الشيخ عكرمة صبري الاحتلال يهدف لتفريغ الأقصى من المسلمين وهو ما سيؤدي لتفجر الأوضاع بالضفة
تحليل وتفصيل: الشيخ عكرمة صبري والتحذير من تفريغ الأقصى
يمثل فيديو الشيخ عكرمة صبري، الذي يحمل عنوان الشيخ عكرمة صبري الاحتلال يهدف لتفريغ الأقصى من المسلمين وهو ما سيؤدي لتفجر الأوضاع بالضفة، صرخة مدوية تحذر من التداعيات الخطيرة للسياسات الإسرائيلية في القدس المحتلة، وخاصةً تلك التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك. الشيخ صبري، بصفته خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، يملك رؤية عميقة وواقعية حول الأوضاع المتدهورة في المدينة المقدسة، ويستند في تحليله إلى معطيات ملموسة وتجارب شخصية طويلة في مواجهة الاحتلال.
يتناول الفيديو قضية محورية، وهي محاولة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لتغيير الواقع الديموغرافي والديني في المسجد الأقصى والقدس بشكل عام، وذلك من خلال سلسلة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى تقليل الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى، وزيادة الوجود اليهودي فيه. هذا الهدف، بحسب الشيخ صبري، ليس مجرد تغيير بسيط في الواقع، بل هو جزء من خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى، وتقويض الحقوق الدينية والتاريخية للمسلمين فيه.
يبدأ الشيخ صبري في شرح هذه الاستراتيجية من خلال تفصيل الإجراءات التي يتخذها الاحتلال. من بين هذه الإجراءات، نجد التضييق المستمر على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى، وخاصةً من الضفة الغربية وقطاع غزة. يتم ذلك عبر وضع العراقيل والتفتيشات المهينة، وتقييد عدد المصلين الذين يسمح لهم بالدخول، ومنع الشباب وكبار السن من الوصول إلى المسجد. هذه الإجراءات، بحسب الشيخ، ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة مدروسة لإحداث حالة من اليأس والإحباط بين المسلمين، وتقليل ارتباطهم بالمسجد الأقصى.
بالإضافة إلى التضييق على دخول المسلمين، يشير الشيخ صبري إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين، تحت حماية قوات الاحتلال. هذه الاقتحامات، التي تتم بشكل شبه يومي، تمثل استفزازًا مباشرًا لمشاعر المسلمين، وانتهاكًا لحرمة المسجد الأقصى. كما أنها تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتحويله تدريجيًا إلى مكان يسمح فيه لليهود بالصلاة والعبادة، وهو ما يمثل تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء.
يشير الشيخ صبري أيضًا إلى الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، والتي تهدد أساسات المسجد وتاريخه. هذه الحفريات، التي تتم بحجة البحث عن آثار يهودية، هي في الواقع جزء من مخطط لتشويه الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، وطمس معالمه التاريخية. كما أنها تهدف إلى خلق واقع جديد على الأرض، يمكن استخدامه في المستقبل لتبرير السيطرة الإسرائيلية على المسجد.
لا يقتصر الأمر على الإجراءات المادية، بل يشير الشيخ صبري أيضًا إلى الحملات الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي تهدف إلى تشويه صورة المسجد الأقصى والمسلمين، وتصويرهم على أنهم عنصريون ومتطرفون. هذه الحملات الإعلامية، بحسب الشيخ، تهدف إلى تبرير الإجراءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، وكسب التأييد الدولي لها.
يشدد الشيخ صبري على أن هذه الإجراءات والسياسات الإسرائيلية تهدف في نهاية المطاف إلى تفريغ الأقصى من المسلمين، أي تقليل الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى إلى الحد الأدنى، وتحويله إلى مكان يسيطر عليه اليهود بشكل كامل. هذا الهدف، بحسب الشيخ، ليس مجرد أمنية أو حلم لدى بعض المتطرفين، بل هو جزء من خطة استراتيجية تتبناها الحكومة الإسرائيلية، وتسعى إلى تنفيذها بكل الوسائل.
يحذر الشيخ صبري من أن تحقيق هذا الهدف سيؤدي إلى تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، بل وفي المنطقة بأكملها. ذلك لأن المسجد الأقصى ليس مجرد مكان ديني للمسلمين، بل هو رمز لهويتهم وعزتهم وكرامتهم. الاعتداء على المسجد الأقصى، أو محاولة السيطرة عليه، يمثل اعتداء على كل مسلم في العالم، وهو ما سيؤدي إلى ردود فعل غاضبة وعنيفة.
يستند الشيخ صبري في تحذيره هذا إلى خبرته الطويلة في التعامل مع القضية الفلسطينية، وإلى معرفته العميقة بالمشاعر الشعبية تجاه المسجد الأقصى. فهو يدرك أن المسلمين لن يسكتوا على الاعتداء على مقدساتهم، وأنهم سيقاومون بكل الوسائل المتاحة محاولات السيطرة على المسجد الأقصى.
يتطرق الشيخ صبري في حديثه إلى دور السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي في مواجهة هذه التحديات. ينتقد الشيخ صبري السلطة الفلسطينية لعدم قيامها بدور كاف في الدفاع عن المسجد الأقصى، ويدعوها إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا ووضوحًا في مواجهة الاحتلال. كما يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المقدسات الإسلامية في القدس، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
يوجه الشيخ صبري رسالة إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم، يدعوهم فيها إلى الوقوف إلى جانب إخوانهم في فلسطين، ودعمهم بكل الوسائل المتاحة. يشدد الشيخ صبري على أن قضية المسجد الأقصى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية كل مسلم في العالم، وأن الدفاع عن المسجد الأقصى هو واجب ديني ووطني وإنساني.
في ختام حديثه، يؤكد الشيخ صبري على أن المسجد الأقصى سيبقى عربيًا إسلاميًا، وأن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع تغيير هذه الحقيقة. يعبر الشيخ صبري عن ثقته في أن المسلمين سيتمكنون في نهاية المطاف من تحرير المسجد الأقصى، وإعادته إلى مكانته الطبيعية كمركز ديني وثقافي للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
يمكن اعتبار فيديو الشيخ عكرمة صبري هذا بمثابة جرس إنذار يدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المتدهورة في القدس والمسجد الأقصى. إنه دعوة إلى العمل من أجل حماية المقدسات الإسلامية، ومواجهة السياسات الإسرائيلية التي تهدد هوية القدس وتاريخها.
تحليلًا شاملاً، يقدم الفيديو رؤية ثاقبة حول طبيعة الصراع في القدس، ويكشف عن الأهداف الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي، ويحذر من التداعيات الخطيرة للسياسات الإسرائيلية على المنطقة بأكملها. إنه مصدر قيم للمعلومات والتحليل، ويستحق المشاهدة والاستماع إليه من قبل كل من يهتم بقضية فلسطين والقدس.
مقالات مرتبطة