوليوود الصاعدة
فيلم Babylon (بابل) للمخرج داميان شازيل، الذي عُرض عام 2022، هو تحفة سينمائية بصرية وصوتية مذهلة، ولكنه في الوقت نفسه عمل فني مثير للانقسام. الفيلم، الذي يستكشف فترة الانتقال الصاخبة والمجنونة في هوليوود من الأفلام الصامتة إلى الأفلام الناطقة في عشرينيات القرن الماضي، يقدم صورة جريئة وغير مألوفة عن صناعة السينما في بداياتها. مراجعتنا هذه تستند إلى رؤيتنا الخاصة للفيلم وبعض النقاط المطروحة في الفيديو المنشور على يوتيوب على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=nrkYRFs5OE8، مع إضافة تحليلات وتوسع في بعض الأفكار.
ملخص الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة شخصيات رئيسية: مانويل ماني توريس (دييغو كالفا)، وهو شاب طموح يعمل في وظائف هامشية في صناعة السينما ويحلم بالنجومية؛ نيللي لاروي (مارجوت روبي)، نجمة صاعدة جريئة ومتهورة تفتن الجميع بحضورها الطاغي؛ وجاك كونراد (براد بيت)، نجم سينمائي مخضرم يواجه صعوبة في التكيف مع التغيرات التكنولوجية في الصناعة. تتشابك مصائر هؤلاء الشخصيات في خضم الفوضى والإبداع الجامح الذي يميز فترة الانتقال إلى السينما الناطقة، مما يؤدي إلى لحظات من المجد والنجاح، وأخرى من الفشل واليأس.
إيجابيات الفيلم
الإخراج والتصوير: داميان شازيل يبرع في خلق عالم بصري مذهل ينقلنا إلى صخب وضجيج هوليوود في العشرينات. الكاميرا تتحرك باستمرار، وتسجل تفاصيل دقيقة، وتلتقط الطاقة الجامحة للحفلات الصاخبة وعمليات التصوير المحمومة. المشاهد الجماعية ضخمة ومليئة بالتفاصيل، مما يخلق إحساسًا حقيقيًا بالفوضى والإثارة.
الأداء التمثيلي: يعتبر الأداء التمثيلي من أبرز نقاط قوة الفيلم. مارجوت روبي تقدم أداءً استثنائيًا كنيللي لاروي، حيث تجسد شخصية جريئة ومتهورة، ولكنها في الوقت نفسه تعاني من هشاشة داخلية. دييغو كالفا يقدم أداءً مقنعًا كشاب طموح يسعى لتحقيق أحلامه في عالم قاسٍ. أما براد بيت، فيقدم أداءً مؤثراً كرجل يواجه نهاية حقبته، ويحاول التكيف مع عالم متغير بسرعة.
الموسيقى التصويرية: جاستن هورويتز، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم La La Land، يقدم موسيقى تصويرية رائعة تمزج بين موسيقى الجاز الصاخبة والمقطوعات الدرامية المؤثرة. الموسيقى تلعب دورًا حيويًا في تعزيز المشاعر ونقلنا إلى حقبة زمنية معينة.
الجرأة والطموح: الفيلم جريء وطموح في تصويره للفوضى والانحلال الذي كان سائدًا في هوليوود في تلك الفترة. لا يخشى شازيل من عرض الجوانب المظلمة لصناعة السينما، بما في ذلك الإدمان والاستغلال والعنصرية. الفيلم يحاول أن يقدم صورة شاملة ومعقدة عن تلك الحقبة، دون تجميل أو تزييف.
سلبيات الفيلم
الطول المفرط: الفيلم طويل جدًا، حيث يمتد لأكثر من ثلاث ساعات. بعض المشاهد يمكن اختصارها أو حذفها دون التأثير على القصة الرئيسية. هذا الطول المفرط قد يجعل الفيلم مملًا لبعض المشاهدين.
