لا يوجد أمة الا ولها رسول و الرسول حى بيننا الى يوم الدين يبلغ الرسالة و ينطق كلام الله بوحى يوحى

تحليل ومناقشة فيديو لا يوجد أمة إلا ولها رسول والرسول حي بيننا إلى يوم الدين

يتناول فيديو اليوتيوب المتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=J2u3YO5wXec فكرة مركزية مفادها أن لكل أمة من الأمم رسولاً، وأن هذا الرسول حيٌّ بيننا إلى يوم الدين، يبلغ الرسالة وينطق بكلام الله بوحي يوحى إليه. هذه الفكرة تحمل في طياتها العديد من التأويلات والتفسيرات التي تستدعي التفصيل والتحليل النقدي.

الرسالة والنبوة في الإسلام:

في صميم العقيدة الإسلامية، يكمن الإيمان بالرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله إلى البشرية لهدايتها وإرشادها. القرآن الكريم يذكر العديد من الأنبياء والرسل، ويؤكد على أن كل أمة قد أرسل إليها نذير. ومع ذلك، فإن العقيدة الإسلامية الراسخة تؤكد أيضاً على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا نبي بعده. هذا ما يستفاد من قوله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (الأحزاب: 40).

إن مفهوم خاتم النبيين يعني أن النبوة قد اكتملت برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة التي تنسخ ما قبلها من الشرائع. هذا لا ينفي الإيمان بالأنبياء السابقين، بل يؤكد على أن رسالتهم كانت مؤقتة ومحددة لأقوامهم، بينما رسالة الإسلام هي رسالة عالمية وشاملة لجميع الناس في كل زمان ومكان.

تفسير كل أمة ولها رسول:

الآية القرآنية التي تشير إلى أن لكل أمة رسول لا تعني بالضرورة وجود رسول في كل عصر وزمان لكل مجموعة من الناس. التفسير الأكثر شيوعاً هو أن الله أرسل رسلاً إلى الأمم السابقة برسالات تناسب ظروفهم وأحوالهم. هذه الرسل قد يكونون أنبياء مذكورين في القرآن الكريم أو غير مذكورين، وقد يكونون شخصيات تاريخية لعبت دوراً في هداية أقوامها. المهم هو أن الله لم يترك أمة بدون هداية.

أما القول بأن الرسول حي بيننا إلى يوم الدين، فهو يحتاج إلى توضيح دقيق. هل المقصود هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن وجوده بيننا هو من خلال سنته وتعاليمه التي وصلت إلينا عبر الأجيال. إننا نتبع سنته ونهتدي بتعاليمه، وهذا يعني أن رسالته حية ومستمرة في حياتنا. ولكن هذا لا يعني بالضرورة وجود شخص مادي يحمل صفة النبوة ويتلقى الوحي.

مفهوم الوحي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

العقيدة الإسلامية تؤكد على انقطاع الوحي التشريعي بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الوحي التشريعي هو الوحي الذي يتضمن أحكاماً وشرائع جديدة. أما الوحي الإلهام، وهو الإلهام الذي يلهم الله به عباده الصالحين، فهو لا يزال موجوداً، ولكنه لا يرقى إلى مرتبة الوحي التشريعي. الإلهام قد يكون عبارة عن رؤى أو أفكار أو خواطر تساعد الإنسان على اتخاذ القرارات الصائبة أو فهم الأمور بشكل أفضل، ولكنه لا يغير في الشريعة الإسلامية شيئاً.

التحديات والمخاطر المحتملة:

إن التأويلات غير الدقيقة لهذه المفاهيم قد تؤدي إلى ظهور ادعاءات كاذبة بالنبوة، أو إلى تفسيرات خاطئة للدين الإسلامي. يجب أن نكون حذرين من أي شخص يدعي أنه يتلقى الوحي أو أنه يتحدث باسم الله، وأن نتمسك بتعاليم القرآن والسنة النبوية الصحيحة.

إن الاعتقاد بوجود أنبياء ورسل بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعارض مع صريح القرآن والسنة، ويفتح الباب أمام الفتن والضلالات. يجب علينا أن نكون على بينة من هذه المخاطر وأن نحذر منها.

الخلاصة:

إن فكرة أن لا يوجد أمة إلا ولها رسول والرسول حي بيننا إلى يوم الدين تحمل في طياتها معاني عميقة تحتاج إلى فهم دقيق. يجب أن نفهم أن الله أرسل رسلاً إلى الأمم السابقة، وأن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الرسالة الخاتمة والشاملة. وجود الرسول بيننا هو من خلال سنته وتعاليمه التي نهتدي بها في حياتنا. يجب أن نكون حذرين من أي ادعاءات كاذبة بالنبوة، وأن نتمسك بتعاليم القرآن والسنة النبوية الصحيحة. إن الفهم الصحيح لهذه المفاهيم يساعدنا على الحفاظ على ديننا وعلى تجنب الفتن والضلالات.

نقاط إضافية للمناقشة:

• هل يمكن اعتبار المصلحين والقادة الروحيين في كل أمة بمثابة رسل بالمعنى المجازي؟
• كيف يمكننا التوفيق بين الإيمان بأن النبوة قد انتهت وبين الحاجة المستمرة إلى الهداية والإرشاد؟
• ما هي المعايير التي يجب أن نعتمدها لتمييز الادعاءات الكاذبة بالنبوة عن الإلهام الحقيقي؟
• كيف يمكن لوسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة أن تساهم في نشر الفهم الصحيح للدين الإسلامي ومحاربة الأفكار المتطرفة؟
• ما هو دور المؤسسات الدينية والعلماء في توعية الناس بمخاطر التأويلات الخاطئة للدين الإسلامي؟

إن هذه الأسئلة وغيرها تدعونا إلى مزيد من البحث والتفكير والنقاش حول هذه القضية الهامة. الهدف هو الوصول إلى فهم صحيح للدين الإسلامي والعمل على نشره بالطرق السلمية والحضارية.