تحليل فيديو لا يوجد أمة إلا ولها رسول والرسول حي بيننا

يثير فيديو اليوتيوب بعنوان لا يوجد أمة إلا ولها رسول والرسول حي بيننا إلى يوم الدين يبلغ الرسالة وينطق كلام الله بوحي يوحى (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=J2u3YO5wXec&pp=0gcJCYsJAYcqIYzv) جدلاً واسعاً لما يحتويه من ادعاءات حول استمرار النبوة والوحي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الادعاء يمثل خروجاً واضحاً عن العقيدة الإسلامية الراسخة.

جوهر الادعاء ومناقشته:

الفكرة الرئيسية التي يطرحها الفيديو هي أن لكل أمة رسول، وهذا الرسول لا يزال حياً حتى يومنا هذا، ويقوم بتبليغ الرسالة وتلقي الوحي. هذه الفكرة تتعارض بشكل مباشر مع ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو مبدأ أساسي في الإسلام يستند إلى نصوص قرآنية صريحة وأحاديث نبوية صحيحة. قال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.

مخاطر هذه الادعاءات:

1. الطعن في عقيدة ختم النبوة: يعتبر الإيمان بختم النبوة ركناً أساسياً من أركان الإيمان في الإسلام. والتشكيك فيه يفتح الباب أمام ظهور مدعين للنبوة، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع الإسلامي.
2. تضليل المسلمين: هذه الادعاءات قد تضلل بعض المسلمين الذين ليس لديهم علم كاف بأصول الدين، وتدفعهم إلى تصديق أفكار خاطئة ومخالفة للشريعة.
3. إحداث الفتنة والفرقة: هذه الادعاءات قد تؤدي إلى نشوب خلافات وصراعات بين المسلمين، وتقسيمهم إلى فرق وجماعات متناحرة.

الرد الشرعي على هذه الادعاءات:

علماء الأمة مجمعون على أن النبوة قد ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأحد أن يدعي النبوة أو الوحي بعده. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظهور مدعي النبوة في آخر الزمان، وأمر المسلمين بمحاربتهم والوقوف في وجههم. يجب على المسلمين التمسك بالعقيدة الصحيحة، والرجوع إلى أهل العلم والاختصاص لفهم أمور الدين، وعدم الانجرار وراء الشبهات والأفكار الضالة.

الخلاصة:

يجب على المسلمين الحذر من هذا النوع من الفيديوهات التي تروج لأفكار مخالفة للشريعة الإسلامية. الإيمان بختم النبوة هو أساس من أسس الدين، ولا يجوز التشكيك فيه أو التساهل في شأنه. يجب علينا جميعاً أن نلتزم بتعاليم ديننا الحنيف، وأن نحافظ على وحدتنا وتماسكنا، وأن نرد كيد الكائدين ومكر الماكرين.