الإفراط في الفوضى: في بعض الأحيان، قد يكون الفيلم فوضويًا جدًا ومربكًا. هناك الكثير من الشخصيات والأحداث التي تتداخل مع بعضها البعض، مما قد يجعل من الصعب تتبع القصة الرئيسية. هذا الإفراط في الفوضى قد يجعل الفيلم مرهقًا لبعض المشاهدين.
النبرة الساخرة: الفيلم يتضمن نبرة ساخرة في تصويره لصناعة السينما في تلك الفترة. هذه النبرة قد تكون مسيئة لبعض المشاهدين الذين يرون أن الفيلم يقلل من أهمية الإنجازات السينمائية في تلك الحقبة. البعض قد يرى أن الفيلم يركز بشكل مفرط على الجوانب السلبية لصناعة السينما، ويتجاهل الجوانب الإيجابية.
عدم التوازن: قد يشعر البعض بأن الفيلم لا يقدم توازنًا كافيًا بين الجوانب المبهجة والمظلمة لصناعة السينما. يركز الفيلم بشكل كبير على الفوضى والانحلال، ويتجاهل الجوانب الإيجابية مثل الإبداع والابتكار. هذا قد يؤدي إلى صورة سلبية وغير مكتملة عن هوليوود في تلك الحقبة.
تحليل أعمق
فيلم Babylon ليس مجرد تصوير للحقبة الانتقالية في هوليوود، بل هو أيضًا تأمل في طبيعة الفن والتغيير والذاكرة. الفيلم يتناول فكرة أن الفن دائمًا ما يكون مرتبطًا بالسياق الاجتماعي والتاريخي الذي نشأ فيه. مع تغير التكنولوجيا وتغير الأذواق، يضطر الفنانون إلى التكيف أو مواجهة خطر الانقراض. الفيلم يطرح أسئلة مهمة حول قيمة الفن وأهمية التكيف مع التغيير.
شخصية جاك كونراد، التي يجسدها براد بيت، هي تجسيد لهذا الصراع. جاك هو نجم سينمائي مخضرم يجد صعوبة في التكيف مع السينما الناطقة. هو يمثل جيلًا من الفنانين الذين أصبحوا غير ذوي صلة بعالم جديد. مصيره المأساوي يسلط الضوء على قسوة صناعة السينما وعدم قدرتها على التسامح مع من لا يستطيعون التكيف.
على النقيض من جاك، نيللي لاروي تمثل الجيل الجديد من الفنانين الذين يتبنون التغيير ويستغلون الفرص الجديدة. نيللي جريئة ومتهورة ومستعدة لفعل أي شيء لتحقيق النجاح. لكن حتى نيللي تواجه صعوبات في عالم قاسٍ وغير متوقع. مصيرها يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الفنانين الشباب في صناعة السينما.
ماني توريس يمثل الحلم الأمريكي، قصة الصعود من القاع إلى القمة. هو شاب طموح يعمل بجد ويؤمن بإمكانياته. لكن حتى ماني يواجه خيبات أمل وصعوبات في طريقه إلى النجاح. قصته تسلط الضوء على أهمية العمل الجاد والمثابرة، ولكنها أيضًا تحذر من مخاطر فقدان البوصلة الأخلاقية في السعي وراء النجاح.
الخلاصة
فيلم Babylon هو فيلم مثير للانقسام. البعض قد يجده تحفة سينمائية بصرية وصوتية مذهلة، بينما قد يجده البعض الآخر فوضويًا ومملًا وطويلًا جدًا. بغض النظر عن الرأي الشخصي، لا يمكن إنكار أن الفيلم عمل فني طموح وجريء يستحق المشاهدة. الفيلم يقدم صورة معقدة وغير مألوفة عن هوليوود في بداياتها، ويثير أسئلة مهمة حول طبيعة الفن والتغيير والذاكرة. إذا كنت تبحث عن فيلم سينمائي فريد ومثير للتفكير، فإن Babylon قد يكون خيارًا جيدًا لك. ننصح بمشاهدة الفيديو المرفق في الأعلى لفهم أعمق لوجهات النظر الأخرى حول الفيلم.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة