مريم وعبد الله عروسين لم يمهلهما الاحتلال فرصة الفرح بعد زفافهم
مريم وعبد الله: عروسان لم يمهلهما الاحتلال فرصة الفرح
في قلب فلسطين المحتلة، حيث تتشابك خيوط الفرح بالألم، والأمل باليأس، تتجسد قصة مريم وعبد الله، عروسين لم يمهلهما القدر، أو بالأحرى لم يمهلهما الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فرصة الاستمتاع بفرحة الزفاف. قصة مؤثرة تم توثيقها في فيديو على اليوتيوب تحت عنوان مريم وعبد الله عروسين لم يمهلهما الاحتلال فرصة الفرح بعد زفافهم، تعكس بشكل صادم الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال، وكيف أن أبسط الحقوق، كالحق في الفرح والعيش بسلام، تُسلب منهم بشكل ممنهج.
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، يقدم لمحة عن حياة هذين الشابين، بدءًا من التحضيرات المتواضعة لحفل الزفاف، مرورًا بلحظات السعادة التي ارتسمت على وجوههما في يوم العرس، وصولًا إلى اللحظات المأساوية التي أعقبت الزفاف مباشرة. يعرض الفيلم صورًا ولقطات حقيقية من حفل الزفاف، تظهر فيها مريم بفستانها الأبيض وعبد الله ببدلته الأنيقة، محاطين بالأهل والأصدقاء الذين يشاركونهم الفرحة. تتخلل هذه اللقطات شهادات من أقارب وأصدقاء العروسين، يصفون فيها شخصية مريم الهادئة والطيبة، وشخصية عبد الله المحبة للحياة والمليئة بالأمل.
ولكن، سرعان ما تنقلب الصورة. فبعد أيام قليلة من الزفاف، تقتحم قوات الاحتلال منزل العروسين، وتعتقل عبد الله بتهم ملفقة وغير مبررة. يظهر في الفيديو لقطات مؤثرة لمريم وهي تبكي بحرقة، وتحاول فهم ما حدث، ولماذا تم اختطاف زوجها بهذه الطريقة الوحشية. تتحدث مريم في الفيديو عن حبها لعبد الله، وعن أحلامهما المشتركة بمستقبل أفضل، وعن صدمتها الكبيرة بفقدانه بهذه الطريقة المفاجئة.
قصة مريم وعبد الله ليست مجرد قصة شخصية، بل هي قصة تتكرر يوميًا في فلسطين المحتلة. فاعتقال الفلسطينيين، بمن فيهم الشباب، والنساء، وحتى الأطفال، أصبح سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وترهيبه، ومنعه من تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال. الاعتقالات تتم غالبًا بتهم واهية، وبدون أي أدلة حقيقية، وتستند إلى قوانين عسكرية مجحفة تسمح للاحتلال باعتقال أي فلسطيني دون توجيه تهمة محددة إليه، أو منحه الحق في محاكمة عادلة.
الاحتلال لا يكتفي بالاعتقالات، بل يمارس أيضًا أشكالًا أخرى من القمع والانتهاكات بحق الفلسطينيين، كالهدم المتواصل للمنازل، والاستيلاء على الأراضي، ومنع الفلسطينيين من التنقل بحرية، وفرض الحواجز العسكرية، والاقتحامات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية. هذه الإجراءات القمعية تهدف إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين، وجعل حياتهم لا تطاق، بهدف دفعهم إلى اليأس والاستسلام، أو الهجرة من أرضهم.
فيديو مريم وعبد الله يسلط الضوء على هذه الانتهاكات بشكل مباشر، ويقدم شهادة حية على معاناة الفلسطينيين اليومية. الفيديو ليس مجرد عرض للوقائع، بل هو دعوة للعمل، ومطالبة للمجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات، وحماية الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. الفيديو يدعو إلى التضامن مع مريم وعبد الله، ومع جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والعمل على إطلاق سراحهم، وضمان حقوقهم الأساسية.
القصة تثير تساؤلات عميقة حول العدالة، والإنسانية، ودور المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان. كيف يمكن أن يستمر هذا الظلم والقمع في القرن الحادي والعشرين؟ كيف يمكن أن يُحرم زوجان من الاستمتاع بفرحة زفافهما، ويُختطف أحدهما بعد أيام قليلة من الزفاف؟ كيف يمكن أن يُحرم شعب بأكمله من حقه في الحياة الكريمة، والحرية، والاستقلال؟
الإجابة على هذه التساؤلات تكمن في الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفرض عقوبات عليه، وإلزامه بالامتثال لقرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي. كما تكمن في دعم الشعب الفلسطيني، وتمكينه من الصمود في وجه الاحتلال، والمطالبة بحقوقه المشروعة، وفي فضح جرائم الاحتلال أمام العالم، وكشف حقيقته العنصرية والوحشية.
قصة مريم وعبد الله هي قصة أمل، رغم الألم. إنها قصة شعب صامد، متمسك بأرضه، ومؤمن بحقه في الحرية والاستقلال. إنها قصة تذكّرنا بأن الظلم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وأن النصر حليف الحق، وأن فجر الحرية قادم لا محالة. يجب أن تكون قصة مريم وعبد الله حافزًا لنا جميعًا للعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة وحرية في وطنه.
الرابط للفيديو المذكور في المقال: https://www.youtube.com/watch?v=vN2OSBdDIbU
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة