Now

اعتراف إسرائيلي صادم اغتيال يحيى السنوار لن يحل مشكلة حكم حماس لغزة

اعتراف إسرائيلي صادم: اغتيال يحيى السنوار لن يحل مشكلة حكم حماس لغزة - تحليل

في خضم التوترات المتصاعدة والعمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة، يطفو على السطح سؤال محوري يتردد صداه في أروقة السياسة والأمن الإسرائيلية: هل سيؤدي اغتيال يحيى السنوار، القيادي البارز في حركة حماس، إلى حل جذري لمشكلة حكم الحركة في غزة؟ سؤال بات ملحًا بعد مرور أشهر على الحرب، وتصاعد الأصوات التي تطالب بإيجاد حلول مستدامة للأزمة.

الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان اعتراف إسرائيلي صادم اغتيال يحيى السنوار لن يحل مشكلة حكم حماس لغزة (https://www.youtube.com/watch?v=kJHafKXlGfE) يمثل جزءًا من هذا النقاش المتزايد. سواء كان الفيديو عبارة عن تحليل إخباري، أو مقابلة مع مسؤول إسرائيلي، أو رأي لخبير استراتيجي، فهو يسلط الضوء على اعتراف ضمني، وربما صادم، بأن تصفية القيادات العليا في حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، لن تقضي على الحركة أو تحل مشكلة حكمها في غزة.

لماذا لا يكفي الاغتيال؟

يكمن جوهر هذا الاعتراف في فهم طبيعة حركة حماس ودورها في المجتمع الفلسطيني في غزة. حماس ليست مجرد تنظيم عسكري، بل هي حركة اجتماعية وسياسية متجذرة في المجتمع، تقدم خدمات اجتماعية، وتلعب دورًا هامًا في حياة الفلسطينيين في القطاع. وبالتالي، فإن التعامل معها على أنها مجرد هدف عسكري يسعى إلى التدمير هو تبسيط مفرط للمشكلة.

  1. الأيديولوجيا والتأييد الشعبي: حماس تستمد قوتها من أيديولوجيتها التي تجد صدى لدى قطاع واسع من الفلسطينيين، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة. اغتيال السنوار قد يضعف القيادة مؤقتًا، لكنه لن يقضي على الأيديولوجيا أو يقلل من التأييد الشعبي للحركة. بل قد يؤدي إلى ردود فعل عكسية، وزيادة التعاطف مع حماس، خاصة إذا اعتبر الفلسطينيون الاغتيال استهدافًا للمقاومة الفلسطينية.
  2. البنية التنظيمية اللامركزية: على الرغم من أهمية القيادة المركزية في حماس، إلا أن الحركة تتمتع ببنية تنظيمية لامركزية إلى حد ما. هذا يعني أن اغتيال السنوار لن يشل الحركة بشكل كامل، بل قد يؤدي إلى صعود قيادات جديدة، ربما تكون أكثر تشددًا. الحركة قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة واستبدال القادة الذين يتم اغتيالهم.
  3. الظروف الاجتماعية والاقتصادية: تلعب الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية في غزة دورًا حاسمًا في تعزيز نفوذ حماس. الفقر والبطالة والحصار الإسرائيلي المستمر يخلق بيئة مواتية لازدهار الحركات المتطرفة. اغتيال السنوار لن يحل هذه المشاكل، بل قد يؤدي إلى تفاقمها، مما يزيد من احتمالية استمرار حكم حماس أو ظهور تنظيمات أخرى أكثر تطرفًا.
  4. الفراغ السياسي: في غياب بديل سياسي فعال لحماس، فإن اغتيال السنوار سيترك فراغًا قد تستغله قوى أخرى، سواء كانت فلسطينية أو إقليمية. إذا لم يتم ملء هذا الفراغ ببديل شرعي يحظى بتأييد شعبي، فإن حماس ستظل قادرة على استعادة نفوذها.
  5. الدرس التاريخي: التاريخ يثبت أن اغتيال القادة لا ينهي الحركات المقاومة. ففي كثير من الحالات، يؤدي الاغتيال إلى ظهور قادة جدد أكثر تصميمًا على مواصلة النضال. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاغتيال إلى تزايد العنف والانتقام.

ما هو الحل إذن؟

إذا كان اغتيال يحيى السنوار لن يحل مشكلة حكم حماس لغزة، فما هو الحل البديل؟ الإجابة على هذا السؤال معقدة وتتطلب مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار جميع جوانب الأزمة.

  1. حل سياسي شامل: لا يمكن تحقيق استقرار دائم في غزة دون حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب أن يشمل هذا الحل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها.
  2. تحسين الظروف المعيشية: يجب رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة. يجب أيضًا خلق فرص عمل للشباب الفلسطيني لتحسين ظروفهم المعيشية وتقليل اعتمادهم على حماس.
  3. تعزيز المؤسسات الفلسطينية: يجب دعم المؤسسات الفلسطينية الشرعية، مثل السلطة الفلسطينية، وتمكينها من تولي مسؤولية حكم غزة. يجب أيضًا إجراء انتخابات حرة ونزيهة لتمكين الشعب الفلسطيني من اختيار قادته.
  4. الحوار مع حماس: على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن الحوار مع حماس قد يكون ضروريًا للتوصل إلى حل سلمي للصراع. يجب أن يشمل هذا الحوار شروطًا واضحة، مثل الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن العنف، ولكن يجب أن يكون هناك استعداد للاستماع إلى مطالب حماس ومخاوفها.
  5. دور إقليمي ودولي: يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الدول العربية والإسلامية، أن يلعب دورًا فعالًا في حل الأزمة في غزة. يجب أن يشمل هذا الدور تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية، والضغط على إسرائيل لرفع الحصار، ودعم جهود السلام.

الخلاصة

الفيديو الذي يتحدث عن اعتراف إسرائيلي بأن اغتيال يحيى السنوار لن يحل مشكلة حكم حماس لغزة يثير نقطة جوهرية يجب أخذها بعين الاعتبار. إن التعامل مع الأزمة في غزة يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تتجاوز الحلول الأمنية قصيرة المدى. يجب على إسرائيل والمجتمع الدولي أن يدركوا أن الحل الدائم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، وإيجاد حل سياسي عادل وشامل. إن تجاهل هذه الحقائق لن يؤدي إلا إلى استمرار العنف والمعاناة في غزة.

باختصار، اغتيال السنوار قد يكون له تأثير تكتيكي مؤقت، لكنه لن يحل مشكلة استراتيجية أعمق. الحل الحقيقي يكمن في معالجة جذور الأزمة، وليس فقط أعراضها.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا